قال مسؤول ملف الأونروا في حركة الجهاد الإسلامي في لبنان، جهاد محمد: “إننا ننظر ببالغ الخطورة إلى ما جاء في تصريح المفوض العام للأونروا، السيد فيليب لازاريني، حول دخول الوكالة “مرحلة حرجة للغاية” تهدد استمرارها، خصوصا وإن هذا التصريح لا يعد مجرد تحذير مالي، بل إنذار سياسي وإنساني يكشف أبعاد المخطط الرامي إلى تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين من خلال إنهاك الأونروا وتفريغها من مضمونها ودورها”.
وأكد محمد، أن الأونروا ليست مجرد مزود خدمات، بل هي شاهد سياسي وقانوني على النكبة، وعلى حق العودة الذي لا يسقط بالتقادم، وانهيارها يعني عمليا شطب الاعتراف الدولي بوجود قضية لاجئين لم تحل، وتحويل اللاجئ من حالة قانونية إلى إنسانية مؤقتة.
وأشار إلى “أننا نحمل المجتمع الدولي، وفي مقدمته الدول التي ساهمت في نكبة شعبنا، كامل المسؤولية عن أي تراجع أو انهيار في خدمات الأونروا، مؤكدا أن دعمها واجب قانوني وأخلاقي لا يجوز التخلي عنه”.
كما حذر من خطورة غياب الأونروا عن الساحة، لما لذلك من تداعيات كارثية على حياة ملايين اللاجئين، خصوصا في أماكن تواجدهم في لبنان وسوريا والأردن وغزة والضفة الغربية، حيث يشكل اللاجئون شريحة هشة تعتمد بشكل أساسي على خدمات الوكالة في التعليم والصحة والإغاثة.
وأضاف: “نرفض بشكل قاطع أي بدائل مشبوهة يتم طرحها، سواء من خلال منظمات أخرى أو عبر تحويل المهام إلى جهات غير فلسطينية، لأن ذلك يمثل تفكيكا متعمدا للوكالة ومحاولة لشطب هويتها السياسية”.
وختم محمد مؤكدا أن الدفاع عن الأونروا اليوم هو دفاع عن حق العودة، وعن الرواية الفلسطينية، وعن الرمز المعنوي الذي يشكل ضمانة أساسية لقضية اللاجئين، داعيا إلى تحرك فلسطيني وعربي ودولي عاجل لحماية الوكالة من محاولات التصفية، وضمان استمراريتها في أداء مهامها حتى تحقيق العودة الكاملة إلى أرضنا المحتلة.