في مشهد حمل دلالاته الوطنية والسياسية، وجسّد عمق الترابط والعلاقة اللبنانية–الفلسطينية، شهدت قاعة المركز الثقافي الفلسطيني في بلدة برالياس في البقاع الأوسط حضوراً بارزاً ومتنوعاً للقوى والأحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية، إلى جانب رؤساء البلديات والمخاتير وشخصيات دينية ووطنية وثقافية واجتماعية، إضافة إلى حضور شعبي واسع وحشد من أبناء المنطقة وأعضاء الجبهة وقطاعاتها. وجاء ذلك خلال الندوة التي نظّمتها الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في إطار اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، تحت عنوان ” نضال مستمر وحق لا يموت،فلسطين في مواجهة المشروع الصهيوني” .
وبعد كلمة ترحيبية للرفيقة ميسم صالح، تحدّث عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية ومسؤولها في لبنان يوسف أحمد، مؤكداً أن انتصار الرواية الفلسطينية وحركة الشعوب العالمية المتضامنة مع شعب فلسطين والرافضة للإبادة والعدوان هي التعبير والفعل الحقيقي للتضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني، وتستحق كل الشعوب والدول والقوى التي انتصرت لغزة ورفعت البطاقة الحمراء بوجه الاحتلال وحكومته الفاشية كل التحية، وفي طليعتها لبنان واليمن بشعبيهما ومقاومتهما وتضحياتهما.
وشدّد أحمد على أن استمرار الاعتداءات على لبنان وفلسطين وسوريا ودول المنطقة يؤكد إصرار نتنياهو وحكومته الإرهابية على تصعيد الحرب والعدوان في محاولة فاشلة لتقديم نفسه كقادر على جعل إسرائيل الدولة المهيمنة على المنطقة والقادرة على رسم مستقبلها ومستقبل شعوبها. وقال: نحن نرد عليه بأن كل سياساتك العدوانية لن تنجح في كسر إرادة الشعوب أو فرض مشاريع التصفية والاحتلال والاستعمار.
وبيّن أن جوهر المشروع الصهيوني يقوم اليوم على معادلة طرد وتهجير كل الشعب، والاستيلاء على كل الأرض، ونفي الشعب الفلسطيني والتنكر لحقوقه ووجوده. وبهذا الإطار تتسارع الخطوات التنفيذية والعملية لمشروع الضم والتهويد والاستيطان، المترافقة مع حملة عدوانية شرسة على أبناء شعبنا في كافة المخيمات والقرى والبلدات الفلسطينية، وتوفير الدعم والتسليح للمستوطنين بدعم وغطاء أميركي، مع غياب الموقف الدولي والعربي القادر على ردع الاحتلال ووقف مشروعه العنصري وعدوانه الفاشي.
وأشار أحمد إلى سعي الاحتلال لتفكيك اتفاق وقف إطلاق النار والتهرب من أي التزامات تقيّد سياساته العدوانية، ما يفرض مسؤولية على المجتمع الدولي والدول الضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار للتحرّك الجدي والفوري والضغط على الاحتلال لإلزامه بوقف إطلاق النار واعتداءاته المتواصلة على قطاع غزة، وإدخال المساعدات إلى القطاع وفتح المعابر وانسحاب قوات الاحتلال وإطلاق الأسرى وإعادة الإعمار، وتوفير الفرصة لشعبنا لتشكيل الإدارة الوطنية بما يكفل وحدة أراضي دولة فلسطين ووحدة شعبنا ورفض كل المخططات والمشاريع الاستعمارية البديلة.
كما أكد أحمد أن دقّة المرحلة وما تحمله من مخاطر وتحديات كبرى تفرض الشروع في حوار وطني فلسطيني شامل يفضي إلى توحيد الموقف وتعزيز عناصر القوة الفلسطينية، بما يضمن حماية الحقوق الوطنية وقطع الطريق على مشاريع الوصاية والاحتلال، وترسيخ صمود شعبنا في غزة والضفة والقدس وصون قضية اللاجئين وحقهم في العودة.
واعتبر أحمد أن استهداف مخيم عين الحلوة وارتكاب مجزرة ذهب ضحيتها عشرات الأطفال والفتية يأتي في سياق استهداف الوجود الفلسطيني واستكمالاً لعدوانه على المخيمات في الضفة وغزة، في إطار استهداف قضية اللاجئين وحق العودة. ما يستدعي العمل الفوري لتوحيد الصف الفلسطيني في لبنان وتفعيل العمل المشترك وتجاوز كافة التجاذبات وإزالة كل العراقيل لتعزيز صمود شعبنا وحماية المخيمات والوجود الفلسطيني. مؤكداً الحرص على بناء أفضل العلاقات اللبنانية– الفلسطينية وتمتينها على أسس سليمة تحفظ المصلحة المشتركة للشعبين الشقيقين، مطالباً بمقاربة شاملة للوجود الفلسطيني في لبنان بعيداً عن الانتقائية، ورفع حالة الغبن عن اللاجئين والإفراج عن حقوقهم الإنسانية والاجتماعية.
وختم أحمد مؤكدا التمسّك بالأونروا، ورفض كل سياسات الاستهداف والابتزاز المالي والسياسي التي تتعرّض لها. وطالب إدارة الأونروا بوقف سياسة التكيّف والتراجع عن التقليصات، ودعا إلى تفعيل دور اللجان الشعبية والعمل لتنظيم الحركة الجماهيرية وتفعيل دورها دفاعاً عن حقوق ومصالح اللاجئين وإعلاء صوتهم والضغط على المجتمع الدولي لتوفير التمويل المطلوب لتمكين الأونروا من القيام بواجباتها، مطالباً الوكالة بوقف مسلسل التقليصات والعمل على تحسين الخدمات.