بوابة اللاجئين الفلسطينيين
روى لاجئون فلسطينيون لموقع بوابة اللاجئين الفلسطينيين، بعض التفاصيل حول ما رؤوه من هول المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال “الإسرائيلي” في مخيم عين الحلوة ليل الثلاثاء 18 تشرين الثاني/نوفمبر، مؤكدين أنّ الضربة استهدفت ملعباً صغيراً كان يكتظ بالفتيان الذين لم يحملوا سوى كرة قدم وأحلامهم الصغيرة.
مجزرة المخيم امتداد للمجازر في غزة
وعقب المجزرة، أكّد مسؤولون والشهود، عدم وجود اي موقع عسكري في الموقع المستهدف ومنهم مسؤول الإعلام في حركة حماس وليد كيلاني، الذي أكّد لبوابة اللاجئين الفلسطينيين أنّ ما جرى ليس حادثاً معزولاً، بل “امتداد مباشر للعدوان الصهيوني والإبادة الجماعية بحق شعبنا في قطاع غزة”، مشدّداً على أنّ المنشأة المستهدفة رياضية ومدنية بالكامل، ومعروفة لكل أبناء المخيم منذ سنوات طويلة.
وأضاف كيلاني: أنّ عشرات الصحفيين ووسائل الإعلام دخلوا إلى الموقع وصوّروا داخله، ما أثبت بشكل قاطع أنّه لا وجود لأي منشأة أو نشاط عسكري في هذا المرفق، وأنّ بيوت المخيم ونوافذه المطلة عليه تشهد بأنه ملعب رياضي لا غير، يستحيل أن يكون منشأة عسكرية “بهذا الشكل الفاضح” كما حاول الاحتلال الترويج.
محاولة لترهيب أكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان
وأوضح أنّ حركة “حماس” ترى في هذا الاستهداف محاولة من الاحتلال لكسر إرادة الشعب الفلسطيني وثنيه عن التمسك بحقوقه، وفي مقدمتها حق العودة، مؤكداً أنّ “ما بين غزة وعين الحلوة دم واحد ومصير واحد”، وأنّ ما حدث يوم أمس يعيد تكرار مشاهد المجازر ذاتها التي يعيشها القطاع منذ بدء حرب الإبادة “الإسرائيلية”.
وأشار إلى أنّ الاحتلال يسعى لخلط الأوراق في الساحة اللبنانية عبر استهداف فتية وشبان عُزّل، بينهم 13 شهيداً سقطوا في الغارة الأخيرة على المخيم، ليرتفع عدد شهداء مخيم عين الحلوة إلى 46 شهيداً منذ انطلاق معركة طوفان الأقصى.
وختم بالقول: إنّ الاحتلال يحاول إيصال رسالة ترهيب إلى أكبر مخيمات اللجوء في لبنان، لكنّه “لن ينجح لا في كسر إرادة المقاومة ولا في كسر إرادة الشعب الفلسطيني”، مؤكداً أنّ الفلسطينيين سيبقون صامدين ومتمسكين بحق العودة إلى ديارهم التي هُجّروا منها عام 1948.
ملعب للأطفال أصبح مسرحاً لمجزرة مروّعة
الشهادات التي رصدها موقعنا، تحدث اصحابها بنبرة اختنق فيها الصوت بالحزن، فيما غطّت على ملامح وجوههم اأوال الصدمة، فالمشاهد صادمة، وغير متوقعة، أن يُستهدف ملعباً شكّل متنفس لفتية المخيم، اللذين تخنقهم الكتل الاسمنتية والحواجز الأمنية، وتؤكد أنّ ما حصل هو مجزرة مكتملة الأركان بحق اللاجئين الفلسطينيين، في إطار نوايا بإبادة كل ما هو فلسطيني بأي زمان ومكان.
وقال أحد اللاجئين الذين شهدوا المجزرة: إن الأطفال كانوا يلعبون كرة القدم في الملعب الذي يُستخدم شتاءً للكرة وصيفاً كمسبح بسيط، ولا وجود فيه لأي نشاط مسلّح أو مظاهر عسكرية.
وأضاف: “هو ملعب للأطفال فقط. كل ما يُقال عن كونه مركزاً للتسليح افتراء، فما جرى ظلم كبير، أكبر ظلم، وأكبر حرام… رحم الله الشهداء.”
شهادة لاجئ ثانٍ روى تفاصيل اللحظات الأولى للغارة قائلاً: “كنت ذاهبًا لشراء سندويتش عندما سمعت الضربة. ركضنا نحو المكان فوجدنا النار تشتعل والمشهد مروّع لا يوصف. حملنا المصابين في سيارة ‘بيكاب’ لأن الإسعاف لم يصل بعد.”
وتابع اللاجئ: “حملنا جثماني شابين، لكن عناصر الحاجز لم يسمحوا لنا بالمرور فوراً، المشهد لا يُطاق… ومن ارتكب هذا العمل حسابه عند رب العالمين كبير. نحن لا نخاف من إسرائيل، ولا نركع إلا لله.”
ويشير الرجل إلى هول مشاهد الأشلاء التي تطايرت من موقع الجريمة ويقول :”الشظايا أصابت الخزان والجدار ودخلت إلى بيت عمّي. رفعوا أربعة أو خمسة أشلاء من الأرض، وصباح اليوم رفعوا بقايا من تحت الأنقاض… قطعًا من دماغ شهيد، الشعور مؤلم ولا يمكن وصفه.”
شهادة لاجئ ثالث وصف المشهد بأنه أقرب إلى فيلم رعب وقال :”كنت ترفع أحباءك وأصدقاءك أشلاءً متناثرة. المكان مركز رياضي ترفيهي للأطفال، لا علاقة له بأي نشاط عسكري. هو ملعب كرة قدم مثل أي ملعب”، مشيراً إلى أنّ الذين استُهدفوا أطفال لم يتجاوزا 15 و16 و18 سنة فقط.
وتستمر حالة الغضب والحزن العارم في المخيمات الفلسطينية في لبنان، فيما تتصاعد الإدانات للمجزرة التي طالت أطفالاً لم يحملوا سوى كرة، ولم يعرفوا أن الكيان الارهابي “الاسرائيلي” سينقض عليهم من سماء المخيم في لحظة واحدة.
تأتي هذه الشهادات في وقت عمّت المخيمات الفلسطينية في لبنان حالة حداد وإضراب عام، بعد استشهاد 13 فلسطينياً وإصابة آخرين، وفق ما أفادت مصادر طبية ووزارة الصحة اللبنانية، نتيجة الغارة التي ضربت المركز الشبابي الرياضي قرب مسجد خالد بن الوليد في الشارع التحتاني، بينما أكد القيادي الفلسطيني أيمن شناعة أن “أغلب الشهداء هم من دون الـ18 عاماً، وكانوا داخل نادٍ رياضي وملعب مدني لا وجود فيه لأي قيادات أو مظاهر عسكرية”.