بوابة اللاجئين الفلسطينيين
شهدت المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان، اليوم الخميس 9 تشرين الأول/أكتوبر 2025، من جنوبه إلى شماله مرورًا بالبقاع، فعاليات جماهيرية ومسيرات ووقفات تضامنية، احتفاءً بإعلان اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة بعد عامين من الحرب المدمّرة، وتأكيدًا على وحدة الشعب الفلسطيني ودعم صمود أهالي القطاع في مواجهة العدوان والحصار.
مخيم البداوي.. تظاهرة جماهيرية حاشدة احتفالاً بوقف الحرب على غزة
وشهد مخيم البداوي شمال لبنان تظاهرة جماهيرية حاشدة شارك فيها المئات من الأهالي، ابتهاجًا بوقف الحرب على غزة وانتصار المقاومة الفلسطينية.
وجابت التظاهرة شوارع المخيم وسط أجواء مفعمة بالفرح والنصر، حيث رفعت الأعلام الفلسطينية، وردّد المشاركون هتافات مؤيدة للمقاومة ومجدّدة الوفاء لذكرى الشهداء الذين ارتقوا خلال معركة “طوفان الأقصى”.
وانطلقت الفعاليات من أمام محطة سرحان بمشاركة الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية والفعاليات الاجتماعية، حيث عبّر الأهالي عن فرحتهم بوقف إطلاق النار الذي أنهى معاناة إنسانية قاسية استمرت لعامين.
وخلال التظاهرة، دعا المشاركون إلى تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية وتوحيد الصفوف خلف خيار المقاومة، مؤكدين أن الشعب الفلسطيني “لن يركع ولن يساوم”، وأن معركته في غزة جسّدت إرادة الحرية والكرامة.
وشهدت التظاهرة كلمة باسم فصائل منظمة التحرير الفلسطينية ألقاها عضو قيادة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في لبنان عاطف خليل، شدّد فيها على ضرورة استمرار دعم غزة ومساندة أهلها، حتى تتحقق العدالة والسلام.
وقال خليل في كلمته: “معركة غزة الأخيرة برهنت أن المقاومة ليست خياراً عابراً، بل هي قدر هذا الشعب الذي وُلد من رحم النكبة، وعاش على درب النضال، وها هو اليوم يكتب درساً في العزّة والصمود قائلاً بصوتٍ واحد: لن نركع، لن نساوم، وسنواصل طريق الحرية مهما طال الزمن”.
وأضاف خليل:”ندعو من هنا إلى إنهاء الانقسام البغيض الذي أضعف جبهتنا الداخلية، فدماء الشهداء في غزة والضفة والقدس تستحق أن تثمر وحدة وطنية وبرنامجاً كفاحياً شاملاً يعبّر عن وحدة الشعب والمصير والهدف”.
وأكدت الفصائل أن التظاهرة تأتي تعبيرًا عن وحدة الموقف الثابت للشعب الفلسطيني في التمسك بحقوقه الوطنية، ومطالبةً بـفتح المعابر وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة لمساندة غزة ودعم مقاومتها في وجه الاحتلال.
مخيم نهر البارد.. مسيرة جماهيرية احتفاءً بوقف إطلاق النار ودعمًا للمقاومة
كما شهد مخيم نهر البارد شمالي لبنان، مساء اليوم الخميس، مسيرة جماهيرية حاشدة احتفاءً بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتعبيرًا عن الدعم الشعبي لصمود المقاومة الفلسطينية.
وانطلقت المسيرة من أمام مجسّم لفظ الجلالة “الله” وجابت شوارع المخيم بمشاركة واسعة من الأهالي والفصائل الفلسطينية والحراكات الشعبية، حيث ارتفعت الأعلام الفلسطينية ورايات فصائل المقاومة على وقع الأناشيد الوطنية والهتافات المؤيدة لغزة والمقاومة.
وألقى فراس علوش، عضو الحراك الشعبي الفلسطيني في لبنان، كلمةً باسم النشطاء وجّه فيها التحية إلى أبناء الشعب الفلسطيني الصامدين في وجه العدوان، وإلى كل من وقف إلى جانب القضية الفلسطينية في مختلف أنحاء العالم، مؤكدًا أنّ “وقوف الأحرار معنا كان وما يزال سندًا عظيمًا في زمن المحنة، وسطّر تاريخًا من التضامن الذي لن يمحى”.
