أحيت حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” – الشعبة الرئيسية فعاليات اليوم الوطني والعالمي بوقفةٍ في ساحة الشعب في مخيّم شاتيلا في العاصمة اللبنانية بيروت، مساء الأحد 3 آب/أغسطس 2025. رُفع خلال الوقفة العلم الفلسطيني، وأُلقيت كلمة الحركة من قِبل عضو قيادتها في بيروت حسن بكير.
وكانت قيادة الحركة في لبنان قد دعت إلى إحياء هذا اليوم تزامنًا مع فعاليات الداخل المحتل، رفضًا للعدوان المستمر وحرب الإبادة ضد شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس، وإسنادًا لأسيراتنا وأسرانا البواسل في سجون الاحتلال.
شارك في الوقفة أمين سر الشعبة الرئيسية أحمد عبادي وأعضاء الشعبة، وقادة الأمن الوطني في مخيّم شاتيلا، وممثلو اللجان الشعبية، والمؤسسات والجمعيات الأهلية الفلسطينية، وكافة الأطر التنظيمية والمكاتب الحركية، وأشبال وزهرات جمعية “أحلام لاجئ”، إلى جانب حشد شعبي وجماهيري واسع.
استُهلّت الوقفة بقراءة سورة الفاتحة لأرواح الشهداء، تلتها كلمة ترحيبية ألقاها عضو الشعبة صلاح الحاج، حيّا فيها صمود شعبنا الفلسطيني في غزة والضفة الغربية والقدس، وأشاد بالأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال.
وفي كلمة حركة “فتح”، أكّد بكير أنّ نهر الدم الفلسطيني لم يجف منذ أكثر من سبعة عقود، مشيدًا بالصمود الأسطوري لشعب يُذبح ولا يركع، يُحاصر ولا يستسلم، يُجرح ولا ينكسر. واعتبر أنّ غزة اليوم ليست مجرد جغرافيا، بل هي عنوان الكرامة ومقياس الإنسانية، واختبارٌ حقيقيّ لضمير العالم.
وقال بكير: “في غزة يُدفن الأطفال تحت الركام وتُباد العائلات عن بكرة أبيها، وفي الضفة الغربية يُعدم الشباب في الطرقات، وتُسرق الأراضي والبيوت والمقدسات، وعلى أبواب الأقصى يُشنق التاريخ وتُغتال الذاكرة، وكل ذلك على مرأى ومسمع العالم”، مدينًا الصمت العربي والدولي المذلّ والمتواطئ بصيغته السياسية والمخزي بصيغته الأخلاقية، ومشدّدًا على أنّ من لا يقف اليوم مع فلسطين، فهو حتمًا يقف في صف القاتل.
كما شدّد على حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال بكل الأشكال والوسائل التي كفلتها المواثيق الدولية، مؤكّدًا أنّ الاحتلال لا يُزاح بالمناشدات، بل يُكسر بالإرادة والمواجهة الشعبية، وبالصمود، وبالبندقية، وبالكلمة والموقف، وبالوحدة والإيمان بعدالة القضية.
ودعا بكير إلى إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية الحقيقية تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، بقيادة سيادة الرئيس محمود عباس. كما وجّه تحية عز وإجلال إلى الأسيرات والأسرى في المعتقلات الصهيونية، واصفًا إياهم بمشاعل النور في زمن العتمة، وحراس الكرامة في زمن السقوط.
واختتم كلمته بتحيةٍ لكل طفل يكتب اسمه على جسده النحيل خوفًا من أن يُذبح دون أن يُتعرّف عليه، ولكل أمّ تودّع أبناءها واقفة كالجبل، ولكل المقاومين والأسرى والشهداء، ولكل الأحرار في العالم الذين ما زالوا يرفعون علم فلسطين رغم كل الظروف والتحديات.