أحمد غنومي
يعيد السنوار في روايته الشوك والقرنفل القاريء لأصل معاناة اللجوء .
والحفرة التي تحصنت فيها العائلة عام 1967.
ويصور معاناة الجد والعائلة مع فقدان والده واستشهاد عمه.
وكيف وجد الأهل فسحه للإحتفال بزواج خالته بعريس من الخليل.
وإجتماع رجال المقاومة ببيت عائلة العروس .
وكيف تم الغدر بالشهيد ابو يوسف قائد المقاومة في المخيم .
وإنتقام القائد ابي حاتم بإعدام الخائن أمام أهل المخيم .
يقدم عائلته كنموذج للعائلة الفلسطينية المكافحة .
في الضفة كان اليهود كانوا يترددون على الخليل ما أنعش الحالة الاقتصادية هناك . بينما رجال المقاومة من فتح والشعبية ينفذون العمليات ضد الاحتلال.
معركة الكرامة أحدثت التفافا حول حركة فتح ، حتى أن الملك حسين أطلق شعار “كلنا فدائيون” وفتحت القصور أمام قائد الثورة ياسر عرفات ثم انقلب حسين على الثورة .
ابو علي بدأ بتنظيم المقاومة في الضفة ومعه زوج خالته عبد الفتاح .
توجه الناس لتحسين أحوالهم المعيشية؟ استغل الاحتلال أوضاعهم بأن فتح باب العمل في مناطق ٤٨، ابن عمه حسن ذهب هناك كذلك عبد الحفيظ إبن الجيران وزرع قنابل وقتل عدد من الصهاينة ، اخيه محمود إختار الدراسة في مصر، اعتقل عبد الحفيظ وانكر ،أحدهم إعترف أن عبدالحفيظ هو أحد رفاقه في الجبهة الشعبية التي كلفت أعضائها بعمليات التفجير .
الإحتلال بدأ بإقامة مستوطنة كريات أربع في الخليل والمستوطنون يحاولون كسب ود أهل المدينة ما رفع المستوى الاقتصادي أما أبناء القرى والمخيمات نظر
أهل المدينة اليهم نظرة دونية .
في القطاع المقاومة تطورت وحلت محل “قوات التحرير” فتح الشعبية وكانت العمليات الفدائية مؤلمة للإحتلال .
ثم تراجع عمل المقاومة بسبب توجه الناس لتحسين احوالها المعيشية .
حرب تشرين أعادت الأمل للاجئين .
عاد شقيقه محمود من دراسته واعتقاله بسبب انتمائه لفتح .
محمود ورفاقه لم يجدوا طريقا لرفع معاناتهم
سوى الإضراب عن الطعام الذي ارغم سلطات السجن أن ترضخ لمطالبهم .
عن خروج أخيه محمود من السجن ولاحقا جارهم عبدالحفيظ وكيف كانت تدور النقاشات السياسية والفكرية بينهما من منطلق الخلاف بين فتح والشعبية ودخول أخيه حسن على خط الخلاف لاحقا من موقع إسلامي مع تردده إلى المسجد والتأثر بالشيخ أحمد .
عن تحسن المستوى المعيشي
مع تراجع فعل المقاومة بسبب حملات الاحتلال
وبناء بيت عائلته وزواج اخويه محمود وحسن و شقيقته فاطمة ولا ينسى الإشارة لزيارة ابن عمه حسن القادم من تل ابيب حيث يعيش مع يهوديه.
عبدالفتاح خرج من السجن وعاد إلى عمله مع تجار الخليل وسمعوا منه إصرار على مقاومة الاحتلال .التجار قالوا نريد أن نعيش ونتاجر .
كان محمود يخوض نقاشا حاميا مع أخيه حسن وابن عمه ابراهيم اللذان كانا يترددان إلى المسجد ودروس الشيخ أحمد.
