بمناسبة يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني، وبمبادرة من المنظمات الشبابية والطلابية اللبنانية والفلسطينية في صيدا والجوار، نُظّمت في بلدية صيدا ندوة بعنوان: “القضية الفلسطينية بعد الطوفان وأبعادها في الداخل الفلسطيني والساحة العالمية”.
شارك في الندوة ممثّلون عن الأحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية، إضافة إلى حشد من الفاعليات السياسية والاجتماعية والشبابية.
افتُتحت الندوة بالنشيدين اللبناني والفلسطيني، ثم ألقى علي عفارة، من المكتب الطلابي للتنظيم الشعبي الناصري، كلمة ترحيبية أكّد فيها استمرار نضال الشعب الفلسطيني منذ النكبة، وحقّه المشروع في الدفاع عن أرضه، مشيرًا إلى التحوّلات الدولية التي تعيد الاعتبار للقضية الفلسطينية. كما شدّد على تمسّك المنظمات الشبابية والطلابية في صيدا والجوار بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني حتى تحقيق حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
قدّم الدكتور حسن أحمد، الباحث في العلاقات الدولية، مداخلة بعنوان “تحولات ما بعد طوفان الأقصى ودور المقاومة في المشهد الدولي”، تطرّق فيها إلى التحوّلات التي أوجدها طوفان الأقصى، مؤكدًا أن ما جرى عزّز سردية المقاومة وحقّها المشروع في الدفاع عن الوجود. واستعرض عدداً من النقاط أبرزها: فرض المقاومة في غزة ولبنان معادلة ردع جديدة، إبراز القضية الفلسطينية كقضية عالمية ومحاصرة الكيان على المستوى الدولي، سقوط أولوية الاعتبارات الأمنية على حساب حق تقرير المصير، إضافة إلى التحوّلات الإقليمية ولا سيما في الدور المصري أمام التهديدات الإسرائيلية. وختم مؤكدًا أن المقاومة حق أصيل كفلته القوانين الدولية، وهي عنصر أساسي في الصراع حتى نيل الحقوق كاملة.
كما قدّم الأستاذ فتحي كليب، الباحث في شؤون اللاجئين، مداخلة بعنوان “الحرب الثقافية وإعادة صياغة الرواية في ظل العدوان”، ركّز فيها على البعد الثقافي والإعلامي للصراع. وأشار إلى وجود غرف إدارة أميركية–إسرائيلية تعمل على فرض رواية جديدة تهدف إلى طمس سردية الشعب الفلسطيني. واعتبر أن طوفان الأقصى جاء نتيجة طبيعية لسياسات الاحتلال، وأن الشعب الفلسطيني ما زال ثابتًا رغم التضحيات.
ولفت كليب إلى ثلاث ضربات استراتيجية أصابت الكيان، وهي: زعزعة شعور الأمن، اهتزاز الردع، وسقوط قدرة الحسم السريع. وختم بالتأكيد أن الاحتلال يطيل أمد الحرب لاستهداف ثقافة المقاومة، داعيًا إلى حوار وطني فلسطيني شامل لمواجهة المخططات الإسرائيلية.





