جهاد دكور

النكبة مرة المذاق
حيث الحيف وترك الوطن والارض والارتزاق
والذل والهوان وتسلط الاعداء.
والالم والحسرة
وبعد الاخوان والخلان والاصدقاء…
ولكن شعبنا رغم
الشتات والقهر لم
ولن يستكن بل قدم ويقدم شلالات الدماء
ويأمل يقينا بقهر
الاعداء والعودة
المظفرة بالوحدة
والتلاق. فلا هوادة ولا مساومة مع الغاصبين الاعداء.
مهما طال الزمن
واشتد البلاء.
معلوم انه بلغ عدد
الشعب الفلسطيني حوالي
خمسة عشر مليونا منثورين في شتى انحاء المعمورة معظمهم
في بيت المقدس
واكناف بيت المقدس وهم مرابطون حتى يوم التلاق.
التقى الحاج ابو
منصور الجليلي
الصفدي بحفيدته
اليافعة بعد طول
فراق. فجلس يتسامر معها ذاكرا
امامها ايام السعادة والهناء عندما كان بمدينته وارضه وزرعه وحصاده
ومؤونته والانتاج.
والزيت والزيتون
والتين والاعناب
وما لذ وطاب من
مأكولات ومشروبات وسهرات ومسرات
قال لها مازحا معددا لها بعض الطبخات التي انقرضت او كادت.
هل تعرفين اللزاقيات،الزلابية
الرشتاي،كبة الحيلة،الاقراص
المنسوفة،ابو آمنة
الششبرك،الزقاليط
اللبنية…؟
شدهت البنية بما
سمعت من طبخات التي لم
تتذوقها او حتى لم تسمع بها وصارت تقول لأ لا لأ…
ضحك الجد حتى
بدت نواجذه.
فقالت البنية:لا تفرح يا جدي لاعتقادك بانك انتصرت علي وعلى ثقافتي المنزلية.لكن بالمقابل ياجدي العزيز الذهب الابريز هل تعرف
الكرسبي، النغت
الفهتا،الهمبيرغر
الشاورما البصطرما، المقانق
السجق…؟
حوقل الجد واسترجع لان هذه
الطبخات لم يتذوقها وان سمع
ببعضها.فقال قول
عرف محقق فعلا
انقلب الزمان وتغيرت الاحوال
وهذا منطقي.
فصراع الاجيال
وتغير المفاهيم
وحتى الاكلات
وتدفق المخترعات وتطور العلم والحياة صار من
الصعب استيعاب
كل تلك المعلومات
فلكل زمن حيثيات ومفاهيم
ودولة ورجال.
فسبحان مغير الاحوال ولا حول
ولا قوة الا بالله
العلي العظيم الذي
لا يحول ولا يزول.