آخر الأخبار

خطة التهجير الإسرائيلية   رفح .. رامون .. أرض الصومال

IMG-20250711-WA0283

حمزة البشتاوي

يعمل الجيش الإسرائيلي وحكومته حالياً على خطة تهجير  ممنهجة، تستهدف في مرحلتها الأولى تجميع مئات آلاف المدنيين من قطاع غزة تمهيداً لحصرهم فيما يسمى (منطقة إنسانية) تقام على أنقاض مدينة رفح، على أن تخضع هذه المنطقة لسلطة أمنية مشددة، وقيود صارمة على الحركة، بما في ذلك منع الخروج منها ومن ثم البدء في ترانسفير إجرامي وفق مسار محدد من قبل الجيش الإسرائيلي يدفع الناس أولاً نحو معسكرات إعتقال تقام في محافظة رفح ومن ثم إلى مطار رامون وصولاً إلى أرض الصومال.

ولا يعتبر هذا المسار وغيره فكرة طارئة بل إن فكرة تهجير سكان قطاع غزة، هي دائماً موجودة على أجندة الجيش الإسرائيلي وحكوماته المتعاقبة.

ويرى بنيامين نتنياهو وإئتلافه الحالي بأن الظروف الحالية وأهوال الحرب، مناسبة لتهجير الفلسطينيين بدعم من إدارة ترامب التي تسمح لنتنياهو بإضافة شروط جديدة في مفاوضات الهدنة، بهدف تطبيق خطط الترحيل القسري، عبر إبقاء قوات إسرائيلية في (محور موراغ) وهو محور يفصل بين مدينتي خان يونس و رفح، مما يعني الإبقاء على إحتلال محافظة رفح بالكامل والتي تقع بين هذا المحور ومحور (فيلادلفيا) على الحدود مع مصر، وقد بدء الإحتلال منذ فترة بعمليات هندسة ديمغرافية قسرية، تهدف إلى محو الوجود الفلسطيني في قطاع غزة.

وبعد رفض مصر والأردن لمخطط التهجير، عمل الأمريكيون والإسرائيليون على إيجاد مناطق أخرى لتهجير الفلسطينيين من غزة إليها، وفي مقدمة هذه المناطق إقليم أرض الصومال الذي أبدا استعداده للدخول في هذا المخطط، بشرط الإعتراف به كدولة مستقلة من قبل المجتمع الدولي، وكان وزير خارجية أرض الصومال قد قال إن بلاده لا تستبعد إستيعاب سكان من قطاع غزة، مقابل الحصول على إعتراف دولي، ولكي نظهر أمام العالم أننا نريد أن نكون دولة محبة للسلام والديمقراطية، ونطالب من يطلب منا إستقبال سكان قطاع غزة أن يبدأ بفتح بعثات دبلوماسية في أرض الصومال.

ولا يعرف أمل قطاع غزة عن أرض الصومال التي تبعد عن غزة نحو 2700 كيلومتر  شيئاً، وتشير المعلومات بأن إقليم أرض الصومال تبلغ مساحته 177 ألف كيلومتر ، ويبلغ عدد سكانه 5,7 مليون نسمة، يتحدثون الصومالية والعربية والإنكليزية، ومعظمهم ينتمي إلى قبيلة إسحاق، ويحظى الأقليم بموقع إستراتيجي هام على خليج عدن وباب المندب، ويعمل الإسرائيليون على إنشاء قاعدة عسكرية فيه، لمواجهة التهديد الصاروخي اليمني المستمر من قبل القوات المسلحة اليمنية إسناداً لغزة، إضافة لتمتع أرض الصومال بموقع جغرافي إستراتيجي في القرن الأفريقي.

ولمنع خط التهجير من رفح عبر مطار رامون إلى أرض الصومال، يجري الإصرار في مفاوضات التهدئة على تفكيك محور موراغ لهدم فكرة ما يسمى المدينة الإنسانية ، التي هي بداية لعملية التهجير المنبوذة من قبل المجتمع الفلسطيني، ورفضها يعتبر قضية وطنية بامتياز، وسط إجماع على عدم تكرار نكبة العام 1948.

 

كاتب وإعلامي

شارك على :

واتس أب
فيسبوك
تويتر
تيليغرام
لينكد إن
بين تريست
الأيميل
طباعة