الفلسطينيون قد عبروا عن فرحهم ويقينهم بالإنتصار بعدما تحقق في حرب ٧٣ من نصر لمصر وسوريا، لكن الأمل تراجع بعد اتفاقية كامب ديفيد.
في انتخابات البلديات وبعض الاتحادات المهنية تحالفت فتح مع الإخوان وفازت ضد الشخصيات التقليدية وضد اليسار .
كان وضع أهالي غزة كما الضفة يتحسن إقتصاديا .
بقيت فصائل منظمة التحرير عند موقفها وعملياتها وبقي الإخوان عند تحفظم الديني والإجتماعي والسياسي .
والناس لجأت للاهتمام بالحياة الجديدة والتطور العمراني والاجتماعي .
شباب من الضفة وغزة إنتسبوا للجامعات ومنها الإسلامية وشكلوا الكتلة الإسلامية . هذا تمدد حتى إلى جامعة بيرزيت القرية المسيحية وأخذت الكتلة موقعها الثالث في إنتخاباتها بعد الشعبية وفتح .
كان العمل الفدائي يتراجع ولكن الإحتلال والإستيطان يتغول. إكتشف محمود أن الإحتلال يسعى للإختراق لكشف المقاومين .
كان هم كل أم أن تبحث لإبنها عن عروس بعد تخرجه من الجامعة .
بدأت الحرب ضد الوجود الفلسطيني في لبنان وخوف العائلات التي لها أبناء هناك .
ابن عمه ابراهيم التحق بالجامعة الإسلامية وتحول لداعية في العقيدة .
عن التحاقه بالجامعة الإسلامية وكيف تحولت المعركة الإنتخابية بين الاسلاميين وفتح ومع إنتقال المستوطنين إلى العنف من خلال مجموعات مسلحة أدت عملياتها لإستشهاد وجرح عدد من الطلاب .
فتح تقوم بعمليات عسكرية ضد الاحتلال والصراع يحتدم بين فتح والكتلة الإسلامية.
الكتلة الإسلامية تتسلح بالإيمان تقول لها فتح تسلحوا وقاتلوا الصهاينة في وقت كان الإسلاميون يواجهون الصهاينة عند اقتحام المسجد الأقصى .
شكل اجتياح لبنان ومجازر صبرا وشاتيلا حدثا مؤلما لأهالي المخيمات في غزة كما الضفة وبدأت تتصاعد أعمال المقاومة الشعبية والعسكرية .
المنافسه بين الفصائل في الإنتخابات الجامعية وتحول الكتلة الإسلامية إلى قوة أساسية متهمة بعدم الإعتراف بمنظمة التحرير ما عكس الخلاف على الشارع .
كان الوطنيين والشرفاء في ضعف كبير .
ممارسات المستوطنين في الخليل ومصادرتهم للأراضي والبيوت ،
جعلت الجامعات تغلي وكان الاحتلال يزيد الضفط على الناس ، بدؤوا بالتضييق على الجامعات .
عندها تصدى الطلبة لقوات الاحتلال مستخدمين الحجارة إضطرت قوات الاحتلال للإنسحاب .
تجربته الأولى في السجن والتعذيب في التحقيق مع إبن عمه ابراهيم و أساليب الترهيب والترغيب والخداع في التحقيق.
والدته تريد أن تزوج إبن عمه ابراهيم الذي يدرس ويعمل في نفس الوقت
وهو منكبا على العمل الوطني
والمفاجأة أنه إكتشف أن فايز أقرب صديق له عميل .
القطاع تحول لبؤرة من العملاء والمستوطنون في الخليل يطردون أصحاب البيوت منها .
كان ذلك سببا للإحتقان ودفع بعض الشباب للتصدي . نتيجة ذلك قتل مستوطنين عل يد مقاومي للجهاد الاسلامي .
في القطاع قمع سلطة الإحتلال زاد ،
في وقت كان شباب المقاومة ينفذون عمليات ضد الجنود ، ضاعف الإحتلال القمع وصولا لتعمد شاحنة صهيونية صدم سيارة عمال عائدين من عملهم في الداخل .
