مازن كريّم
اعتبر مراقبون أنّ “الضربة الإيرانية التي استهدفت وسط تل أبيب، صباح اليوم الخميس، لحظة تحوّل مفصلية في مسار الحرب مع الاحتلال الإسرائيلي”.
ورأوا في تصريحات منفصلة تابعتها “قدس برس”، أنّ “إيران لم تكتف بالرد، بل دشّنت مرحلة جديدة من المواجهة، عنوانها (الاستنزاف المحسوب) و(حرب الإرادة الطويلة)، فالردّ لم يكن عشوائيًا، بل مدروسًا وموجعًا، موجّهًا رسائل استراتيجية بأن إيران ومحور المقاومة لن يُستدرجا إلى معارك اللحظة، لكنهم جاهزون لحسم المعركة على المدى البعيد”.
وبحسب الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، أحمد الحيلة، فإن القصف الإيراني الأخير الذي طال وسط تل أبيب “يشكّل نقطة تحوّل مفصلية في مسار الحرب؛ فإيران، التي حافظت طوال الأشهر الماضية على نمط ردود محسوبة، اختارت هذه المرة أن توجه ضربة موجعة تحمل رسائل عسكرية واستراتيجية عميقة”.
هذا التحوّل، كما يرى الحيلة، “لا يمكن فصله عن ديناميات الحرب المفتوحة منذ 7 أكتوبر 2023، حيث بدأت النار تخرج من حدود غزة، وتتمدد لتطال كامل الإقليم، بفعل الغطرسة (الإسرائيلية) وجنون العظمة الصهيوأميركي”.
ويذهب الحيلة إلى التأكيد بأن “هذه الضربة ستعجّل من دخول واشنطن في خط المواجهة المباشرة، وهو ما قد يفتح الباب على مصراعيه لدخول قوى المقاومة الأخرى مثل (حزب الله) اللبناني، و(الحشد الشعبي) العراقي، و(الحوثييون) في اليمن، في جولة ثانية أكثر حدة وشراسة؛ فالمنطقة لم تعد ساحة مرونة أو حياد، بل باتت مشتعلة بانتظار ساعة الانفجار الكبير”.
من جانبه، يرى الكاتب والصحفي العراقي صلاح الزبيدي، أن “طهران تقاتل بعقل استراتيجي بارد، يدرك أن الكيان يبحث عن شرارة للهروب من أزماته، وأن تفجير حرب شاملة ليس بالضرورة في مصلحته؛ ولذلك، جاء الردّ الإيراني متّزنًا ومدروسًا، يوجّه رسالة واضحة:(نستطيع أن نحرق، لكننا نريد أن نُفهمكم أولًا)، إنه ردّ لا يُغلق المعركة، بل يفتحها على مصراعيها”.
وفي فجر الجمعة 13 حزيران/يونيو الجاري، بدأت قوات الاحتلال، وبدعم ضمني من الولايات المتحدة، هجومًا واسعًا على إيران باستخدام أكثر من 200 مقاتلة، في عملية أطلقت عليها اسم “الأسد الصاعد”. واستهدفت العملية منشآت نووية، وقواعد صواريخ في مناطق مختلفة، ونفذت اغتيالات طالت قادة عسكريين بارزين وعلماء في المجال النووي.
وفي مساء اليوم نفسه، بدأت إيران بالرد على الهجوم بسلسلة من الضربات الصاروخية الباليستية والطائرات المسيّرة، خلفت عشرات القتلى ومئات المصابين، فضلا عن أضرار مادية كبيرة طالت مباني ومركبات، وفق وسائل إعلام عبرية.