رمزي عوض
في مدينةٍ كصيدا، حيث الأصالة متجذرة في تفاصيل الحياة اليومية، لا تمرّ المواقف من دون أن تترك أثرًا في القلوب. كنتُ أسير في أحد شوارع المدينة، حين رأيت أحد المرشحين المعروفين لرئاسة بلدية صيدا، السيد عمر مرجان، يمرّ بين الناس، للوهلة الأولى، ظننته شخصية سياسية بارزة، ربما نائبًا أو مسؤولًا رسميًا، بسبب طريقة مشيته ونظرته التي بدت جامدة، بعيدة عن دفء التواصل مع الناس.
وحين تأكدت من ملامحه ومن الصور التي رأيتها سابقًا، أدركت أنه بالفعل السيد عمر مرجان. كنت أظنه، كما يُقال عنه، رجلًا بسيطًا قريبًا من الناس، لكن الموقف الذي حصل جعلني أتساءل: لماذا لم يلقِ السلام على الناس؟ لماذا لم يبتسم؟ لماذا لم يتوقف ليصافح أبناء مدينته، وهم من سيمنحونه ثقتهم؟
قد يكون منشغلًا، أو قد تكون له أسبابه، لكن ما لا يخفى على أحد هو أن التواضع الطريق الأقصر إلى قلوب الناس. فالصيداويون شعب يحب البساطة، يحب من يبادله الاحترام، ويقدّر من يقترب منه لا من يبتعد عنه، المشي بين الناس لا يكفي، بل يجب أن يرافقه تواصل صادق، وكلمة طيبة، وابتسامة تشعر الآخر بأنه موضع تقدير.
رسالتي إلى السيد عمر مرجان، وهي رسالة محب صادق: كن قريبًا من الناس كما يظنونك، لا كما ظهر في هذا الموقف، فالناس لا تنسى من يبتسم لها، ولا تغفر لمن يتجاهلها، والتواضع ليس ضعفًا، بل هو دليل حكمةٍ وقوة شخصية، وفهم لأبناء المدينة.
صيدا تستحقّ من يُنصت إليها، من يلمس همومها، ومن يمشي فيها لا كاقطاعي، بل كأحد أبنائها المحبّين.