آخر الأخبار

هل كانت المجزرة الإسرائيلية في مخيم عين الحلوة إنتقام من أطفال الآر بي جي

WhatsApp-Image-2025-11-14-at-8.16.23-AM

حمزة البشتاوي

منذ بداية معركة طوفان الأقصى يحاول جيش الإحتلال الإسرائيلي إدخال المخيمات الفلسطينية في لبنان في دائرة عدوانه المستمر على لبنان عبر خرق إتفاق إطلاق النار الموقع بتاريخ 27 تشرين الثاني عام 2024 وفي هذا السياق ارتكب جيش الإحتلال مجزرة في مخيم عين الحلوة وهو المخيم المرتبط بالتاريخ الكفاحي للفلسطينيين وتمسكهم بحق العودة ويعيش تحديات الإعتداء الخارجي من قبل الإحتلال والواقع الداخلي الصعب خاصة بسبب سياسة وأداء وكالة الأنروا.

ويمكن إعتبار المجزرة التي ارتكبها جيش الإحتلال الإسرائيلي في مخيم عين الحلوة 18 تشرين الثاني الماضي مرتبطة برغبته بالإنتقام من المخيم مما حصل خلال الإجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 وخوض مجموعة من أبناء المخيم ملحمة بطولية منعت في ذلك الوقت جيش الإحتلال من السيطرة على المخيم بعد أن تصدوا للدبابات الإسرائيلية بقذائف الآر بي جي، وهم فتية أعمارهم مثل أعمار شهداء المجزرة التي ارتكبت بقصف من الطائرات الحربية، لا تتجاوز أعمارهم سن الـ 14 وعرفوا بإسم أطفال الآر بي جي.

ولتبرير المجزرة إدعى جيش الإحتلال الإسرائيلي بأنه قصف بنية تحتية لحركة حماس في مخيم عين الحلوة، وهذا ما نفته الحركة التي يقتصر دورها منذ عقود على الأنشطة السياسية والإعلامية والإجتماعية والثقافية، لأنها أصبحت تؤمن كما غيرها من الفصائل بأن الصراع من الداخل أجدى وأكثر إيلاماً للإحتلال، وهي تعلم بأن لبنان الذي الغى إتفاق القاهرة ويلتزم حالياً بتطبيق وقف إطلاق النار بشكل حاسم، رغم كل الخروقات الإسرائيلية، ولا يرد عليها حالياً، إذا كيف يمكن أن يأتي الرد على مجزرة مخيم عين الحلوة، حيث ما زال هناك صمت حول ذلك ولكن يمكن حصول رد من مدن وقرى الداخل الفلسطيني، خاصة عمقا وصفوري وطيطبا والمنشية والسميرية والنهر والصفصاف وحطين والرأس الأحمر والطيرة وترشيحا ولوبية وعكبرة وعرب أبو شوشة ونمرين ومجد الكلام التي هجر منها سكان مخيم عين الحلوة قسراً في العام 1948.

يتباهى اللاجئون الفلسطينيون بتأييدهم لفصائل المقاومة خاصة السرايا والكتائب المقاتلة في قطاع غزة والضفة الغربية وبسبب هذا التأييد كانت حركة حماس قد أعلنت عن تأسيس (طلائع طوفان الأقصى) وكان الإعلان ذو طابع تعبوي ثقافي وفكري وليس عسكرياً، رغم صدور بعض البيانات خلال ذروة حرب الإبادة على قطاع غزة من لبنان تحدثت عن عمليات عسكرية رمزية ونعت عدداً من الشهداء، وعلى مدار عامين من حرب الإبادة على قطاع غزة قدمت المخيمات الفلسطينية في لبنان 160 شهيداً بينهم 45 شهيد من مخيم عين الحلوة، ولا يزال أبناء المخيمات يرفعون رايات العودة ورفض التوطين والإنتماء لبلادهم رغم كل المجازر التي ارتكبت بحقهم من تل الزعتر إلى صبرا وشاتيلا واليوم في مخيم عين الحلوة الذي تحرسه الذاكرة وحكايات النكبة واللجوء وأجنحة تنمو على أجساد أطفال المخيم، يمكن لها أن تغير شكل الريح وقواعد اللعبة والإنتقام من الإحتلال.

شارك على :

واتس أب
فيسبوك
تويتر
تيليغرام
لينكد إن
بين تريست
الأيميل
طباعة