في تأكيد جديد على الإمكانات الهائلة الكامنة في صفوف اللاجئين الفلسطينيين، أثبت الشاب محمد وائل ميعاري، المقيم في لبنان، تفوقاً أكاديمياً لافتاً بتصدره تخصص هندسة الميكاترونيكس في جامعة شرق البحر المتوسط (EMU) بقبرص. لم يقتصر إنجاز ميعاري على ذلك، بل حصد المرتبة الأولى على مستوى كلية الهندسة بأكملها، والمرتبة الثالثة بين 1960 خريجاً على مستوى الجامعة.
محمد ميعاري: نموذج لإبداع يتجاوز حدود اللجوء
تُعد قصة نجاح محمد ميعاري خير دليل على أن ظروف اللجوء القاسية، التي تفرض تحديات لا حصر لها من ضيق الإمكانيات إلى غياب الاستقرار، لا تستطيع أن تكبت روح الإبداع والتفوق. مسيرة محمد التعليمية المتميزة بدأت من ثانوية دير ياسين في لبنان، وهي صرح تعليمي لطالما أنجب أجيالاً من المبدعين والمتفوقين، تحت إشراف المربي الفاضل الشهيد الأستاذ فتح شريف “أبو الأمين”، الذي ترك بصمة عميقة في نفوس طلابه.
تُشكل هذه القصة جزءاً من حكايات نجاح متعددة، تُؤكد أن هناك المئات من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان الذين يتميزون ويُبدعون في شتى المجالات، سواء في التعليم العالي، الفنون، الرياضة، أو العمل المهني. هؤلاء الشباب، رغم المحن، يواصلون الكفاح ليُثبتوا قدرتهم على التألق، ويُقدموا صورة مغايرة للواقع الصعب الذي يعيشونه.
إنجاز يرسخ الهوية ويرفع الرأس
هذا الإنجاز لمحمد ميعاري ليس فخراً له ولعائلته فحسب، بل هو مصدر اعتزاز لمدرسته التي صقلت موهبته، ولكل فلسطيني يؤمن بقدرة أبناء شعبه على تحقيق المستحيل في أصعب الظروف. يُضيء هذا النجاح على إمكانيات مجتمع بأكمله، يُعاني الحرمان ولكنه يمتلك إصراراً لا يلين على التميز والعطاء.
إن إبداع هؤلاء الشباب يرسخ هويتهم ويعزز صمودهم، ويُقدم دليلاً ملموساً على أن الأمل لا يزال حياً، وأن المستقبل يُبنى بالعزيمة والإصرار، حتى من بين تحديات اللجوء.