كتب: رمزي عوض
في يوم الجمعة الثامن عشر من نيسان/ابريل، ربما في باريس، أو لندن، أو عمّان، أو القاهرة، سيتوقف المارّة أمام مشهد لم يكن مألوفًا في رزنامة العالم:
وجوه صامتة، بعضها يحمل لافتة، أو علم فلسطين، وبعضها لا يحمل سوى نظرةٍ لا تخطئ معناها.
لا هتافات صاخبة، ولا شعارات طنانة، فقط وقوف… كثيف، مستمر، وموجّه نحو بوابةٍ بعينها، مع مشاهد تبرز مجازر الاحتلال الاسرائيلي التي يرتكبها بحق الفلسطينيين في غزة.
هناك، على الرصيف المقابل للسفارة الأمريكية، سيقف الضمير العالمي.
قد يبدو المشهد بسيطًا. مجموعة من الناس اختاروا أن لا يكملوا يومهم كالمعتاد، لم يذهبوا إلى العمل، لم يفتحوا محالهم، لم يحملوا حقائبهم نحو الصفوف الدراسية.
لكن الحقيقة أعمق من ذلك بكثير، فهؤلاء لم يتغيّبوا عن حياتهم اليومية، بل حضروا إلى مكانٍ آخر… حضروا إلى قلب الحقيقة فقطاع غزة بشكل منهجي، القصف لا يهدأ، الأطفال لا يتحصى أشلاءهم، البيوت تُهدم على رؤوس قاطنيها، والمستشفيات تتحوّل إلى مقابر.
هذه ليست مجازر لحظية، بل إبادة جارية على الهواء مباشرة، ومع سبق الإصرار الدولي.
وإذا كان لكل جريمة فاعل، فإن لهذه المجزرة فاعلًا معروفًا.
فالقاتل ليس وحده من يضغط الزناد، فهناك من يملأ له الخزائن بالذخيرة، ويمنحه الغطاء في غرف القرار، ويُبقي على يديه نظيفة أمام الكاميرات، إنه الدعم السياسي والعسكري غير المحدود الذي تقدمه الولايات المتحدة الأمريكية للاحتلال الإسرائيلي، والذي لم يعد سرًا ولا محل تأويل.
في السابع من نيسان/ ابريل الجاري، شهد العالم مشهدًا من نوع آخر، فلم تكن المظاهرات فقط حشودًا، بل كانت اعترافًا جماعيًا من البشرية بأن الصمت لم يعد مقبولًا.
من الضفة الغربية إلى لندن، من صيدا إلى سانتياغو، ومن طرابلس الغرب إلى جوهانزبيرج خرجت الشعوب، لا لتقول شيئًا جديدًا، بل لتكرّر ما يجب أن يسمعه العالم منذ زمن: غزة تنزف، والإنسانية على المحك، لكن الحقيقة، أن المشهد – مهما كان واسعًا – لم يكن كافيًا، فالمجازر لم تتوقف، الدعم لم يتراجع، والسياسة ما زالت تسير بخطى ثابتة نحو الهاوية.
لهذا، فإن الوقوف على الرصيف المقابل… قد يكون الخطوة القادمة، ليس بالضرورة أن يكون صاخبًا. يكفي أن يكون طويلًا، مستمرًا، مشحونًا بالصمت المدوي، يكفي أن يتكرّر في عواصم عدة، وفي يوم واحد، وأن يحمل ملامح العناد الهادئ.
عندها فقط، سيشعر أولئك خلف النوافذ المحصّنة، أن خلفهم شعوبًا لا تُدار بالبيانات.
الجمعة المقبلة، لن تكون مناسبة، بل اختبار أخلاقي، هكذا دعى الناشطون حول العالم.
هل نكتفي بالمراقبة؟ أم نحضر إلى المكان الذي يجب أن نكون فيه؟
هل نتابع الأخبار، أم نصبح جزءًا منها؟
حين يقف الضمير على الرصيف المقابل، لا يعود العالم كما كان.
لأن الوقوف في وجه الظلم، حتى من خلف الأسوار، حتى بصمت مشحون بالغضب قد يغيّر المعادلات.
لا تكن حيادي شارك لو بالوسم للدعوة العالمية، للاعتصام أمام السفارات الأمريكية حول العالم
#أمام_السفارة_الأمريكية_18_4
#Front_US_Embassy_18_4
انسخ هذا الوسم على صفحتك كدعوة عالمية للتظاهر والاعتصام أمام السفارات الأمريكية حول العالم في الثامن عشر من ابريل/نيسان، احتجاجا على دعمها لجيش الاحتلال الإسرائيلي في الابادة الجماعية التي يمارسها بحق الشعب الفلسطيني في #غزة.
Copy this hashtag to your page as a global call for demonstrations and sit-ins in front of U.S. embassies around the world on April 18, in protest against its support for the Israeli occupation army in the genocide it is committing against the Palestinian people in #Gaza.
للتعليق على الموضوع والتفاعل معه يمكنكم زيارة الرابط التالي:
https://www.facebook.com/share/p/1Byj2pHMng/