خلال لقاء حواري في مخيم الرشيدية
أكد عضو قيادة فرع لبنان والمسؤول الإعلامي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان، أحمد مراد، أنه ومهما تصاعدت حرب الإبادة الوحشية الجماعية التي يشنها الكيان الصهيوني الغاصب على أهلنا وشعبنا منذ قيامه، لا سيّما استمرار حرب الإبادة الوحشية على أهلنا في قطاع غزة وعموم الأرض الفلسطينية، ورغم حجم التضحيات الهائلة وسيل الدم المتدفق، ورغم الوجع والألم، فإن شعبنا يزداد يومًا بعد يوم إيمانًا بعدالة قضيته وتصميمًا على مواصلة كفاحه التحرري الوطني حتى هزيمة الاحتلال وإسقاط مشاريعه التصفوية.
كلام مراد جاء خلال لقاء حواري نظمته منظمة الشبيبة التقدمية الفلسطينية، الذراع الشبابي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة، دعمًا وإسنادًا لصمود شعبنا في وجه حرب الإبادة في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس، ولقوى المقاومة في منطقتنا، وتأكيدًا على التمسك بالأونروا باعتبارها الشاهد الحي على النكبة التي ألمّت بالشعب الفلسطيني، وتحت عنوان “دور الشباب في معركة التحرر الوطني”، وذلك عصر يوم الجمعة في مخيم الرشيدية – جنوب لبنان، بحضور ممثلين عن الفصائل واللجان والمؤسسات والاتحادات الفلسطينية، وكوادر شبابية من منظمة الشبيبة الفلسطينية ومنظمة الشبيبة التقدمية الفلسطينية، وعدد من الرفاق والرفيقات.
وقدَّم للقاء عضو قيادة منظمة الشبيبة التقدمية محمد يحيى مرحبًا بالحضور متحدثًا عن أهمية اللقاء في ظل التحديات المصيرية التي تواجه شعبنا وأمتنا، مؤكدًا على الاستمرار في مسيرة الكفاح والمقاومة حتى تحقيق أهداف شعبنا في الحرية والعودة، داعيًا للوقوف دقيقة صمت وقراءة سورة الفاتحة عن أرواح الشهداء الأبطال.
وكان مراد قد استهل مداخلته بتوجيه التحية للرفاق في منظمة الشبيبة التقدمية الفلسطينية على تنظيم هذا اللقاء، مشيدًا بالعلاقة الكفاحية بين الجبهتين المعمدة بالدماء والتضحيات. وشدّد على أهمية تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية بين مختلف مكونات الشعب الفلسطيني السياسية والاجتماعية، وتوحيد كل الجهود والطاقات في معركة التحرر الوطني في مواجهة العدوان والاحتلال المدعوم من قوى الإمبريالية والاستعمارية الغربية، مندّدًا بالصمت والتواطؤ العالمي إزاء المذابح اليومية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة والضفة والقدس، مشيدًا بصمود شعبنا ومقاومته الباسلة.
وأكد أن شعبنا في قطاع غزة يمثل أسطورة تاريخية في الصمود والثبات والتمسك بالأرض، ورفض كل مخططات التهجير والاقتلاع، إضافة لما تمثله المقاومة الفلسطينية في غزة من مثال للإبداع القتالي الذي أذلّ جيش الاحتلال، ومرّغ أنف جنرالاته وقادته وجنوده وآلياته العسكرية برمال غزة الطاهرة.
