أعلنت لجنة العاملين في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني – فرع لبنان، صباح الأربعاء 16 نيسان/أبريل 2025، الإضراب العام المفتوح في كافة مستشفيات ومراكز الجمعية، باستثناء الحالات الطارئة، وذلك احتجاجاً على ما وصفوه بـ “سنوات طويلة من التجاهل والمعاناة وغياب الحد الأدنى من العدالة في الرواتب والحقوق”.
وجاء في بيان للجنة: “نخاطبكم اليوم وقلوبنا يعتصرها الألم، وقد بلغ بنا الحال ما لم نكن نتصوره يومًا. لقد وصل ببعض زملائنا العاملين في الجمعية حدّ العجز عن شراء كسوة العيد لأطفاله، وآخرون ذرفوا الدموع لعجزهم عن تأمين لقمة العيش لأسرهم”.
وقالت اللجنة: إنها خاضت نضالات متكررة على مدى سنوات “دفاعاً عن حقوق وكرامة العاملين، ورفعاً للغبن عن كواهلهم، وإيماناً منها بأن تحسين أوضاع الموظفين هو دعم مباشر لرسالة الجمعية الإنسانية والوطنية”، لكن كل تلك الجهود لم تلقَ آذاناً صاغية، حسب تعبير البيان: “نادينا مراراً وتكراراً، لكن لا حياة لمن تنادي للأسف”.
وانتقد البيان بشدة رئاسة الجمعية، متهماً إياها بـ”الإصرار على تجاهل معاناة الأطباء والممرضين والمسعفين وكافة العاملين”، ومؤكداً أن هذا التجاهل دفع العاملين إلى اتخاذ خطوة حاولوا طيلة سنوات تفاديها.
وأضاف البيان: “مارسنا أسلوب المطالبة داخل الإطار، لكن لم نجد أي استجابة من قبل رئاسة الجمعية طيلة السنوات الماضية”.
وقالت اللجنة: “نعلن إعلاء الصوت من خلال الإضراب العام، لعل صوتنا يصل، وعلّ صرختنا تُسمع من يظنون بأن الجمعية هي مزرعة خاصة بهم”، وتابعت متسائلة: “أليس من حقنا الطبيعي أن نحيا نحن وعوائلنا كرامًا براتب أقل ما فيه يضمن العيش بكرامة”؟
وأعرب العاملون عن ثقتهم بأن الشعب الفلسطيني يقدّر أداءهم وتفانيهم في تأدية واجبهم الإنساني، لكنه في الوقت نفسه “لا يقبل أبداً أن نبقى رهائن لقرارات تعسفية من قبل قيادة الهلال”، على حد وصفهم.
واختتمت اللجنة بيانها: “نعلنها اليوم بوضوح: إن تحركنا المحق هذا لن نتراجع عنه إلا بتحقيق مطالبنا كاملة.. تكفينا السنوات الطويلة من العذاب”. مؤكدة أن الإضراب سيشمل “كافة المستشفيات والمراكز الصحية، باستثناء الحالات الطارئة، وحتى إشعار آخر”؟
هذا التحرك يأتي في وقت حرج، حيث تعاني المخيمات الفلسطينية في لبنان من ظروف معيشية صعبة، وسط انهيار اقتصادي لبناني خانق، وغياب شبه تام لأي دعم مستدام للمؤسسات الصحية التي تخدم اللاجئين الفلسطينيين.
ويشكل الهلال الأحمر الفلسطيني واحداً من الأعمدة القليلة المتبقية في القطاع الصحي للاجئين الفلسطينين في هذا البلد، بعد تقليصات “أونروا” في المجال الاستشفائي، ما يجعل هذا الإضراب سابقة قد تكون لها تداعيات واسعة.
ومن جهتها، لم تصدر رئاسة جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني – فرع لبنان، أي تعليق رسمي حتى ساعة إعداد هذا الخبر.
