اعتبر مسؤول ملف (الأونروا) لحركة الجهاد الإسلامي في لبنان جهاد محمد، أن مرور ستة وسبعين عاماً على تأسيس وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى “الأونروا” والذي يصادف في 8 كانون الأول/ديسمبر، يشكل محطة بالغة الأهمية للتأكيد على استمرار المسؤولية الدولية تجاه اللاجئين الفلسطينيين، وعلى ضرورة الحفاظ على الوكالة باعتبارها الشاهد الأممي الأبرز على نكبة الشعب الفلسطيني وحقه الثابت في العودة وفق القرارات الدولية.
وأضاف محمد أن الأونروا، ومنذ العام 1949، أدت دوراً محورياً في حماية حقوق اللاجئين وتوفير التعليم والصحة والإغاثة لأكثر من ستة ملايين لاجئ، مؤكداً أن استمرار خدماتها هو صمام أمان إنساني واجتماعي في مناطق عملياتها الخمس، وأن أي مساس بها يشكل تهديداً مباشراً لملايين الفلسطينيين الذين يعتمدون عليها في أساسيات حياتهم اليومية.
وتابع قائل، إنّ التراجع الحاد في التمويل وحملات الاستهداف المنظمة التي تتعرض لها الوكالة وفي مقدمتها محاولات الاحتلال “الإسرائيلي” للنيل من دورها وولايتها يأتي في إطار سعي ممنهج لشطب قضية اللاجئين وطي صفحة حق العودة، وهو ما يرفضه شعبنا بشكل مطلق، محملا الجهات الداعمة لهذا المسار مسؤولية ما قد يترتب عليه من أزمات إنسانية خطيرة.
وأشار محمد إلى أن حماية الأونروا ليست مصلحة فلسطينية فحسب، بل هي ضرورة دولية للحفاظ على الاستقرار الإقليمي، ومؤكداً أن المس بالوكالة أو محاولة إنهاء دورها يفتح المجال أمام تداعيات إنسانية وسياسية لا يمكن التنبؤ بها، خصوصاً في ظل الظروف غير المسبوقة التي تشهدها القضية الفلسطينية والمنطقة بأكملها.
وختم محمد بالدعوة إلى تعزيز الدعم المالي والسياسي للأونروا، وتوفير تمويل مستدام يضمن استمرارية خدماتها، مطالباً الأمم المتحدة بحماية الوكالة من الضغوط والتجاذبات السياسية، والتأكيد على ولايتها إلى حين تحقيق الحل العادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين، الا وهو حقهم في عودتهم إلى ديارهم التي هجروا منها قصرا.