عصام الحلبي – صيدا
منذ أسابيع يعيش سكان الحي الشمالي الشرقي في منطقة سيروب، ضواحي مدينة صيدا، أزمة متواصلة مع انقطاع المياه. الأحياء الممتدة من المفرق وصولاً إلى الفيلات وعين الحلوة حتى ما يُعرف بـ”الكوع القوي”، تحولت إلى مساحة معاناة يومية، حيث يبحث الأهالي عن أي وسيلة لتأمين المياه لعائلاتهم.
المعاناة ليست فقط في الانقطاع المستمر، بل في الكلفة الباهظة التي يفرضها شراء المياه. فخزان الألف ليتر يتراوح ثمنه بين 400 و450 ألف ليرة لبنانية، بالكاد يكفي لعائلة ليومين أو ثلاثة. وهو رقم يثقل كاهل الأسر ذات الدخل المحدود، التي بالكاد تستطيع مواجهة أعباء المعيشة.
ورغم مراجعات الأهالي المتكررة للمعنيين ومؤسسة المياه، تبقى الحلول ترقيعية ومؤقتة. مرة يقال إن “المياه ضعيفة”، وأخرى أن “المحطة بلا مازوت”، لكن النتيجة واحدة ،صنابير جافة وناس يلهثون خلف الصهاريج.
من جانبهم، يناشد سكان الحي أصحاب صهاريج المياه أن يقفوا معهم في هذه الظروف العصيبة، عبر تخفيض الأسعار أو اعتماد تسعيرة تراعي أوضاعهم المعيشية، فالماء حاجة يومية لا يمكن الاستغناء عنها.
أما على صعيد الجهات الرسمية، فيطالب الأهالي بخطوات واضحة وعملية، أبرزها:
تأمين المازوت بانتظام لتشغيل محطات الضخ.
وضع برنامج معلن لتوزيع المياه على الأحياء بشكل عادل.
إصلاح الشبكات ومعالجة الأعطال بشكل دائم.
ضبط أسعار الصهاريج ومنع الفوضى والاستغلال.
في ظل هذه المعاناة المستمرة، لا يزال سكان سيروب الشمالي الشرقي ينتظرون حلاً جذريًا يعيد إليهم حقهم الطبيعي في المياه، ويُنهي رحلة البحث اليومية عن خزان لا يكفي سوى ليوم