وأضاف: أمام ما يجري الحديث عنه اليوم من صفقة لوقف حرب الإبادة والتجويع، فإن المقاومة الفلسطينية وشعبنا الفلسطيني قد أبديا، ومنذ اللحظات الأولى لاندلاع معركة “طوفان الأقصى”، درجاتٍ عاليةً من المرونة لوقف حمّام الدم والتخفيف من معاناة شعبنا. إلا أن استمرار العدوان إنما هو نتيجة تعنّت وإصرار حكومة اليمين الصهيوني المتطرفة على الاستمرار بجرائمها، بهدف تحقيق الأهداف الصهيونية التوسعية وأحلامها بإقامة “يهودية الدولة” وطرد الشعب الفلسطيني من أرضه. مؤكدًا أنه وبرغم انفتاح شعبنا على أية مبادرة تضمن وقف سيل الدماء ووضع حد للجرائم الصهيونية المتواصلة، إلا أن شعبنا سيبقى متمسكًا بحقه في مقاومة الاحتلال بكل الوسائل المتاحة، وبما ينسجم مع القوانين الدولية التي تكفل للشعوب الواقعة تحت نير الاحتلال ممارسة كل أشكال المقاومة لنيل حريتها.
وأكد أن شعبنا متمسك بوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” باعتبارها الشاهد الحي على الجريمة التاريخية التي اقترفت بحقه عام 1948، وبما ينسجم مع الأهداف التي أُنشئت من أجلها المنظمة الدولية، حتى عودة الشعب الفلسطيني إلى أرضه ودياره وفقًا للقرار 194، وإقامة دولة فلسطين الديمقراطية على كامل التراب الوطني الفلسطيني. مندّدًا بقرار إدارة الأونروا فصل عدد من المعلمين الفلسطينيين في لبنان، معتبرًا إياه قرارًا كيديًا يستجيب للإملاءات الصهيونية الأمريكية، ويفتقد للحد الأدنى من المعايير القانونية والأخلاقية. داعيًا إلى أوسع حملة تضامن مع المعلمين المفصولين وتصعيد التحركات الجماهيرية المطلبية، الداعية إلى استمرار الأونروا في تقديم خدماتها للاجئين الفلسطينيين في لبنان، في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية القاهرة التي يمر بها أبناء شعبنا في المخيمات والتجمعات الفلسطينية.
وأشاد مراد بدور الشباب الفلسطيني في التصدي للمخططات الصهيونية العدوانية، مؤكدًا أنهم يتصدّون اليوم بالصدور العارية والإرادة الصلبة لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية، وهم يتقدمون الصفوف دفاعًا عن شعبهم وقضيتهم العادلة، مؤكدًا أن جيل الشباب هم أمل المستقبل وجيل التحرير، الذي سيتمكن يومًا من رفع علم فلسطين فوق كل ذرة تراب من فلسطين الطاهرة.
وختم بتوجيه تحية إجلال وإكبار إلى شعبنا الفلسطيني على امتداد أرض فلسطين التاريخية وفي كل مواقع اللجوء والشتات، وهم يسطرون كل يوم صفحة إضافية من صفحات العز والبطولة والمجد، وإلى كل الأحرار والشرفاء والمتضامنين في أمتنا والعالم، وخصة بالتحية الشعب اليمني الشقيق، والمقاومة العراقية، والجمهورية الإسلامية في إيران، لما قدموه من دعم وإسناد للشعب الفلسطيني في معركته في مواجهة العدوان والظلم. وتوجه بالتحية وأسمى مشاعر الوفاء والإكبار إلى أبناء الشعب اللبناني الشقيق، لا سيّما عوائل الشهداء والجرحى وأصحاب البيوت المهدمة، وإلى أبناء القرى الأمامية في الجنوب اللبناني والبقاع الغربي الذين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، في ظل إمعان العدو الصهيوني المدعوم أمريكيًا بمنعهم من العودة إلى بيوتهم وقراهم، في محاولةٍ يائسة لفرض سياسة الأرض المحروقة وإقامة المنطقة العازلة، وفي ظنهم أنهم بذلك يضمنون حماية مستوطناتهم وقطعان مستوطنيهم. مجددًا العهد والوعد للشهداء والأسرى ولكل أبناء شعبنا وشرفاء الأمة وأحرار العالم، على الاستمرار في رفع راية الكفاح والمقاومة حتى التحرير والنصر.