شهدت العاصمة الألمانية برلين يوم السبت 21 حزيران 2025 مظاهرة مركزية جماهيرية حاشدة انطلقت من “ساحة الجمهورية” في قلب المربع الحكومي، وصولاً إلى ساحة بوتسدامر، بمشاركة آلاف المتظاهرين الذين لبوا دعوة قوى فلسطينية وألمانية رافضة للحصار الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ أكثر من 17 عاماً.
تحولت شوارع برلين إلى لوحة نضالية حيّة، امتلأت بالأعلام الفلسطينية واللافتات المناهضة للاحتلال، فيما صدحت الحناجر بهتافات تطالب بكسر الحصار، ووقف المجازر بحق المدنيين، ورفع الغطاء السياسي والدبلوماسي عن دولة الاحتلال. الزي الفلسطيني التقليدي كان حاضراً بقوة، إلى جانب الكوفية الفلسطينية التي غطت أكتاف المشاركين، وارتدى العديد من الشبان لباس الكتائب الحمراء في إشارة رمزية لمقاومة الظلم والاستعمار.
ورفعت خلال المظاهرة شعارات تتهم الحكومة الألمانية بالتواطؤ من خلال دعمها غير المشروط لإسرائيل، وتطالبها بتحمّل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية في ظل الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني.
“من برلين إلى غزة… كسر الحصار واجب إنساني”، “لا سلام مع الاحتلال”، و”عار على ألمانيا دعمها لإسرائيل”، كانت من بين الهتافات التي ترددت في سماء العاصمة.
وألقى عدد من المتحدثين كلمات أمام الحشود، حمّلوا فيها الحكومة الألمانية مسؤولية استمرار المأساة الإنسانية في غزة، متهمين إياها بتجاهل القانون الدولي وحقوق الإنسان عبر تسليح وتمويل دولة تمارس الاحتلال والفصل العنصري. كما دعوا إلى فرض عقوبات دولية على إسرائيل ووقف التعامل معها كدولة طبيعية في ظل استمرارها بارتكاب جرائم الحرب والحصار والتطهير العرقي.
وأكد منظمو الفعالية أن هذه المظاهرة تأتي في سياق تحركات متواصلة في عموم أوروبا تهدف إلى كسر جدار الصمت وتوسيع دوائر الضغط الشعبي على الحكومات الغربية، وعلى رأسها الحكومة الألمانية، التي تواصل دعم الاحتلال السياسي والعسكري، بينما تغض الطرف عن معاناة أكثر من مليوني إنسان في قطاع غزة المحاصر.
برلين، التي تُعرف تاريخياً بأنها عاصمة الانقسام والجدران، أصبحت يوم السبت شاهدة على وحدة الأصوات الحرة المطالبة بإسقاط الحصار وكشف جرائم الاحتلال أمام العالم.
مظاهرة 21 حزيران ليست سوى رسالة أولى في صيف الغضب الشعبي، تؤكد أن القضية الفلسطينية حيّة في الوجدان، وأن غزة ليست وحدها.
شبكة التواصل الفلسطيني في برلين
اللجنة الوطنية الفلسطينية الموحدة في برلين
التكثل- الفلسطيني- المستقل.
متحدون من أجل غزه