بيروت في ١١/١٢/٢٠٢٥
تتابع الهيئة العربية للدفاع عن الأونروا بقلق بالغ ما نشرته وكالة رويترز وعدد من المنصات الإخبارية الدولية حول دخول الإدارة الأميركية في مرحلة متقدمة من النقاشات الداخلية لبحث فرض عقوبات متعلقة بالإرهاب على وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، بما يشمل – وفق ما أوردته المصادر – احتمال إدراج الوكالة على قوائم “المنظمات الإرهابية الأجنبية”.
إن الهيئة، إذ تعتبر هذا التوجّه سابقة خطيرة وغير مبررة، تؤكد أن استهداف مؤسسة أممية تعمل تحت تفويض واضح من الجمعية العامة للأمم المتحدة يمثّل تهديدًا مباشرًا للاستجابة الإنسانية التي تعتمد عليها الملايين من الأسر الفلسطينية في مناطق العمليات الخمس، ويضع منظومة المساعدات الدولية أمام اختبار هو الأخطر منذ عقود.
وتؤكد الهيئة أن أي محاولة لربط الوكالة باتهامات من هذا النوع تفتقر إلى الأساس القانوني والمهني، خصوصًا أن مراجعات مستقلة متعددة – بما فيها مراجعات أميركية – خلصت إلى أن الأونروا جهة إنسانية محايدة لا غنى عنها في تقديم التعليم والصحة والإغاثة والحماية لمجتمع اللاجئين.
كما تحذر الهيئة من أن فرض مثل هذه العقوبات، إن حصل، سيؤدي إلى شلّ البيئة التشغيلية للأونروا، وتعطيل برامجها الأساسية، وإحداث آثار كارثية على الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي في الشرق الأوسط، لاسيما في غزة ولبنان والضفة الغربية، حيث تمثّل الوكالة شريانًا حيويًا للأمن الإنساني.
وتدعو الهيئة الإدارة الأميركية إلى وقف هذه المداولات فورًا والالتزام بالقانون الدولي وبالمسؤولية الأخلاقية تجاه ملايين اللاجئين الذين يعتمدون على خدمات الوكالة، كما تدعو الدول المانحة والأطراف الدولية إلى اتخاذ موقف واضح يحمي الوكالة ويدعم قدرتها على الاستمرار في أداء مهامها دون تسييس أو ضغوط.
