لمناسبة الذكرى الثامنة و الخمسون لانطلاقة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، أقامت أقامت الجبهة في صيدا ، ندوة سياسية. وتكريم الرفاق المناضلين ابو وسيم وابو بيرم وذلك يوم الجمعة الموافق في 12/12/2025 ، في نادي ناجي العلي في مخيم عين الحلوة.
حضرها مسؤول العلاقات السياسية للجبهة الشعبية في لبنان عبد الله الدنان وقيادة وكوادر الجبهة وحشد من الرفاق والرفيقات في صيدا و فصائل العمل الوطني و الاسلامي اللبناني و الفلسطيني و اللجان الشعبية و الاتحادات الشعبية و المؤسسات و لجان الاحياء و القواطع و الفعاليات الاجتماعية و الثقافية و التربوية واهالي المخيم
بعد الحديث عن المناسبة والترحيب بالحضور قدمها مسؤول الاعلام في صيدا عبد الكريم الاحمد ومن ثم
النشيد اللبناني و الفلسطيني و نشيد الجبهة.
ومن ثم تحدث عضو قيادة الجبهة في لبنان مسؤول المكتب الاعلامي احمد مراد استهلها بتوجيه التحية إلى الشهداء وعائلاتهم، وإلى الأسرى والجرحى، وإلى الشعب الفلسطيني الصامد في كل أماكن وجوده، ولا سيما شعبنا في قطاع غزة وهو يواجه حرب الإبادة والتطهير العرقي، وإلى مقاوميه الأبطال، وإلى أهلنا الثابتين في مدينة القدس المدافعين عن مقدساتها، وإلى أهلنا في الضفة الغربية في مواجهة حملات الاستيطان والتهويد والاقتلاع. كما توجه بالتحية إلى قوى المقاومة في منطقتنا، وإلى كل الأحرار والشرفاء في العالم الذين يقفون إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة في مواجهة الإرهاب الصهيوني – الأمريكي والتواطؤ الاستعماري الغربي والعجز الرسمي العربي.
وخصّ مراد بالتحية أهلنا في مخيمات لبنان، ولا سيما أبناء مخيم عين الحلوة وشهدائه الأبطال الذين ارتقوا في معركة إسناد غزة ضمن ملحمة “طوفان الأقصى”، وكذلك عموم أبناء المخيمات الفلسطينية في لبنان .
ثم استعرض مراد في مداخلته بدايات المشروع الصهيوني الاستعماري وأحلامه التلمودية في إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، وكيف واجه الشعب الفلسطيني هذا المشروع الذي حظي بدعم واضح من القوى الاستعمارية الغربية، مؤكدًا أنّ شعبنا قاوم هذا المخطط منذ وعد بلفور، مرورًا بالنكبة عام 1948، وصولًا إلى ملحمة طوفان الأقصى، عبر كل المحطات التاريخية لنضاله الوطني وتضحياته الممتدة عبر مسيرته الكفاحية .
كما تناول في مداخلته الإرهاصات الأولى لحركة القوميين العرب، ونكسة عام 1967، وانطلاقة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في الحادي عشر من كانون الأول من العام نفسه، كردّ مباشر على الهزيمة. واستعرض انطلاق العمليات الأولى للجبهة ودورها الكفاحي ورؤيتها السياسية والتنظيمية الواضحة لطبيعة الصراع مع كيان الاحتلال بوصفه صراعًا وجوديًا تناحريًا. وأكد أنّ الجبهة، عبر تاريخها الكفاحي، كانت الأكثر حرصًا على الوحدة الوطنية الفلسطينية، وكانت صمام أمان للشعب الفلسطيني .
و تطرق مراد إلى العديد من العمليات النوعية التي نفذتها الجبهة، وإلى الدور الريادي للشهيد القائد وديع حداد وتجربته، وتجربه الشهيد القائد جوارا غزة ، وإلى تجربة أبو منصور، وإلى الدور الكبير للجبهة في المجال الثقافي والأدبي والإبداعي، والذي يتقدمه الشهيد المبدع غسان كنفاني.
كما تناول أحداث أيلول عام 1970 في الأردن، والحرب الأهلية في لبنان، والدور المتميز للجبهة في حماية الوجود الفلسطيني والتصدي للاعتداءات والاجتياحات الصهيونية المتكررة على لبنان، ودورها في إطلاق جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية .
