أشارت الفصائل والقوى الفلسطينيّة، في رسالة مفتوحة وجّهتها إلى القمّة العربيّة الإسلاميّة الطّارئة المنعقدة في العاصمة القطريّة الدّوحة، إلى “أنّنا نحمل لكم صوت شعبنا الفلسطيني الصّامد في قطاع غزة والقدس والضفّة الغربيّة وأراضي الـ1948 ومخيّمات اللّجوء والشّتات، متوجّهين إليكم بهذه الرّسالة في لحظة تاريخيّة فاصلة”.
ولفتت إلى أنّ “العدوان الصّهيوني المتواصل على قطاع غزة دخل شهره الرّابع والعشرين، مخلّفًا مآس إنسانيّة غير مسبوقة: مئات آلاف الشّهداء والمفقودين والأسرى والجرحى، دمارًا واسعًا للحياة وللبنية التحتيّة، حصارًا خانقًا، وتجويعًا وتهجيرًا قسريًا يهدّد بقاء شعبنا على أرضه”، مشدّدةً على “أنّنا أمام حرب إبادة جماعيّة مكتملة الأركان، تستهدف الإنسان الفلسطيني قتلًا وتهجيرًا، وتسعى للقضاء على الهويّة والوجود وطموحات شعبنا الوطنيّة وحقوقه الأساسيّة، مستندة إلى رعاية وشراكةٍ أميركيّة كاملة”.
وأوضحت الفصائل والقوى الفلسطينيّة، أنّ “الجرائم الإسرائيليّة لم تقتصر على الشعب الفلسطيني فحسب، بل امتدّت آثارها لتهدّد أمن واستقرار أمّتنا العربيّة والإسلاميّة بأسرها. وما العدوان الإسرائيلي الأخير على العاصمة القطريّة الدوحة، واستهداف الوفد المفاوض الّذي خلّف ستة شهداء من أبناء الشّعبَين القطري والفلسطيني، والّذي سبقه الاعتداء على لبنان وسوريا واليمن والعراق وإيران وتونس، وكشف مجرم الحرب (رئيس الوزراء الإسرائيلي) بنيامين نتانياهو بوقاحة مخطّط “إسرائيل الكبرى”… إلّا الدّليل الواضح بأنّ حكومة نتانياهو الإرهابيّة المجرمة تمضي بلا هوادة في مخطّط خطير لا يستهدف الأرض الفلسطينية، بل الأرض والأمّة العربيّة بأكملها، في تحدٍّ صارخ للقانون الدّولي وسيادة الدّول المستقلّة، ولا تريد التوصّل إلى اتفاق لوقف الحرب وإطلاق سراح الأسرى من الجانبين؛ بل تمعن في تعطيل الجهود واستهداف الوسطاء في سابقة خطيرة وإصرار على استكمال مخطّطاتها التدميريّة”.
وأكّدت أنّ “من هنا، إنّ مسؤوليّتكم التاريخيّة والإنسانيّة تستدعي مواقف حاسمة تتجاوز البيانات، لتصل إلى قرارات عمليّة وموحّدة ترتقي لما تمثّله أمّتنا ومكانتها، وأيضًا لمستوى التحدّي الّذي يعصف بوجودنا”، مركّزةً على “أنّنا نتطلّع إلى التالي:
1- الشّروع بشكل جماعي متَّفق عليه، بإجراءات عاجلة تهدف لوقف حرب الإبادة في غزة، باعتبار إنقاذ الضّحايا ومنع استمرار النّزيف أولويّة قصوى، عبر تشكيل تحالف عربي- دولي لوقف الإبادة، يقوم بالضّغط على الاحتلال وداعميه بالأدوات الممكنة كافّة لوقف حرب الإبادة.
2- استخدام كلّ أوراق الضّغط العربيّة، بما فيها تفعيل اتفاقيّة الدّفاع المشترك، واستخدام سلاح النّفط، وفرض عقوبات عربيّة متكاملة على دولة الاحتلال، والتحرّك العاجل مع المجتمع الدولي لفرض عقوبات شديدة على الكيان الإسرائيلي، لإلزامه بوقف حرب الإبادة الجماعية فورًا؛ ورفع الحصار الظّالم عن قطاع غزة.
3- تقديم المساعدات الإنسانيّة العاجلة لشعبنا المحاصر في قطاع غزة، ولا سيّما للمستشفيات والعيادات الطبيّة والدّفاع المدني والنّازحين داخل القطاع، وتأمين الخيام والمنازل الجاهزة، وإنشاء صندوق لإعادة الإعمار.
4- توحيد الموقف العربي والإسلامي في مواجهة العدوان الإسرائيلي المتواصل على أمّتنا، والاتفاق على خطّة عمل مشتركة تتضمّن سلّة عقوبات عربيّة إسلاميّة ضدّ دولة الاحتلال والدّول والكيانات والشّركات الدّاعمة والشّريكة لها، وبما يشمل قطع أشكال العلاقات كافّة مع هذا الكيان الغاصب الّذي لا يهدّد فقط، بل يعتدي بشكل سافر على عدد كبير من دول المنطقة وشعوبها، ويهدّد بشكل وقح أمنها القومي؛ ويتصرّف كدولة إرهابيّة مارقة لا تلتزم بقانون.
5- اعتماد استراتيجيّة موحّدة لحماية القدس من التهويد، والأقصى من التقسيم، والضفّة الغربيّة من الضّمّ والتهجير والاقتلاع.
6- تعزيز التضامن العربي والإسلامي بما يرسّخ وحدة الصّف، ويؤكّد أنّ قضايا الأمّة الكبرى لا تُترك نهبًا للمجازر والاعتداءات الإسرائيليّة، في ظلّ الحديث عمّا يُسمّى حلم “إسرائيل الكبرى”، الّذي يستهدف السّيطرة على الأرض العربيّة، والهيمنة والسّيطرة على المنطقة”.
وختمت: “إنّ شعبنا الفلسطيني وهو ينزف صابرًا على أرضه، ينظر إليكم اليوم بعيون الأمل والرّجاء، ويثق أنّكم لن تتركوا دماء أبنائه تصرخ وحدها في وجه العالم. إنّ القمّة المنعقدة في الدّوحة اليوم، تمثّل فرصةً تاريخيّةً لإعلاء صوت الأمّة، وتأكيد وحدتها، والانتصار لقيم العدالة والكرامة الإنسانيّة”.