آخر الأخبار

إغلاق التكايا .. مأساة جديدة تفاقم المجاعة في غزة

7-2

في مخيم دير البلح وسط قطاع غزة، توقفت خلال الأيام الأخيرة تكية كانت توزع وجبات طعام بسيطة يوميًا – من عدس، أرز، أو معكرونة – على العائلات التي تجوع وتقصف.

ومع هذا التوقف، خسر المئات من سكان المخيم مصدرهم اليومي الوحيد للغذاء، في مشهد ليس معزولًا عن واقع قطاع غزة، بل انعكاس مباشر لانهيار تدريجي يضرب المنظومة الإنسانية بأكملها، بفعل الحصار والحرب.

التكية، التي عملت لفترة بدعم من المطبخ العالمي، وتطوّع في توزيع وجباتها أشخاص من داخل المخيم، أُغلقت بسبب نفاد التمويل وعدم القدرة على تأمين الاستمرارية.

ومع إغلاقها، التحقت دير البلح بقائمة طويلة من المناطق في غزة التي فقدت مبادرات الغذاء الشعبي.

يقول عبد القادر أبو العطا، أحد المتطوعين الذين كانوا يشرفون على توزيع الوجبات: “الوجبات ما كانت كبيرة ولا فاخرة، بس كانت تسد الرمق، عدس، رز، معكرونة… والناس كانت تقدرها لأنها بتوصل بدون إذلال، لما وقف الدعم، صرت أتهرب من الشارع عشان ما أواجه الأطفال اللي تعودوا ييجوا كل يوم”.

أبو مجاهد، رب أسرة من المخيم، يصف الموقف بقوله: “ما بدي أبالغ، الوجبات كانت بسيطة جدًا، بس كانت تحد من الجوع”.

هدى، طالبة جامعية، تضيف: “كانت أمي تروح تاخد الوجبة وهي مكسورة. اليوم، بعد ما سكروا، بطلت تقدر تطلع من البيت… الجوع مش بس ألم، الجوع مذلة كمان”.

سلمى (أم لخمسة أطفال): “ما كان الأكل كثير، بس كان يحمينا من الذل… الآن بنحاول نطبخ أي شيء ولو حتى خبز ناشف وماء”.

ويعتمد مئات آلاف المواطنين على التكايا التي انتشرت خلال الحرب في توفير وجبة طعام وحيدة يوميا، مع نفاد الطحين والبضائع من الأسواق.

ومنذ 2 مارس الماضي، تغلق إسرائيل معابر غزة وتمنع إدخال البضائع والمساعدات بتاتا؛ ما أدى إلى تفشي المجاعة بشكل غير مسبوق في القطاع.

الأمم المتحدة، عبر وكالة الأونروا، حذرت مؤخرًا من أن الوضع في غزة تجاوز كل الخطوط الحمراء.

عدنان أبو حسنة، المستشار الإعلامي للوكالة، قال إن القطاع بات يواجه “كارثة إنسانية”، مؤكدًا: “لا يوجد طحين ولا مياه ولا حتى لقاحات للأطفال، والناس تُركت لتواجه مصيرها دون أي حماية”.

من جهتها، أعلنت مؤسسة “المطبخ العالمي” (World Central Kitchen) عن تعليق عملياتها بالكامل في غزة نتيجة نفاد الإمدادات ومنع دخول المساعدات، مؤكدة أنها غير قادرة على استئناف الطهي أو التوزيع طالما لم يُسمح بإدخال المواد الأساسية.

إغلاق تكية دير البلح، رغم بساطة ما كانت تقدمه، كشف هشاشة الواقع اليومي لأهالي غزة. ففي وقت تتسابق فيه الأزمات، يصبح العدس وجبة لا يُستهان بها، ويصبح غيابه دليلاً على عمق الانهيار. ما يحدث في التكايا هو مرآة لأزمة أكبر، تستدعي تدخلًا فوريًا لضمان الحد الأدنى من مقومات البقاء.

 

شارك على :

واتس أب
فيسبوك
تويتر
تيليغرام
لينكد إن
بين تريست
الأيميل
طباعة