يوسف ناظم اليوسف: سنبقى أوفياء لنهج القادة ونواصل مسيرة التحرير حتى إقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة
أحيت جبهة التحرير الفلسطينية الذكرى السنوية الثالثة لرحيل عضو المكتب السياسي للجبهة ومسؤولها في لبنان اللواء صلاح اليوسف، تخليدًا لذكراه، وتجديدًا للعهد والولاء له وللشهداء، في مواصلة مسيرة الثورة الفلسطينية والدفاع عن القضية حتى تحرير الأرض ودحر الاحتلال الإسرائيلي، وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف والعودة.
وللمناسبة، نظمت الجبهة وعائلة اليوسف وقفة وفاء أمام ضريحه في مقبرة صيدا الجديدة في سيروب، بمشاركة ممثلين عن القوى والأحزاب والاتحادات والهيئات الفلسطينية واللبنانية، حيث قرأ المشاركون الفاتحة، وجرى وضع إكليل من الورد باسم الجبهة على ضريحه.
في كلمة ألقاها بالمناسبة، أشاد مسؤول الجبهة في لبنان، يوسف ناظم اليوسف، بذكرى القائد الوطني الفلسطيني، مشيرًا إلى دوره المحوري في دعم القضية الفلسطينية ووحدة شعبها.
وقال: نلتقي اليوم على هذه الأرض التي احتضنت جسد قائد كبير، ونقف أمام ضريح رجلٍ ما غاب حضوره عنا لحظة، رجلٍ لا يزال صوته يتردد في وجداننا، ومواقفه تلهمنا، وابتسامته تشق جراحنا لتسكب عليها بلسم الوفاء.
ثلاث سنوات مرّت كلمح البصر، وكأنها الأمس القريب، منذ أن فُجعنا برحيل أخينا ورفيق دربنا، القائد الوطني الفلسطيني الكبير، اللواء صلاح اليوسف “أبو السعيد”، عضو المجلس الوطني الفلسطيني، وعضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية، ومسؤولها في لبنان.
رحل عنا رجلٌ لم يكن قائدًا فحسب، بل كان ضميرًا حيًّا لفلسطين، تجسّد فيه صدق الانتماء ونبل الموقف. كان ثابتًا على مبادئه، وفيًّا لقضيته، حازمًا في الدفاع عن القرار الوطني الفلسطيني المستقل، متجذرًا في صفوف شعبه، مؤمنًا بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلًا شرعيًا ووحيدًا لشعبنا الفلسطيني في الوطن والشتات.
كان أبو السعيد كما عرفتموه، بشوش الوجه، دافئ القلب، يضحك رغم الوجع، ويقاوم رغم التعب. كان وحدويًا في نهجه، صادقًا في التزامه، مخلصًا في عطائه، محبوبًا من كل من عرفه، وملهمًا لكل من سار إلى جانبه.
في مثل هذه اللحظات، تقف الكلمات على طرف اللسان مترددة، يتعثر الحرف أمام وجع الفقد، ويقف الصدر مثقلاً بذكرياتٍ لا تنضب.
فأنا، كما جبهتنا، كما فلسطين، خسرت من بيتنا ومن مدرستنا النضالية ثلاثة قادة من خيرة الأوفياء: أبا السعيدين محمد وصلاح اليوسف، نلتقي اليوم في الذكرى الثالثة لرحيل أحدهما، ونستعيد في حضرة الآخر طيف الحلم والحنين.
وآخر صدماتنا الكبرى، رحيل والدي ومعلمي وقدوتي وسندي، القائد الوطني الكبير اللواء ناظم اليوسف “أبو يوسف”، نائب الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية وعضو المجلس المركزي الفلسطيني.
رحلوا عنا بالجسد، لكنهم ما غابوا يومًا عن دروبنا وخطانا. سكنوا فينا، وصاروا نبراسًا نهتدي به، ووصيةً نُبلغها للأجيال القادمة.
أيها القادة الشهداء، أعاهدكم، وأنا واقفٌ بين أضرحتكم، أن نبقى الأوفياء لنهجكم، الثابتين على مبادئكم، الحاملين لرايتكم، الملتزمين بالموقف الوطني، المدافعين عن مصالح شعبنا، حتى تحقيق كامل أهدافنا في التحرير والعودة، وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
نم قرير العين يا أبا السعيد، فأنت ممن ساروا على درب رمز فلسطين الخالد الشهيد ياسر عرفات “أبو عمار”، نم قرير العين يا أبي، فأنتم من مدرسة القادة الشهداء: أبو جهاد، أبو إياد، أبو العباس، الى جانب رفاقك أبو أحمد حلب، طلعت يعقوب، سعيد اليوسف، حفظي قاسم، أبو العمرين، أبو العز، علي بدر، أبو عيسى حجير، عباس دبوق، وآلاف الشهداء والأسرى والمعتقلين الذين عبّدوا لنا الطريق بدمائهم وتضحياتهم.
هذه هي مدرستنا، وهؤلاء هم قادتنا، وعلى نهجهم نسير.




