في أجواء من الحزن والعرفان، نظمت حركة فتح في منطقة صور مهرجانا تأبينيا إحياءً لذكرى رحيل القائد الوطني الكبير اللواء جلال أبو شهاب “أبو باسل”، وذلك في مخيم برج الشمالي، بحضور حشود واسعة من أبناء شعبنا في المخيمات والتجمعات الفلسطينية اليوم الجمعة ٢٨-١١-٢٠٢٥ في قاعة الشهيد عمر عبد الكريم بمخيم البرج الشمالي.
تقدم الحضور ممثل سفير دولة فلسطين في لبنان محمد الأسعد، مسؤول العلاقات بالسفارة المستشار سمير أبو عفش، وأمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان عضو المجلس الثوري لحركة فتح الحاج فتحي أبو العردات، وأمين سر إقليم حركة فتح في لبنان الدكتور رياض أبو العينين على رأس وفد من قيادة الإقليم، وأمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح في منطقة صور الأخ توفيق عبدالله على رأس وفد من قيادة وكوادر المنطقة وشعبها التنظيمية، والهيئة الوطنية للمتقاعدين الفلسطينيين في لبنان، وقيادة منطقة عمار بن ياسر، وقيادة الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان ومنطقة صور، وممثلو فصائل منظمة التحرير والأحزاب والقوى الوطنية والإسلامية اللبنانية والفلسطينية، واتحاد نقابات عمال فلسطين، وجمعية التواصل اللبناني الفلسطيني، وافواج الإطفاء الفلسطينية في مخيمات لبنان، وعدد من المشايخ ورؤساء البلديات والمخاتير والشخصيات السياسية والفعاليات الإجتماعية والشبابية.
استهل الحفل بآيات من القرآن الكريم، ثم الوقوف دقيقة صمت وقراءة الفاتحة على روح الراحل القائد أبو باسل وجميع شهداء فلسطين، وتخلل المهرجان عدد من كلمات:
كلمة الأحزاب والقوى اللبنانية عباس عباس عضو المجلس الاستشاري في حركة أمل جاء فيها: رحل اللواء القائد جلال أبو شهاب تاركا إرثا وطنيا كبيرا، فقد كان من الرجال الذين حملوا هم القضية الفلسطينية ودافعوا عن أمن وأمان المخيمات الفلسطينية وتميز بحكمته وشجاعته، عاش مخلصا لوطنه وشعبه وثابتا على مواقفه حتى اللحظة الأخيرة فخسرت برحيله الثورة الفلسطينية واحدا من رجالها الأوفياء.
لقد استخدم الأعداء سلاح الانقسام اللبناني والفلسطيني والعربي لإشعال الفتن بيننا، في ما سمي بالربيع العربي الذي كان أقرب إلى الخريف، لأن فلسطين غابت عن شعاراته ومركزياته فلسطين بالنسبة إلينا قضية وطنية ولبنانية وإسلامية وعربية، وهي معيار العروبة والإيمان والعدالة والإنسانية ومن يتخلى عن القدس يتخلى عن قيمه ودينه وانتمائه.
إن العدو يسعى لدمج نفسه في المنطقة تحت عناوين مختلفة لكنه لا يعرف إلا لغة القوة فهو يريد لنا الرحيل أو الموت أو المقابر الجماعية أو السجون لذلك لا خيار أمامنا إلا المقاومة فهي الطريق الوحيد الذي لم يترك لنا الاحتلال سواه.
وليعلم الجميع أن تضحيات شعوبنا مهما عظمت تبقى أقل من كلفة الاستسلام، وهو لا يحتاج إلى ذرائع بل يختلقها دائما ليمارس عدوانه، وفي تأبين الراحل الكبير نقول إن المخيمات وفلسطين كلها لم تعرف بيتا يخلو من شهيد أو جريح أو أسير أو مهجر وهذا هو ثمن الحرية ودرب الشرف الذي سار عليه الراحل القائد جلال أبو شهاب ورفاقه.
كلمة السفير الفلسطيني في لبنان سعادة السفير محمد الأسعد القاها نيابة عنه المستشار سمير أبو عفش مسؤول العلاقات بالسفارة الفلسطينية في لبنان قال فيها:
الإخوة القيادات والفاعليات الوطنية اللبنانية والفلسطينية..
الإخوة عائلة الراحل الوطني الكبير اللواء جلال أبو شهاب..
الحضور الكريم ..
نقف اليوم في حضرة رجل من رجال فلسطين، وقامة وطنية نذرت حياتها للثورة وشعبها، نودع اللواء جلال أبو شهاب إبن المخيم ومناضله الذي ظل وفيا لقضيته حتى رحيله.
لقد خسر مخيم برج الشمالي وشعبنا وقضيتنا قامة وقيمة من قيم مخيماتنا التي حملت همّ قضيتها وشعبها برحيل الأخ المناضل جلال أبو شهاب أبو باسل أحد أعمدته ومناضليه، الذين كانوا مثالا للتضحية والعطاء.
