أطلقت رابطة الفلسطينيين المهجرين من سوريا إلى لبنان نداءً إنسانياً عاجلاً لتسليط الضوء على الأوضاع المأساوية التي يواجهها اللاجئون الفلسطينيون من سوريا في لبنان. تؤكد الرابطة أن الظروف المعيشية والقانونية والاقتصادية لهؤلاء اللاجئين هي الأسوأ على الإطلاق، حيث يفتقرون إلى الحماية القانونية وتتراجع خدمات وكالة “أونروا” بشكل حاد. يعيش معظم هؤلاء اللاجئين في مخيمات تفتقر للبنية التحتية الأساسية، ويعانون من مستويات فقر وبطالة مرتفعة جداً، إضافة إلى القيود الصارمة المفروضة على عملهم وحركتهم.

العديد من اللاجئين لا يملكون أوراق إقامة قانونية، مما يجعلهم عرضة لخطر التوقيف أو الترحيل، ويحرمهم من الوصول إلى الوثائق الضرورية لمتابعة حياتهم اليومية. كما يواجهون صعوبة بالغة في إيجاد فرص عمل كريمة، إذ يُمنعون من ممارسة العديد من المهن، مما يدفعهم للعمل في السوق غير الرسمية بظروف استغلالية.

تتفاقم الأزمة الإنسانية بسبب تراجع خدمات “أونروا” بنسبة 60%، ما أدى إلى نقص حاد في المساعدات المادية والغذائية، وتدهور الخدمات الأساسية في المخيمات مثل المياه والصرف الصحي والكهرباء. وتتجاوز المعاناة الجانب المعيشي لتشمل قطاعي الصحة والتعليم، حيث يجد اللاجئون صعوبة في الحصول على الرعاية الطبية بسبب ارتفاع التكاليف، كما أن أطفالهم يعانون من التسرب المدرسي بسبب عدم قدرة العائلات على تحمل نفقات الدراسة.

وفي ختام بيانها، حذرت الرابطة من خطورة استمرار تجاهل معاناة اللاجئين، ودعت المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية إلى التحرك الفوري وتقديم الدعم العاجل. وشددت على أن الحل الجذري الوحيد لهذه القضية هو حقهم في العودة إلى ديارهم. يعيش حالياً في لبنان نحو 27 ألف لاجئ فلسطيني مهجر من سوريا، 90% منهم تحت خط الفقر ويعتمدون بشكل كبير على المساعدات المتقطعة من “أونروا“.