نظمت الهيئة النسائية لحركة الجهاد الإسلامي في شمال لبنان، يوم الأربعاء، فعالية نسائية في ذكرى نكبة فلسطين الـ 77 تحت عنوان: “النكبة جرح في الذاكرة، وأمل في العودة”، في قاعة بيت المقدس في مخيم نهر البارد، بحضور هيئات نسائية ولجان الفصائل الوطنية والإسلامية والمجتمعية وحشد من نساء المخيم.
وألقت مسؤولة الهيئة النسائية في الشمال جمانة رمضان كلمة تحدثت خلالها عن نكبة فلسطين، وقالت اليوم بعد 77 عاماً على النكبة، نحن لا نُحيي الذكرى لأننا نهوى الحزن، بل لأنها الحقيقة التي تأبى أن تُنسى، والجُرح الذي رفض أن يلتئم، والمأساة التي ما زالت تُولد كل صباح في جنين، وخان يونس، ورفح، وسلوان.
وأضافت: نجتمع اليوم لا كضحايا بل كحُماة للحق، كأبناء لشعبٍ لم ينكسر بل علّم العالم كيف يُولد الأمل من تحت الركام، وكيف يُصنع المجد من بين الشهداء.”
وجددت العهد مع الأرض، مع التاريخ، ومع الدماء التي لم تجف، في عام 1948 لم تكن نكبتنا فقط ضياع وطن، بل كانت نكبة ضمير عالمي سكت عن تطهير عرقي منظم. حيث طرد أكثر من 750 ألف فلسطيني من أرضهم، وأكثر من 500 قرية دُمّرت، وارتكبت المجازر، واغتُصبت الذاكرة.
وأكدت ان هذا الكيان لم ينحح في طمس الهوية، لأن اللاجئ الفلسطيني كبر وهو يحمل مفتاح بيته، ويعلّم أبناءه أسماء القرى، ويؤمن أن الحق لا يسقط بالتقادم.
وأشارت إلى غزة التي تُرتكب فيها نكبة كل يوم، منذ السابع من أكتوبر 2023، راح ضحيتها أكثر من 50 ألف شهيد، معظمهم من النساء والأطفال. مجازر جماعية، مدن تُسوّى بالأرض، ومؤامرة صمت عالمي وخذلان عربي.
وثمنت صمود غزة الأسطوري، التي تُذكّرنا أن الكرامة لا تُقصف، وأن الأمل لا يُدفن تحت الركام. كما وثمنت دور المقاومة في غزة وفي جنين ونابلس وكل فلسطين.
وحيَّت رمضان عوائل الشهداء الذين خرجوا من مخيم نهر البارد، من مخيم البؤس من خيام العز، وارتقوا شهداء على طريق القدس. أبناء نهر البارد لم يكونوا غرباء في طريق القدس، بل كانوا طليعتها.
فخرجوا من مخيم اللجوء حاملين هم الوطن، وكانوا يعرفون أن القدس لا يُفتح بابها إلا بمفاتيح الدم، فصنعوا من أجسادهم جسور عبور نحو الحلم، وكتبوا بدمائهم أن الشتات ليس منفى، بل خط الجبهة الأخير.
وتخلل النشاط إلقاء قصائد ولوحات استعراضية من وحي المناسبة، كما تخلله عرض لصور ولوحات عن نكبة فلسطين.
وفي الختام تم تكريم عوائل الشهداء الذين مضوا على طريق القدس من أبناء مخيم نهر البارد.
