شهد مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في مدينة صيدا جنوب لبنان، صباح اليوم الجمعة 20 حزيران/ يونيو، جريمة مروعة تمثلت بقتل امرأة داخل منزلها، بالتزامن مع اعتداء مسلح استهدف الناشط الإعلامي محمد حسون، ما أثار حالة من الغضب والتوتر في صفوف الأهالي، وسط مطالبات بالكشف عن هوية الفاعلين ومحاسبتهم.
وفي التفاصيل، أقدم مجهولان ملثمان على قتل امرأة من عائلة المصري، متزوجة وأم لأربعة أطفال، بعد أن تسللا إلى منزلها في حي المنشية داخل المخيم.
وأطلق الجناة النار عليها من مسافة قريبة باستخدام مسدس حربي، ما أدى إلى وفاتها فورا، وفق ما أفادت به مصادر محلية.
القوة الأمنية المشتركة حضرت إلى مكان الجريمة، وباشرت تحقيقاتها، في حين جرى نقل جثمان الضحية إلى مستشفى الهمشري بانتظار الكشف الطبي الشرعي.
وفي حادث منفصل داخل المخيم، تعرض الناشط الإعلامي محمد حسون عصر اليوم، لإطلاق نار في قدمه من قبل أحد الشبان، في اعتداء مسلح يعتقد أن خلفيته مرتبطة بنشاط حسون الإعلامي.
وقال الناشط محمود عطايا في اتصال مع “بوابة اللاجئين الفلسطينيين”، إن منفذ الاعتداء على حسون هو شاب معروف بأفكاره “الداعشية” المتطرفة، لكنه لا ينتمي إلى أي جهة تنظيمية.
وأوضح أن الحادثة وقعت بعد نقاش حاد بين الطرفين، تخللته تهديدات من المعتدي، انتهت بإطلاق النار على حسون وإصابته في قدمه.
وأضاف عطايا أن حسون يتلقى حاليا العلاج في قسم الطوارئ بمستشفى الهمشري، وأن حالته الصحية مستقرة.
الجريمتان أثارتا موجة من الاستنكار والغضب بين أبناء المخيم، وسط دعوات شعبية لتسريع التحقيقات وكشف ملابسات الحادثتين ومحاسبة الفاعلين، في ظل تزايد المخاوف من تداعيات أمنية محتملة داخل المخيم، الذي يشهد بين الحين والآخر حوادث مشابهة تهدد الاستقرار المجتمعي.
الأقرع يطالب بتسليم مطلقي النار
من جهته، أدان مسؤول القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة في مخيم عين الحلوة، بلال الأقرع، بشدة حادثتي إطلاق النار المنفصلتين اللتين شهدهما المخيم مؤخرا، وراح ضحيتهما اللاجئة ميرنا ياسين، وأصيب على إثر الثانية الناشط الإعلامي والسياسي محمد حسون.
وأشار الأقرع، في تصريح لـ”بوابة اللاجئين”، إلى أن اللاجئة ميرنا ياسين قتلت داخل منزلها في سوق الخضار بعد اقتحامه من قبل ملثمين، فيما أصيب الناشط محمد حسون برصاصتين في قدميه أثناء مروره في حي الصفصاف، بعد أن أطلق النار عليه المدعو عبد فضة.
واستنكر الأقرع ما وصفه بـ”الفلتان الأمني وكأننا نعيش في غابة”، قائلا: “الناس باتت تتصرف وكأن لا وجود لقوة أمنية أو مرجعيات داخل المخيم، رغم أننا نعمل بجهد وإمكانات محدودة لحماية الأمن”.
وأكد الأقرع أن هذه الحوادث ناتجة عن إشكاليات فردية وعائلية خارجة عن قدرة القوة الأمنية على منعها مسبقا، كاشفا عن خطة جديدة للانتشار الأمني في أحياء المخيم بهدف الحد من الجرائم وإطلاق النار.
وشدد على أهمية رفع الوعي داخل المجتمع، قائلا: “قلناها مرارا وسنكررها: على اللاجئين أن يحكموا عقولهم، وألا يكون السلاح وسيلة لحل الخلافات. لا يجوز شرعا ولا أخلاقا أن تزهق الأرواح لأسباب تافهة يمكن حلها بالحوار”.
وأشار إلى أن القوة الأمنية نفذت مداهمة لمكان سكن قاتل مسعد زرد، وفرضت طوقا أمنيا عليه، لكنه توارى عن الأنظار، مضيفا: “من يؤوي القتلة شريك في الجريمة، وإذا لم يسلم الجاني، قد يقدم على قتل آخر، وهنا يصبح الجميع مشاركا في تفلت أمني خطير”.
وعن حادثة استهداف الصحفي محمد حسون، أكد الأقرع أن المعتدي “شاب خارج عن القانون يدعى عبد فضة”، نفذ الاعتداء بسبب منشور على تطبيق واتساب، واصفا ما حدث بأنه “أمر لا يصدق”.
وطالب وجهاء حي الصفصاف، وكل من “يدعي الغيرة على المخيم”، بالتحرك فورا لتسليم عبد فضة، خاصة أن “القوة الأمنية لا تستطيع الوصول إلى الحي نظرا لحساسيته الأمنية”، داعيا إلى “وقفة رجل واحد لمنع تكرار هذه الجرائم”.
واختتم الأقرع تصريحه بنداء إلى اللاجئين الفلسطينيين، قائلا: “علينا أن نقدم صورة حسنة، وأن نركز جهودنا على دعم أهلنا في غزة الذين يتعرضون لإبادة جماعية، بدل أن نخسر أبناءنا داخل المخيمات في خلافات عبثية”.