واستعرض مراد دور الجبهة في انتفاضة الحجارة وانتفاضة الأقصى، على المستويات كافة : الجماهيرية، والنقابية، والعسكرية، مسجلّةً في تاريخها صفحات مشرّفة من العز والبطولة، وقدّمت خلالها المئات من الشهداء، وفي مقدمتهم القادة، وعلى رأسهم الأمين العام للجبهة الرفيق القائد أبو علي مصطفى. وأشاد بالعملية البطولية الجريئة التي نفذها ثوار الجبهة بتصفية مجرم الحرب الصهيوني رحبعام زئيفي، ردًا على اغتيال الرفيق أبو علي مصطفى، وما تلاها من مطاردة منفذي العملية واعتقالهم في المقاطعة ثم في سجن أريحا، قبل أن يتعرضوا للخديعة الأمريكية – البريطانية واختطافهم من قبل قوات الاحتلال، حيث لا يزالون يقبعون في سجون العدو الذي يرفض الإفراج عنهم في أي عملية تبادل .
وتوقف مراد باستفاضة أمام ملحمة طوفان الأقصى، والاستهدافات الصهيونية – الأمريكية لشعبنا، من حرب الإبادة إلى صمود الشعب الفلسطيني وتضحياته الهائلة. ودعا الوسطاء والضامنين لاتفاق وقف إطلاق النار إلى إلزام الاحتلال باحترام الاتفاق والانتقال إلى المرحلة الثانية، المتمثلة بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة وفتح كافة المعابر، ولا سيما معبر رفح بالاتجاهين، وإدخال المساعدات بالكميات الكافية، والبدء الفوري بإعادة الإعمار . وأكد ضرورة الإسراع في تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية على قاعدة التمسك بالثوابت الوطنية ورفض أي وصاية خارجية، مجددًا التأكيد أن أي قوة دولية يجب أن تنحصر مهمتها على حدود قطاع غزة فقط، وأن “اليوم التالي” في غزة شأن فلسطيني سيادي خالص لا يحق لأحد التدخل فيه ، فالشعب الفلسطيني هو صاحب الحق الحصري في تقرير مصيره .
ودعا مراد إلى تفعيل أطر العمل الفلسطيني المشترك في لبنان للتصدي للمخاطر والأزمات التي تواجه الشعب الفلسطيني، وحثّ الحكومة اللبنانية على حوار مسؤول وسنّ القوانين والتشريعات التي تضمن الحياة الكريمة للفلسطينيين في لبنان ريثما يعودون إلى أرضهم وديارهم، وبما يصون أمن لبنان وسيادته واستقراره ووحدته وسلمه الأهلي. كما دعا الأونروا إلى زيادة خدماتها ، وإلى التصدي لسياسات تقليصها ، مناشدًا المجتمع الدولي والدول المانحة زيادة التمويل، بحيث تتمكن الوكالة من القيام بواجباتها التي أنشأت من أجلها، مؤكدًا التمسك بالأونروا بوصفها مؤسسة دولية شاهدة على الجريمة المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني .
وختم مراد بتوجيه التحية للشعب اللبناني الشقيق ولمقاومته الباسلة وشهدائها العظام، وفي مقدمتهم الشهيد السيد حسن نصر الله، وإلى حاضنة المقاومة في الجنوب والبقاع الغربي والضاحية، ولا سيما أبناء القرى الأمامية المهجّرة. كما توجه بالتحية إلى الشعب اليمني العربي الأصيل، وإلى الجمهورية الإسلامية في إيران، وإلى كل قوى المقاومة في منطقتنا والعالم، وإلى كل الأحرار والمتضامنين مع الشعب الفلسطيني ،جدّد مراد العهد للشهداء ولشعبنا بالاستمرار في رفع راية الكفاح والمقاومة حتى التحرير والعودة.
و في نهاية الندوة تم تكريم الرفاق المناضلين ابو وسيم و احمد حريز ابو بيرم على دورهم التاريخي و النضالي و الكفاحي وقدمت لهم قيادة الجبهة الدروع التكريمية.







