استقبل أمين سر حركة “فتح” في لبنان د.رياض أبو العينين، في مقر قيادة الإقليم في صيدا، وفدًا قياديًّا من الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ضمّ عضو مكتبها السياسي ومسؤولها في لبنان يوسف أحمد، وعضو المكتب السياسي للجبهة عدنان يوسف “أبو النايف”، وعضو اللجنة المركزية للجبهة تيسير عمار “أبو المعتصم”، وذلك بحضور عضو قيادة حركة “فتح” في لبنان أبو إياد الشعلان، اليوم الإثنين ١-١٢-٢٠٢٥.
وقد رحّب د.أبو العينين بوفد الجبهة الديمقراطية، مثنيًا على الدور التاريخي والوطني المتقدّم للجبهة ومواقفها الداعمة للشرعية الفلسطينية.
بدوره، أكد وفد الجبهة الديمقراطية عمق العلاقة النضالية التاريخية التي تربط الجبهة وحركة “فتح” في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، متمنّيًا النجاح والتقدم لقيادة الإقليم بما يصب في مصلحة شعبنا وحقوقه الوطنية.
وتناول اللقاء الأوضاع والتطورات الفلسطينية الراهنة على المستويَين السياسي والميداني، وواقع المشهد في القدس والضفة الغربية وقطاع غزّة، وما يرتكبه الاحتلال من اعتداءات وانتهاكات تستهدف شعبنا وأرضنا ومقدساتنا.
وحيّا المجتمعون شعبنا الصامد في كل أماكن وجوده، وأشادوا بالتضحيات الكبرى والصمود البطولي والأسطوري الذي يسطّره في وجه حرب الإبادة والمجازر الاسرائيلية، متوجّهين بالتحية لأرواح الشهداء والجرحى والأسرى، ومؤكدين أنّ تضحياتهم ستبقى منارةً لكل المناضلين على طريق تحقيق النّصر والحرية والاستقلال لشعبنا.
كما استعرض المجتمعون الأوضاع الميدانية داخل المخيمات الفلسطينية في لبنان، وسُبُل تعزيز الأمن والاستقرار الاجتماعي، وتحصين المخيمات أمام محاولات زعزعة الاستقرار فيها.
وتطرقوا إلى ملف خدمات “الأونروا” في لبنان، فأكدوا التمسك بوكالة “الأونروا” شاهدًا حيًّا على نكبة شعبنا، ورفض كل محاولات الاستهداف والابتزاز السياسي والمالي الذي تتعرّض له، وطالبوا إدارة الوكالة بالعمل على توفير التمويل المطلوب لتلبية احتياجات شعبنا وعدم المساس بالخدمات وتقليصها.
كما بحث اللقاء أهمية تطوير عمل منظمة التحرير الفلسطينية وأطرها، بما يعزّز دورها التمثيلي ويُفعّل مؤسّساتها واتحاداتها الشعبية في ظل المرحلة السياسية الدقيقة التي تمرّ بها القضية الفلسطينية، وبما ينسجم مع الثوابت الوطنية ويحصّن المشروع الوطني ويخدم مصالح شعبنا وحقوقه ونضاله الوطني والاجتماعي.
وشدّد الجانبان على رفض التصعيد الإسرائيلي الخطير الذي يستهدف شعبنا وقيادتنا الشرعية ومؤسّساتها الوطنية، ويحاول تقويض دور منظمة التحرير الفلسطينية الممثّل الشرعي والوحيد لشعبنا، وأكّدا دعم جهود سيادة الرئيس محمود عبّاس والقيادة الفلسطينية في مواجهة الضغوط والمخططات التي تستهدف وجودنا وقضيتنا وحقوقنا.
كما شدّدا على أنّ المرحلة الراهنة وما تحمله من تحديات تفرض تحشيد كل الجهود الوطنية والشعبية لحماية الوجود الفلسطيني من خلال العمل المشترك ووحدة الصف الوطني للحفاظ على المخيمات وتعزيز أمنها واستقرارها وتمتين العلاقات اللبنانية الفلسطينية بما يخدم المصلحة المشتركة للشعبين الشقيقين وبما يعزّز من نضال اللاجئين من أجل حق العودة ومواجهة مشاريع التهجير والتوطين وإقرار حقوقهم الانسانية والاجتماعية.
وفي هذا السياق، شدّد د.رياض أبو العينين على التزام حركة “فتح” الكامل باحترام السيادة والقانون اللبناني، وحرصها على الحفاظ على أمن المخيمات واستقرارها تحت سقف الدولة اللبنانية ومؤسّساتها، بما يضمن صون وجود شعبنا وحماية هويته الوطنية، وتعزيز أفضل العلاقات الأخوية التي تربط الشعبين اللبناني والفلسطيني.
وأكد أنّ حركة “فتح” في لبنان وبتوجيهات السيّد الرئيس محمود عبّاس، ستواصل بالتعاون مع جميع القوى الوطنية الفلسطينية أداء مسؤولياتها لحماية شعبنا في المخيمات وتعزيز صموده ومواجهة التحديات الراهنة.
وفي ختام اللقاء، اتّفق الجانبان على استمرار التنسيق والتواصل بين حركة “فتح” والجبهة الديمقراطية بما يحقق مصلحة أبناء شعبنا في لبنان، ويحصّن القرار الوطني المستقل في مواجهة التحديات السياسية والأمنية الراهنة.
