سعيد حسين
في الملاعب الرياضية، نرى حشوداً من المصورين؛ منهم من يتبع نادياً، ومنهم من يمثل صحيفة أو موقعاً إلكترونياً، بل وبرزت مؤخراً ظاهرة “المصور الخاص” الذي يرافق لاعباً بعينه لتغطية تحركاته فقط. ومع هذا الازدحام، تفرض جملة من التساؤلات نفسها على الساحة.
الموهبة مقابل الصناعة
هل التصوير الفوتوغرافي الرياضي موهبة فطرية تتطور بالممارسة؟ أم أنه صناعة مكتسبة يمكن لأي شخص تعلم قواعدها والإبداع فيها؟ الحقيقة أن الإبداع في التقاط “اللحظة” يتطلب عيناً فنية قناصة (موهبة)، لكن التطور التقني الهائل في الكاميرات جعل من التعلم والممارسة ركيزة لا غنى عنها للوصول إلى الاحترافية.
الاحتراف أم مجرد اقتناء كاميرا؟
يثار التساؤل دائماً: هل يجب على المصور اجتياز دورة معتمدة من وزارة الإعلام ليصبح “مصوراً معتمداً”؟ الواقع أن الموضوع يتجاوز مجرد “شراء كاميرا”؛ فالمصور الحقيقي هو من يمتلك التصريح الرسمي الذي يثبت مهنيته والتزامه بأخلاقيات المهنة، وليس كل من حمل عدسة أصبح مصوراً يدرك زوايا الملعب وقوانينه.
علاقة المصور بالمستطيل الأخضر
هل يشترط في المصور المبدع أن يكون لاعباً سابقاً؟ ليس شرطاً بالضرورة، لكن المصور الذي مارس اللعبة يكون أكثر قدرة على “توقع” الحركة القادمة، فهو يعرف متى سيسدد اللاعب، ومتى سيقفز الحارس، مما يمنحه أجزاءً من الثانية تفرق بين صورة عادية وصورة “عالمية”.
لماذا كرة القدم تحديداً؟
سر إقبال المصورين على كرة القدم -حتى من لم يمارسها- يكمن في “الأضواء والشهرة”. كرة القدم هي الطريق الأقصر للانتشار والوصول للجمهور، لذا يفضل الكثيرون البقاء تحت أضوائها، حتى بات بعضهم يشعر بـ “الغربة والوحدة” إذا كُلف بتصوير رياضة أخرى تفتقر للزخم الجماهيري ذاته.
معاناة خلف الكواليس
خلف كل صورة مبهرة، ساعات طويلة من التحضير والجلوس في وضعيات متعبة. قضاء 90 دقيقة خلف المرمى ليس بالأمر السهل؛ فهو إرهاق بدني ونفسي يتطلب صبراً أيوبياً، خاصة وأن المصور اليوم بات مقيداً بأماكن محددة من قبل المنظمين، ولم يعد مسموحاً له التحرك بحرية كما في السابق.
وهنا نضع علامة استفهام أمام “رابطة دوري المحترفين”: ما السر التنظيمي وراء حصر المصورين في زوايا محددة؟ ولماذا لا يُسمح لهم بالتواجد على طول المضمار يميناً ويساراً بما يخدم زوايا التصوير ويمنحهم حرية أكبر للإبداع؟
ختاماً..
رغم المبالغ الطائلة التي يدفعها هؤلاء المصورون من حسابهم الخاص لاقتناء أحدث العدسات والملحقات، ورغم المجهود البدني الشاق، نجد للأسف غياباً للتقدير من بعض الجهات. هؤلاء المبدعون لا يحتاجون لشهادات شكر فحسب، بل يحتاجون لبيئة عمل تقدر فنهم وتحترم تضحياتهم لتخليد لحظاتنا الرياضية الجميلة.