مازن كريّم
يستمر اللاجئون الفلسطينيون في مخيمات لبنان، بأساليب نضالية متنوعة، بالتعبير عن تضامنهم ونصرتهم لقطاع غزة المحاصر، الذي يعاني أزمة إنسانية خانقة وسط حصار وجوع يهدد حياة أكثر من مليوني نسمة.
من بين هذه الأساليب، يخوض عدد من الشباب الفلسطينيين إضرابًا مفتوحًا عن الطعام، كرسالة احتجاجية على الصمت الدولي وتعبيرًا عن الألم المشترك.
في هذا السياق، قال الشاب الفلسطيني جهاد الزامل، من مواليد 2005 ومقيم في مخيم برج الشمالي للاجئين الفلسطينيين في مدينة صور جنوب لبنان، إنه بدأ إضرابه المفتوح عن الطعام منذ يوم الأربعاء الماضي، مؤكّدًا أنه ينوي الاستمرار بقدر استطاعته حتى يرفع الحصار عن غزة ويصل الدعم الإنساني لأهلها.
وقال الزامل في تصريح خاص لـ”قدس برس”:”دفعني إلى الإضراب الأطفال في غزة الذين شاهدهم العالم يبكون من الجوع، وهم يركضون خلف شاحنات المساعدات بحثًا عن رغيف خبز، بينما أنا أستطيع أن أتناول طعامي متى شئت”.
وأضاف:”أشعر بوجع كبير وأنا أجوع طوعيًا، لكن أصعب ما في الأمر أنني قادر على التوقف عن الإضراب متى أردت، بينما أطفال غزة مجبرون على الجوع بلا خيار”.
وأكد أن هذه الخطوة تحمل رسالة واضحة للعالم:”أريد أن يرى الجميع ما الذي يعانيه أطفال غزة، وأن يتحركوا عاجلاً بدل الصمت والتواطؤ مع الاحتلال الإسرائيلي الذي يرتكب جرائم حرب ضد المدنيين”.
وأشار إلى أن “أكثر المشاهد إيلامًا بالنسبة له كانت رؤية سكان غزة وهم يركضون وراء الخبز والمساعدات ثم يُقصفون أو يُقتلوا في تلك اللحظات، متسائلًا: “بأي منطق يُقتل الجائع؟ وبأي قلب يُحاصر شعب لا يجد لقمة عيش؟”.
ووجّه رسالة إلى أطفال غزة قائلاً:”يا ليتني كنت مكانكم، لأنكم أنتم فخر الأمة الإسلامية، ومعنى الصبر والشجاعة والكرامة؛ رغم الجوع، أنتم الأقوى”.
وختم نداءه بنداء إلى الحكومات العربية: “إلى متى هذا الصمت والخضوع لأمريكا و”إسرائيل”؟ كيف تنامون وأنتم تعرفون ما يحصل في غزة؟ هؤلاء الأطفال لن يغفروا لكم هذا الصمت، والله لن يغفر”.
ودعا إلى “تقديم المساعدات العاجلة واللوازم الطبية والمواد الغذائية لأهل غزة، معربًا عن أمله في أن يفرج الله عنهم وينصرهم”.
وقد صنّفت الأمم المتحدة الوضع في غزة بأنه “كارثة إنسانية تاريخية”، وأعلنت أن أكثر من نصف سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون شخص يواجهون خطر المجاعة، وأن آلاف الأطفال يعانون من سوء تغذية حاد.
كما أعلنت منظمة الصحة العالمية انهيار النظام الصحي بالكامل، وسط تحذيرات من تفشّي الأمراض والأوبئة.
وترتكب قوات الاحتلال منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وبدعم أميركي، إبادة جماعية في قطاع غزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة التي تشنها قوات الاحتلال منذ ذلك التاريخ، بدعم أميركي، أكثر من 203 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.