وقال علوش: إنّ “الهدنة المؤقتة لن تنهي مقاومتنا المشروعة ضد هذا الكيان الصهيوني المتهالك والمعزول دوليًا”، مشددًا على أنّ “الثبات والوحدة هما السبيل للحفاظ على الحقوق والكرامة”.
كما دعا إلى “إعادة النظر في المواقف العربية والإسلامية تجاه فلسطين، والعمل الجاد لنصرة المسجد الأقصى والمقدسات، لأن التقاعس عن نصرة الحق هو خسارة للجميع”، مختتمًا بالدعوة إلى توحيد الصفوف وتكثيف الجهود الإنسانية والسياسية لدعم الشعب الفلسطيني، ومؤكدًا أن عزيمة الفلسطينيين لا تُكسر، وأن نضالهم سيبقى مستمرًا حتى نيل الحرية والعودة وإقامة الدولة المستقلة.
مخيم عين الحلوة.. مسيرة انتصار للمقاومة واحتفاء بالاتفاق
وفي مخيم عين الحلوة جنوبي لبنان، انطلقت مسيرة جماهيرية واسعة مساء اليوم انتصارًا للمقاومة الفلسطينية واحتفاءً بوقف إطلاق النار في غزة بعد عامين من العدوان المتواصل.
وجابت المسيرة شوارع المخيم وسط مشاركة حاشدة من الأهالي، حيث رفعت الأعلام الفلسطينية، وردّد المشاركون هتافات مؤيدة للمقاومة والمطالبة بإنهاء الحصار، مؤكدين أن انتصار غزة هو انتصار لكل الفلسطينيين في الوطن والشتات، وأن خيار المقاومة أثبت قدرته على فرض المعادلات السياسية والعسكرية.
مخيم الجليل في البقاع.. مسيرة دعم لغزة وتأكيد على وحدة الموقف
وفي مخيم الجليل في بعلبك، نظم الأهالي مسيرة حاشدة احتفاءً بوقف إطلاق النار، بمشاركة الفعاليات الشعبية وشيوخ المخيم والفصائل الفلسطينية.
وخلالها، ألقى المسؤول السياسي لحركة “حماس” في بعلبك وائل عدوان كلمة أكد فيها أن “غزة انتصرت والشعب الفلسطيني وضع الحرب أوزارها مرفوع الرأس”، مشيرًا إلى أن سلاح المقاومة سيبقى، وأن أحلام نتنياهو وترامب تحطمت أمام صمود غزة.
وشدد عدوان على أن “المعابر ستفتح رغم الألم والجراح”، مؤكدًا أن صمود غزة هو منبع قوة للأمة العربية والإسلامية، وأن تضحيات الفلسطينيين ستثمر حرية قادمة.
وأشار المشاركون إلى أن هذه المسيرة تأتي استمرارًا للوقفات التضامنية التي نظمها أهالي المخيم طوال العامين الماضيين من الحرب والإبادة على غزة، مؤكدين دعمهم للمقاومة وصمود القطاع.
تكبيرات في المخيمات الفلسطينية من الجنوب إلى الشمال
وفي موازاة هذه الفعاليات، شهدت المخيمات الفلسطينية في لبنان، من الجنوب إلى الشمال، تكبيرات في المساجد عقب الإعلان عن وقف إطلاق النار في غزة، تعبيرًا عن الفرح بانتهاء العدوان ودعمًا لصمود الفلسطينيين في القطاع.
ومن المقرر أن تتواصل الفعاليات الشعبية خلال الساعات والأيام المقبلة في مختلف المخيمات، احتفاءً بوقف إطلاق النار وتأكيدًا على وحدة الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات، وتضامنًا مع أهالي غزة الذين صمدوا في وجه حرب الإبادة والحصار.
وبحسب مراسلينا، تؤكد هذه الفعاليات الممتدة من مخيم البداوي شمالًا إلى عين الحلوة والرشيدية جنوبًا والجليل في البقاع أن الشعب الفلسطيني في لبنان يقف صفًا واحدًا خلف غزة، ويعبّر عن وحدة الدم والمصير في مواجهة الاحتلال، وأن انتصار المقاومة هو انتصار لكل الفلسطينيين في الوطن والشتات.
كما تجسّد هذه المسيرات والوقفات، رغم الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشها الفلسطينيون في لبنان، تمسكهم بهويتهم الوطنية وانتمائهم لفلسطين، وإصرارهم على أن تبقى غزة رمزًا للصمود الفلسطيني.