تشاور اخي إبراهيم مع الشيخ أحمد لإشعال القطاع من خلال جنازات تشييع الشهداء التي تحولت لمواجهات مع قوات الاحتلال.
بدأ الشباب يخترعون أسلحة للمواجهة ،
ألحقت أذى كبير بقوات الاحتلال .
تشكلت القيادة الموحدة من فصائل المنظمة وحماس دعت لفاعليات في أيام أخرى .
كل طرف يقول أنه يقود الانتفاضة. الانتفاضة تتصاعد وانتقلت إلى الضفة ، أغلق الاحتلال الجامعات وتحولت الشوارع لساحات معارك .
عدد المعتقلين بالآلاف .
أغلبيتم من فصائل المنظمة شكلوا مرجعية للسجناء ولم يسمحوا لحماس والجهاد أن ينتظموا في السجن إلى أن زاد عدد سجناء القوى الإسلامية الذين أقاموا نشاطات بشكل منفرد .
قسوة السجان كانت أكبر إنتفض أحد السجناء فقتله قائد السجن ما أدى لثورة عارمة في السجن.
كانت القوى الإسلامية تستغل المناسبات الدينية لإقامة مواجهات مع الإحتلال وقوى المنظمة تقود مواجهات أخرى.
حماس قتلت عدد من الجنود .
اعتقلنا واعتقل اخي محمود المنتمي لفتح وكان النقاش يحتدم فيقول ابراهيم لمحمود لقد بدأت حماس العمل العسكري فيقول محمود بكير ؟!
كانت المنافسة تتصاعد بين القوى الفلسطينية ومع تصاعد الانتفاضة إجتاح صدام الكويت كان ما يهم الفلسطينيون أن صدام قال سيمحوا نصف إسرائيل وهو الوعد الذي لم يتحقق .
كانت والدتي تغني الأهازيج لحفيدتها وتغيير مفردات الأهازيج فبدل أن تغني اعطني المنديل تنشد اعطني البارودة.
ما جرى في غزة ولاحقا في الضفة بداية لدور واضح لكتائب عز الدين القسام .
مغادرة عدد من المقاومين إلى مصر والضفة أبعد الاحتلال قادة المقاومة إلى لبنان فصمدوا في ظروف قاسية .
عاد المبعدين من مرج الزهور وتصاعت العمليات من قبل كتائب القسام.
تخرج يحيى من جامعة ييرزيت بتخصص يؤهله لصناعة المتفجرات وقام بتزويد الفدائيين بها واستخدمت بتفجيرات في الداخل
والإحتلال يتحدث عن الإنسحاب من القطاع وإذا بأخبار عن مفاوضات بين إسرائيل و م.ت.ف في أوسلو تتحدث عن اتفاق قريب سمي غزة – أريحا.
انقسم الشارع بين مؤيد ومعارض ووصل الخلاف إلى داخل بيتنا .
وقع الإتفاق ،وبدأت القوات الفلسطينية تعود ،كان منهم أخوين لنا لم نكن نعرفهما ..من زواج لوالدي الذي قتل في الأردن .
أوسلو خيار قيادة م.ت.ف. لكنه احدث إنقساما في المجتمع الفلسطيني .
مع ذلك استمرت المقاومة بعمليات استهداف جنود الإحتلال .
كان ابراهيم قد تعرف إلى مقاومين أبدعوا في عملياتهم التي جعلت الإحتلال يجن جنونه وكان بينهم عماد عقل الذي استشهد بعد محاصرته بقوات كبيرة .
انتقاما لعماد عقل تمت تصفية رئيس مخابرات الإحتلال .
تطور المقاومة في الضفة وتواصل إبراهيم مع يحيى هناك والعمليات تزداد .
أحد المستوطنين ينفذ مجزرة ضد المصلين بالحرم الإبراهيمي .