كان الراحل في حياته رمزا من رموز العطاء الوطني والاجتماعي في المخيم، وارتبط اسمه وكل محطات حياته بقضايا الناس وهمومهم، وحمل أمانة العمل الوطني بشرف وأخلاق، وحرص على مسيرة كفاحه، وبقي ثابتا على كل ما آمن به من قيم ومبادئ منحته حب واحترام الجميع.
إن خسارة الفقيد ليست خسارة لعائلته فقط، بل لنا جميعا ولكل من عرف هذا الرجل الذي جمع بين الحكمة والهدوء والشجاعة، وترك بصمة في كل موقع خدم فيه وفي كل مهمة كلف بها وظل مثالا للمناضل الذي يعمل بصمت ويتقدم دون أن ينتظر مقابلا.
باسم سفارة دولة فلسطين في جمهورية لبنان، وباسم سعادة السفير الدكتور محمد الأسعد، نتقدم من عائلة الفقيد ومن أبناء حركة فتح وأبناء مخيم برج الشمالي بأحر التعازي وأصدق مشاعر المواساة.
غاب الجسد وبقي الأثر وبقيت السيرة التي ستتناقلها الأجيال شاهدا على مناضل عاش لفلسطين ورحل عنها وهو متمسك بحلمها.
كلمة حركة فتح القاها امين سر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في منطقة صور الاخ توفيق عبدالله، جاء فيها: نقف اليوم مودعين أخا عزيزا وقائدا كبيرا اللواء جلال أبو شهاب “أبو باسل”.
كان أبو باسل من الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فارساً من فرسان حركة فتح، ورمزاً من رموز العطاء، عرفته منذ أواخر الثمانينات فدائيا شجاعا، ومقداما لا يعرف التردد وقائدا أمضى عمره في خدمة شعبه وقضيته.
كان هادئا وحكيما قريبا من الناس حاضرا في أفراحهم وأحزانهم تولى مسؤولية العلاقات في منطقة صور وبنى جسور ثقة وتفاهم مع المحيط اللبناني مؤمناً بأن وحدة الصف أساس لحماية المخيمات وصون كرامة الإنسان.
عمل في كل المواقع، في التنظيم وفي القوات وفي العمل السري وفي اللجان الشعبية لم يترك جهة أو منطقة إلا وترك بصمته فيها من صيدا وصور إلى بيروت والبقاع والشمال كان قائدا ميدانيا وإداريا ورجلا نبيلا لا يطلب موقعا ولا يتأخر عن واجب.
برحيل أبو باسل نخسر قائدا ورفيقا وصديقا كان مدرسة في الانتماء والالتزام ورجلا جمع القلوب بكلمته الطيبة، وعزاؤنا أنه ترك خلفه سيرة مشرفة وعائلة وطنية ستواصل نهجه في خدمة حركة فتح وشعبنا.
كلمة العائلة القاها نجل الراحل الوطني الكبير الأخ الأخ باسل أبو شهاب قال فيها: أتقدم منكم باسم عائلة الراحل القائد الوطني الكبير اللواء جلال أبو شهاب “أبو باسل”، بجزيل الشكر والعرفان لكل من شاركنا هذا المصاب الجلل وكل من وقف معنا وواسانا بالكلمة أو الحضور أو الاتصال أو الدعاء.
لقد كان رحيل والدي محطة موجعة في حياتنا، لكنه ترك لنا إرثا من المحبة والوفاء والانتماء لفلسطين وقضيتها، إرثا سنبقى نحمله ما حيينا، حضوركم اليوم، وما رأيناه من محبة صادقة ووفاء كبير إلا دليل على مكانته في قلوبكم وعلى عمق العلاقة التي بنى عليها مسيرته النضالية وخدمته لأبناء شعبنا وقضيتنا العادلة.
نشكر كل من شارك في تشييعه وتأبينه، من القوى والفصائل، ورفاق دربه من حركة فتح الذين شيعوه وأبنوه كما يليق بقائد عاش من أجل فلسطين ورحل وهو متمسك بثوابتها.
موعظة دينية من وحي المناسبة لفضيلة الشيخ علي ذيب قال فيها: في لحظات الرحيل ترتجف القلوب، وتخشع الأرواح، ويقف الإنسان متأمّلًا حقيقة الدنيا وفنائها، فالموت نافذته التي تذكّرنا بأن أعمارنا ظلّ زائل، وأن البقاء لله وحده.
نودع اليوم القائد الوطني الكبير اللواء جلال أبو شهاب، رجلًا عاش حياته في ميادين العطاء، ثابتًا على مواقفه، وفيًا لشعبه، مؤمنًا بعدالة قضيته، مقدامًا لا يهابُ الشدائد، وبرحيله نقرأ درسًا جديدًا من دروس الإيمان والصبر والعمل الصالح.
وقد وصلت برقة تعزية برحيل القائد الوطني الكبير اللواء جلال أبو شهاب من رئيس مجلس النواب اللبناني ورئيس حركة أمل دولة الرئيس نبيه بري.
وفي اختتام المهرجان تقبلت حركة فتح وعائلة الراحل التعازي والمواساة مجددين العهد على مواصلة مسيرة الشهداء والنضال حتى تحقيق أهداف شعبنا في الحرية والعودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
