عفيف النسر
يواصل الحارس المتألق آدم طراف، ابن بلدة النجارية الجنوبية ومواليد 2002، ترسيخ حضوره كأحد أبرز الوجوه الرياضية الشابة في لبنان وفلسطين على حد سواء، بموهبته وثباته وانتمائه الصادق للقضية الفلسطينية.
بدأ طراف مسيرته مع الفئات العمرية في نادي النجمة، وشارك لاحقًا بشكل محدود مع الفريق الأول، قبل أن ينتقل بثبات بين عدد من الأندية اللبنانية، من بينها بنت جبيل والسكسكية والمبرة (درجة ثانية)، ثم نادي الشباب الغازية (درجة أولى) حيث تألق لموسمين متتاليين وما زال أحد عناصره الأساسية.
وفي محطة لافتة من مسيرته، دخل طراف إلى مخيم عين الحلوة ممثلًا نادي فلسطين تجمعنا للمشاركة في كأس الرئيس أبو عمار على ملعب الشهيد أبو جهاد الوزير، وقدّم مباراة كبيرة أمام نادي النهضة – عين الحلوة، برز خلالها بتصدياته المتعددة وكان من أبرز نجوم اللقاء.
وعلى الرغم من أن المباراة كانت منافسة كروية بين ناديين شقيقين، فإن أبعادها الإنسانية والاجتماعية حملت رسالة أعمق. فوجود طراف في مخيم عين الحلوة جاء ليؤكد أن القضية الفلسطينية هي قضية الشرفاء، وليثبت أن الرياضة قادرة على بناء جسور من الانتماء والتضامن تتجاوز الحدود والظروف.
ويُعرف عن آدم طراف التزامه الدائم بالحضور في كل مباراة أو فعالية تحمل اسم شهيد أو طابعًا تضامنيًا أو مناسبة وطنية تخص فلسطين، مؤكدًا هويته اللبنانية وانتماءه الفلسطيني العميق. وفي وقت يتردد فيه كثيرون عن دخول المخيم لاعتبارات أمنية أو سياسية أو بسبب سوء أرضية الملعب، اختار طراف أن يكون في الصفوف الأولى، يلعب بثقة وروح عالية، ويقدم أداءً رجوليًا تصدّى خلاله لكرات خطرة، ليبقى “نجمًا من الجنوب يتألق على أرض ملعب الشهيد أبو جهاد الوزير”.
وفي ختام هذا المشهد المشرّف، تؤكد فلسطين تجمعنا اعتزازها بابنها الرياضي:
لبناني الهوية… فلسطيني الانتماء… الحارس المبدع آدم طراف.