الإحتلال لا يفي بالإتفاقات وبدأ يحدد من يطلق سراحه ومن لا يطلق بسبب تصنيفات لديه والمقاومة الى تصعيد .
كان اسم يحيى يتردد في كل مكان .
الجهاد الإسلامي بدأت تنفيذ عمليات استشهادية في الداخل .
لم يوافق ابراهيم على الإتفاق واعتبر الاعتراف ب”إسرائيل كارثة وأن الاحتلال كان سيهرب دون أن ندفع ثمن .
ضابط السلطة طلب اليه الالتزام وقال له سنرى أن لم تلتزم .
درب يحيى عبدالواحد القادم من الضفة على صناعة المتفجرات وعاد للضفة وكلف استشهاديين لتفجير أنفسهم بحافلات مكتظه بالصهاينة . بعض هذه العمليات نفذها عناصر من الجهاد الإسلامي إضافة للقسام.
كان النقاش يحتدم في البيت بين الإخوة حول جدوى المقاومة والتسوية .
و النقاش حاد في المجتمع “الإسرائيلي” الذي كان يستعد للانتخابات. حدة النقاش عندهم أدت لإغتيال رابين وفوز نتنياهو الذي لا يريد التسوية .
عدم تعاون نتنياهو جعل النفور قائم مع السلطة وصلت لإشتباكات بين الطرفين وأدت إلى تقارب بين السلطة والمعارضة .
تصاعدت العمليات في الضفة وحتى في مناطق ال ٤٨ وكان النقاش يحتدم في بيتنا حول سعي حماس للتدريب على السلاح .
فوز نتنياهو بالأنتخابات وتنكره للإتفاق وتوسيع الاستيطان وتظاهره بتطبيق الاتفاق بخطوات شكلية أزعجت شركائه المتطرفين فأسقطوا حكومته .
حصلت انتخابات جديدة فاز فيها باراك وعقدت قمة كامب ديفيد ضغط كلنتون على عرفات للتنازل عن القدس وعن مناطق في الضفة .
كان رفض عرفات سببا لفشل المفاوضات الذي إستغله شارون بتدنيسه للأقصى وهي الشرارة التي كانت تنتظرها الجماهير المحتقنة لإشعال إنتفاضة جديدة. .
قوات الإحتلال تقنص وتقتل كل من يتحرك في الشوارع واستخدمت الطائرات لإغتيال قادة المقاومة .
عن الانتفاضة التي شارك فيها كل الشعب وتقدم القوى الفلسطينية فتح وحماس والجهاد والجبهتين الشعبية والديمقراطية .
تتصاعد العمليات والمواجهات والإغتيالات للقادة وصولا لإغتيال قائد الشعبية أبو علي مصطفى ثم الرد بإغتيال الوزير المتطرف زئيفي .
تستمر المواجهات وتودع الأمهات أبنائها شهداء وتستمر معاناة الأسرى في السجون ويحيى السنوار واحدا منهم .
يُحسب للنصّ أنّه لا يقدّم الفلسطيني في صورةٍ واحدة مكتملة، بل يتركه في حال صيرورة دائمة، ممزّقًا بين ضرورات العيش وإغواءات التطبيع من جهة، ونداء المقاومة من جهة أخرى. كما ينجح، رغم ما يعتريه أحيانًا من مباشرة، في ترسيخ الذاكرة بوصفها فعل مواجهة، وفي مساءلة الخيارات السياسية لا كقرارات قيادية فحسب، بل كاختيارات تمسّ تفاصيل الحياة اليومية والروابط العائلية والوجدانية.
.. وأرى أن رواية الشوك والقرنفل لا تقدّم حكاية بطل، بل تكتب سيرة وطنٍ يتشكّل من القسوة والأمل، ومن الخسارة والمقاومة، وتعيد الاعتبار للكلمة بوصفها شكلًا من أشكال الاشتباك، لا يقلّ شأنًا عن الحجر أو البندقية.
*كاتب فلسطيني .