ي إطار مهرجان الوفاء لشهداء شعبنا في الضفة الغربية وقطاع غزة، نظّمت منظمة التحرير الفلسطينية وحركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” – قيادة منطقة بيروت، من خلال المكتب الطلابي الحركي، احتفالاً تكريمياً للطلاب الفلسطينيين الذين اجتازوا بنجاح الامتحانات الرسمية في شهادة الثانوية العامة اللبنانية (البكالوريا) بفروعها كافة. أقيم الاحتفال في مقر رابطة أبناء بيروت – منطقة حرش قصقص في العاصمة اللبنانية بيروت، وذلك مساء يوم السبت الواقع في الثالث والعشرين من شهر آب/أغسطس لعام 2025.
شهد الاحتفال حضوراً رسمياً وشعبياً بارزاً، تقدمهم أمين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين “المرابطون” العميد مصطفى حمدان، وعضو إقليم حركة “فتح” في لبنان ومسؤول الشبيبة والطلاب في الإقليم الأخ نزيه شما، وعضو إقليم حركة “فتح” ومسؤول الإعلام في لبنان الأخ علي خليفة، وأمين سر حركة “فتح” وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في منطقة بيروت الأخ خالد عبادي وأعضاء قيادة المنطقة، إلى جانب أمين سر الشعبة الرئيسية الأخ أحمد عبادي وأعضاء الشعبة، وأمين سر الشعبة الغربية الأخ أيمن حسين وأعضاء الشعبة، وكافة الأطر التنظيمية في المنطقة. كما حضر مسؤول رابطة أبناء بيروت الأخ إبراهيم كلش وأعضاء الرابطة، إضافة إلى الطلاب الخريجين المكرّمين وذويهم وعدد من الشخصيات الاجتماعية والتربوية.
استُهل الحفل بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً وإكباراً لأرواح الشهداء الأبرار، وقراءة سورة الفاتحة على أرواحهم الطاهرة، ثم عُزف النشيدان الوطنيان اللبناني والفلسطيني تلاهما نشيد “فتح” الثوري.
بعد ذلك، ألقت عريفة الحفل ومسؤولة الطلاب في الشعبة الرئيسية الأخت فاطمة عويد كلمة ترحيبية، مؤكدةً أن هذا المهرجان الذي حمل عنوان “الوفاء لشهداء غزة والضفة” يجمع بين شرف وعظمة النجاح في الميدان الدراسي، وقداسة الشهادة الممهورة بدماء الشهداء، موجّهة تحية صمود إلى شعبنا الفلسطيني في كل أماكن وجوده.
وألقى العميد مصطفى حمدان كلمة استهلها بتوجيه التحية إلى روح القائد الرمز الرئيس الشهيد ياسر عرفات وجميع شهداء الثورة الفلسطينية، شاكراً قيادة حركة “فتح” على دعوته للمشاركة في هذه المناسبة المشرّفة. وأكد حمدان أن هذا النجاح الذي يحققه طلاب فلسطين في لبنان يشكّل خطوة مهمة على طريق مواصلة مسيرة التحرير والعودة إلى أرض الوطن، مشدداً على أن الشباب الفلسطيني، سواء في الوطن أو في مخيمات الشتات، هم الذين أحدثوا التغيير ورفعوا العلم الفلسطيني عالياً في مختلف عواصم العالم. ودعا الخريجين إلى التمسك بوصية الشهيد عرفات المتمثلة بتحرير الأرض والعودة إلى فلسطين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، مؤكداً أن الفلسطينيين في لبنان لا يرون أمامهم سوى العودة إلى ديارهم وكنائس ومساجد القدس.
وفي كلمة الخريجين، عبّر الطالب محمد موسى عن امتنانه لله عز وجل لتحقيق حلم النجاح، موجهاً الشكر إلى جميع من وقف إلى جانب الطلاب وساهم في دعمهم، ولا سيما قيادة حركة “فتح”. وأكد أن طريق العلم كان مليئاً بالصعوبات والتحديات، إلا أن الإرادة القوية والتمسك بسلاح المعرفة مكنهم من تجاوز العقبات وتنفيذ وصايا الشهداء الأبرار، معتبراً أن التخرّج ليس نهاية المطاف، بل هو بداية لمسيرة بناء الوطن القوي المزدهر واستكمال مسيرة الشهداء والأسرى حتى تتحقق الحرية والاستقلال.
كلمة حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” ومنظمة التحرير الفلسطينية، ألقاها أمين سر الحركة في منطقة بيروت الأخ خالد عبادي، الذي توجه بالتهنئة القلبية الحارة إلى جميع الخريجين، متمنياً لهم مزيداً من النجاح في المراحل الدراسية القادمة، خاصة في دراستهم الجامعية. وأكد عبادي أن التعليم يشكّل ركناً أساسياً من أركان الثورة الفلسطينية، مستشهداً بمسيرة مؤسس الثورة الرئيس الشهيد ياسر عرفات الذي كان حريصاً على ألّا يبقى أي فلسطيني خارج مقاعد الدراسة، إيماناً منه بأن العلم، إلى جانب البندقية، هو السبيل لتحرير فلسطين.
وأشار عبادي في كلمته إلى ضرورة النأي بالشعب الفلسطيني في لبنان عن أي سياقات أو صراعات لا تمتّ إلى قضيته بصلة، مؤكداً التزام الفلسطينيين بالقانون اللبناني وبالبيان الرئاسي المشترك الصادر في 21 أيار، وبحق الدولة اللبنانية في بسط سيادتها وسلطتها على كامل أراضيها. كما جدّد المطالبة بمنح الشعب الفلسطيني في لبنان كامل حقوقه المدنية والإنسانية ريثما تتحقق العودة إلى فلسطين. وختم كلمته بشكر كل من يقف إلى جانب الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة الصعبة، مشيداً بتضحيات أهلنا في غزة والضفة والقدس في مواجهة اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه.
تخلل المهرجان فقرتان تراثيتان قدّمتهما فرقة البيادر للفنون الشعبية، تميزتا بالأهازيج والدبكة التي ألهبت مشاعر الحضور وعززت أجواء الانتماء الوطني.
وفي الختام، كرّمت “فتح” الطلاب الناجحين بمنحهم شهادات تقدير وهدايا رمزية، وسط أجواء احتفالية غامرة بالفخر والاعتزاز.