في إطار التواصل المستمر والحرص على تطوير وتعزيز العلاقات اللبنانية–الفلسطينية، قام وفد قيادي من الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بزيارة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي ورئيس كتلة اللقاء الديمقراطي في البرلمان اللبناني النائب تيمور جنبلاط في قصر المختارة،بحضور النائب وائل ابو فاعَور وأمين السر العام في الحزب ظافر ناصر، وضم وفد الجبهة الديمقراطية مسؤولها في لبنان يوسف أحمد، َوعضو المكتب السياسي عدنان يوسف، وعضو اللجنة المركزية تيسير عمار.
وخلال اللقاء، عرض وفد الجبهة آخر مستجدات الأوضاع الفلسطينية، بالإضافة إلى أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان. وجدد الوفد تقديره لمواقف النائب تيمور جنبلاط والحزب التقدمي الإشتراكي والزعيم وليد جنبلاط الداعمة للشعب الفلسطيني ونضاله من أجل استعادة حقوقه الوطنية المشروعة، والحرص الدائم على دعم صمود اللاجئين وحقهم في الحياة الكريمة، وضمان حصولهم على حقوقهم الإنسانية والاجتماعية، وحماية حقهم في العودة.
كما وضع الوفد النائب جنبلاط في صورة التطورات المتسارعة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث يتواصل العدوان والانتهاكات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بالتزامن مع الحملة الشرسة في الضفة الغربية والقدس، وتسارع سياسات الضم والاستيطان والتهويد، وما يرافقها من اعتقالات وحصار واستهداف شامل لمناطق ومدن ومخيمات الضفة الفلسطينية والقدس .
وفي السياق ذاته، استعرض الوفد التحديات التي يفرضها قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2803 على قطاع غزة وعلى مجمل القضية الفلسطينية، مؤكداً أهمية الحوار الوطني الفلسطيني الشامل لتوحيد الصف وتعزيز الموقف الوطني المشترك، وصياغة رؤية واستراتيجية واحدة لعبور محطات القرار بما يخدم حقوق الشعب الفلسطيني ومصالحه الوطنية العليا. كما شدد الوفد على ضرورة ضمان المستقبل الوطني لقطاع غزة، والحفاظ على وحدة أراضي دولة فلسطين، وإفشال أهداف الاحتلال ومشاريع الانتداب والوصاية، وذلك عبر تعزيز التنسيق مع الأطراف العربية والإسلامية الضامنة لخطة ترامب، وإلزام الاحتلال بتنفيذ التزاماته بالانسحاب، وإدخال المساعدات، ووقف الاعتداءات والانتهاكات، وفتح المعابر، وقطع الطريق على محاولات الاحتلال عرقلة العملية وإدامة العدوان والقتل والحصار، وتوفير الحماية اللازمة لأبناء شعبنا.
وتناول اللقاء أيضاً أوضاع المخيمات واللاجئين الفلسطينيين في لبنان وتفاقم معاناتهم بسبب تقليصات الأونروا واستمرار قوانين الحرمان من الحقوق الإنسانية ، حيث شدد وفد الجبهة على حرص الشعب الفلسطيني في لبنان على ترسيخ أفضل العلاقات مع الدولة اللبنانية ومؤسساتها وشعبها، وضرورة تنظيم هذه العلاقة على أسس ثابتة ومتينة تعزز الروابط الأخوية والتاريخية بين الشعبين الشقيقين. وأكد الوفد التزام الفلسطينيين باحترام القوانين اللبنانية، بما يحفظ أمن لبنان وسيادته واستقراره، ويضمن في المقابل حقوق اللاجئين الإنسانية والاجتماعية.
وأشار الوفد إلى أن المخيمات الفلسطينية تشكل فضاءً اجتماعياً مدنياً له احتياجاته وخصوصيته، وهي في الوقت نفسه حاضنة للنضال الوطني الممتد منذ عقود من أجل تحقيق حق العودة. واعتبر أن حماية المخيمات وصون هويتها الوطنية وتعزيز صمودها تمثّل مصلحة مشتركة لبنانية–فلسطينية، في ظل التحديات الخطيرة التي تواجه القضية الفلسطينية ومحاولات تصفيتها، خاصة تلك التي تستهدف الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حق العودة، إضافة إلى مشاريع التهجير والتوطين، والاستهداف المتواصل لوكالة الأونروا.
كما وضع الوفد النائب جنبلاط في صورة الجهود السياسية التي تبذلها قيادة الجبهة الديمقراطية في لبنان لتحصين الحالة الفلسطينية، وتعزيز وحدة الموقف الفلسطيني، وتفعيل العمل المشترك لحماية الوجود الفلسطيني، وتحصين المخيمات، وتمكين الشعب الفلسطيني من مواجهة التحديات السياسية والاجتماعية والمعيشية المتفاقمة.