في خطوة تعكس الحرص على تعزيز الوحدة الوطنية وصون السلم الأهلي داخل المخيمات الفلسطينية، رعت حركة “فتح” في منطقة صور إلى جانب الفصائل الوطنية والإسلامية الفلسطينية مصالحة بين عائلتي ضاهر وحمدان، وذلك في مقر قيادة حركة “فتح” في مخيم الرشيدية، والذي يُعرف بالبيت الوطني الجامع لكل أطياف الشعب الفلسطيني.
وشهدت المصالحة حضورًا واسعًا تقدّمه سيادة اللواء توفيق عبدالله، أمين سر حركة “فتح” وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في منطقة صور، إلى جانب قيادات وكوادر الحركة التنظيمية والعسكرية، وممثلين عن الفصائل الوطنية والإسلامية الفلسطينية، ووجهاء من المخيم، وأبناء العائلتين.
وجاءت هذه الخطوة المباركة بعد سلسلة من الإشكالات الفردية التي ما استدعى تحركًا فوريًا من قيادة “فتح” وبمتابعة حثيثة من اللواء توفيق عبدالله، إلى جانب جهود مشكورة من الفصائل الوطنية والإسلامية الفلسطينية ووجهاء العائلات، من أجل إنهاء الخلاف وإعادة اللحمة بين أبناء المخيم.
تم افتتاح جلسة المصالحة بكلمة دينية ألقاها فضيلة الشيخ حسن موسى، استهلها بتوجيه تحية للواء توفيق عبدالله ولكل من ساهم في إنجاح هذه المصالحة، كما خصّ بالتحية عائلتي ضاهر وحمدان على موقفهما الوطني. وأكد الشيخ موسى في كلمته على قيم التسامح والعفو، داعيًا إلى ضبط النفس والاحتكام إلى الشرع والحكمة في معالجة الخلافات، مستشهدًا بقوله تعالى: “وجادلهمبالتي هي أحسن”. وشدد على أن الأمن والاستقرار في المخيمات والتجمعات الفلسطينية مسؤولية جماعية، يتوجب على الجميع صونها وحمايتها.
بدوره، ثمّن اللواء عبدالله تجاوب العائلتين المناضلتين مع جهود الصلح، مشيدًا بحسهما الوطني وحرصهما على المصلحة العامة لأبناء الشعب الفلسطيني، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها القضية الفلسطينية من عدوان إسرائيلي شرس وحرب إبادة بحق أهلنا في غزة والضفة والقدس.
وأكد اللواء عبدالله، أن حركة “فتح” والفصائل الوطنية والإسلامية الفلسطينية ستظل العين الساهرة على أمن واستقرار المخيمات، ولن تسمح بزعزعة أمنها، داعيًا إلى تجاوز الخلافات والعمل يدًا بيد للحفاظ على تاريخ مخيم الرشيدية النضالي، مُذكّرًا بتضحيات شهداء “أشبال الـ آر.بي.جي” الذين لقّنوا العدو دروسًا لا تُنسى.
واختُتم اللقاء بتوجيه العائلتين الشكر لسيادة اللواء توفيق عبدالله، والشيخ حسن موسى ولكافة فاعليات المخيم السياسية والاعتبارية ووجهاء العائلات، مؤكدين على وحدة الصف الفلسطيني في المخيم، وضرورة توجيه البندقية فقط نحو الاحتلال الإسرائيلي من أجل تحقيق التحرير والعودة وصونًا لتاريخ وتضحيات أبناء شعبنا الفلسطيني في كافة أماكن تواجده.