قام وفد قيادي من الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بزيارة إلى رئيس لجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني، السفير رامز دمشقية، في مقر اللجنة في السراي الحكومي ببيروت. وضم الوفد مسؤول الجبهة في لبنان يوسف أحمد، وعضوي المكتب السياسي عدنان يوسف وخالدات حسين، وعضوي اللجنة المركزية عبدالله كامل وتيسير عمار، وذلك بحضور المديرة التنفيذية للجنة، السيدة نادين الماروق. وقد شكل اللقاء مناسبة لبحث مختلف القضايا المتصلة بأوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وسبل تحسين ظروف معيشتهم وتعزيز صمودهم ودعم نضالهم المتواصل من أجل حق العودة، إضافة إلى مناقشة آليات تنظيم العلاقة اللبنانية – الفلسطينية بما يخدم المصلحة المشتركة للطرفين.
وخلال اللقاء، شدد وفد الجبهة على حرص الشعب الفلسطيني في لبنان، بمختلف مكوناته السياسية والاجتماعية، على ترسيخ أفضل العلاقات مع الدولة اللبنانية ومؤسساتها وشعبها، مؤكدا ضرورة تنظيم هذه العلاقة على أسس ثابتة ومتينة تعزز الروابط الأخوية والتاريخية بين الشعبين الشقيقين. كما أكد الوفد تمسك الفلسطينيين بالعيش بكرامة وعدالة واحترام للقوانين والأنظمة اللبنانية بما يحفظ أمن لبنان وسيادته واستقراره، ويضمن في الوقت نفسه حقوق اللاجئين الإنسانية والاجتماعية.
وأشار الوفد إلى أن المخيمات الفلسطينية تشكل فضاء اجتماعيا مدنيا له احتياجاته وخصائصه، وهي في الوقت ذاته حاضنة لنضال وطني ممتد منذ عقود من أجل تحقيق حق العودة. واعتبر أن حماية المخيمات وصون هويتها الوطنية وتعزيز صمودها تمثل مصلحة مشتركة، في ظل ما تتعرض له القضية الفلسطينية من مخاطر ومحاولات تصفية تستهدف الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حق العودة ورفض مشاريع التهجير والتوطين.
كما أكد الوفد الدور المركزي الذي تضطلع به لجنة الحوار اللبناني–الفلسطيني في تنظيم العلاقة بين الجانبين، وضرورة تطوير هذا الدور بما يضع أسسا واضحة لمعالجة الملفات العالقة، سياسيا وقانونيا وإنسانيا، ويضمن الأمن والاستقرار داخل المخيمات ويحصنها من محاولات العبث أو الاستغلال، ويضمن تجاوز أخطاء الماضي ووضع رؤية مشتركة للمستقبل.
وتناول وفد الجبهة عددا واسعا من القضايا التي يعاني منها اللاجئون، مشددا على الحاجة الملحة لتحسين أوضاعهم المعيشية والاجتماعية. كما دعا إلى إقرار القوانين التي تضمن للفلسطينيين حق العمل والتملك بصورة أكثر مرونة وإنسانية، وإلى تخفيف الإجراءات الأمنية المشددة عند مداخل المخيمات والسماح بإدخال مواد البناء وتأهيل المنازل، وفتح الممرات الفرعية، لاسيما في مخيم البداوي، تسهيلا لحركة الطلاب والأهالي. كذلك شدد الوفد على ضرورة تسريع استكمال إعمار مخيم نهر البارد، باعتباره قضية وطنية وإنسانية تتطلب إرادة سياسية ودعما رسميا جدّيا.
وفي ما يتعلق بوكالة الأونروا، عبر الوفد عن قلقه من سياسات التقليص والتكيف التي تتبعها الوكالة في ظل تزايد الاحتياجات الإنسانية للاجئين. ودعا إلى تحرك لبناني– فلسطيني مشترك لحماية الوكالة وخدماتها وضمان استمرار دورها، والضغط على الدول المانحة لتوفير التمويل الكافي، ووقف جميع أشكال التقليص، والعمل على تحسين مستوى الخدمات في المجالات الإغاثية والتعليمية والصحية.
واختتم الوفد زيارته بالتأكيد على التزام الجبهة الديمقراطية بمواصلة التواصل والتنسيق مع لجنة الحوار ومع مختلف المؤسسات اللبنانية، بما يعزز العلاقة المشتركة ويضمن معالجة القضايا المتصلة باللاجئين بروح من التعاون والمسؤولية، خدمة للمصلحة المشتركة.