في سياق أسبوع التضامن مع الشعب الفلسطيني، نظّم “الاتحاد العام لطلبة تونس”، بالتنسيق مع المكتب الفيدرالي في كلية الآداب في مدينة منوبة التونسية، فعالية تضامنية مع الشعب الفلسطيني، تخلّلها العديد من أشكال التعبير الفني والثقافي، وتضمّنت ندوة علمية حول طرائق إسناد الشعب الفلسطيني، وذلك بحضور ومشاركة أكاديميين وناشطين من تونس وفلسطين المحتلة.
وسلّطت الندوة الضوء على المهام الطلابية التي تتمثّل أساسًا في الحركة النضالية للطلبة الداعمة للنضال الفلسطيني والمتصدّية لامتدادات الكيان الصهيوني، بما يستدعيه ذلك من عملية مَأْسَسَة واستمرارية ووعي.
وقدّم رئيس مركز “دراسات أرض فلسطين”؛ الدكتور عابد الزريعي، مداخلة بعنوان “طوفان الأقصى: إنجازات وتحدّيات ومَهام”.
وفي تصريح خاص بموقع “العهد”، قال الزريعي، إنّ “الرسالة الأساسية الموجَّهة إلى الطلبة من خلال هذه الفعالية هي ضرورة مَأْسَسَة حركة طلابية منظمة، مستمرة، واعية، منخرطة في دعم النضال الفلسطيني، ومتصديّة لأيّ امتداد أو تطبيع مع الكيان الصهيوني، ومستفيدة من طاقات الطلبة واختصاصاتهم الأكاديمية”.
وأضاف الزريعي: “في ظلّ الوضع الإنساني الصعب في قطاع غزة الذي تعيشه الجماهير الفلسطينية، هناك أصوات عديدة بدأت تشكّك في معركة “طوفان الأقصى” وتروّج للهزيمة. أردنا من خلال هذه المداخلة أنْ نؤكّد على العديد من القضايا أهمها: مشروعية “طوفان الأقصى” بوصفها حلقة في سلسلة نضال الشعب الفلسطيني من أجل تكريس حقّه في تقرير مصيره”.
إنجازات “الطوفان”
وتابع الزريعي قائلًا: “بالنسبة إلى إنجازات معركة “طوفان الأقصى”، اعتمدنا على القانون الذي ثبّتته حركات التحرُّر الوطني في تجربتها النضالية على مدى التاريخ. هذا القانون يتحدّد في ثلاث نقاط تُطرح كتساؤلات، أهمها: هل عجزت شرعية المقاومة أم لا؟ وهل خلقت هذه التناقضات في صفوف العدو أم لا؟ هل خلقت هذه المعركة تعارضات بين العدو وتحالفاته على الصعيد الدولي أم لا؟”.
وواصل قوله: “بالنسبة إلى “طوفان الأقصى”، وعلى ضوء هذه المقاييس الثلاثة، نستطيع أنْ نقول بارتياح إنّ “طوفان الأقصى” قد عزّز شرعية المقاومة على مستوى العالم، وكل الحشد الجماهيري والتضامني الذي نشهده على مستوى العالم هو نتاج المعركة”.
ولفت الانتباه إلى أنّ “معركة “طوفان الأقصى” استطاعت أنْ تخلق تناقضات عميقة داخل الكيان الصهيوني بين المستوى السياسي والعسكري والاجتماعي وداخل كل مستوى من هذه المستويات”، فـ”الكيان الصهيوني بات معزولًا على الصعيد الدولي”، بحسب الزريعي.
نقلة نوعية
وهذه الإنجازات الثلاثة التي حققتها معركة “طوفان الأقصى”، وفق الزريعي، “تمثّل نقلة نوعية في النضال الوطني الفلسطيني”.
وأردف قائلًا: “بالنسبة إلى التحدّيات التي نواجهها الآن، تندرج كلّها تحت عنوان واحد هو محاولة إجهاض الإنجازات التي حقّقتها معركة “طوفان الأقصى””.
وتحدث عن “التحدّي الذي يتبدّى في استمرار الكيان الصهيوني في خرق وقف إطلاق النار ومحاولة تكبيد المقاومة كلفة إنسانية بالغة”، مشيرًا إلى أنّ هذا التحدي “يتبدّى أيضًا في خطة ترامب وفي قرار مجلس الأمن رقم 2803، ويتبدّى كذلك في ما يجري في الضفة الغربية من محاولات ضم جارية على قدم وساق”.
وختم الزريعي حديثه إلى “العهد” بالقول: “في مواجهة هذه التحدّيات، نحن نستعد للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار. ونعرف أنّنا مُقدِمون على اشتباك سياسي كبير يظهر في محاولة نزع سلاح المقاومة، وطرح القوة الدولية وطرح إدارة قطاع غزة. وبالنسبة إلى إدارة قطاع غزة، فلن تكون إلّا بيد أبناء القطاع كما تمّ الاتفاق وطنيًا ومع الجانب المصري”.
افتتح الندوة عميد كلية الآداب؛ الدكتور منصف التايب، والذي تحدث في كلمته عن أهمية الدور الطلابي لدعم قضية فلسطين، وشدّد على “ضرورة تعميق الوعي لدى الطلاب ولدى الجيل الجديد حول أهمية الانتماء والالتزام بقضية فلسطين في كل الساحات النضالية”.
ثم تحدث عضو “تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين”، غسان الهنشيري، عن تجربته التنظيمية في “أسطول الصمود” البري و”أسطول الصمود” البحري لكسر الحصار عن غزة.
من جهته، تطرّق الناشط حاتم العويني إلى مشاركته في “أسطول الصمود” البحري الأول وتجربة الأسر في سجون الاحتلال قبل الإفراج عنه.
وأكّد العويني “أهمية تنويع وإبداع أشكال نضالية جديدة تُرسّخ الوعي حول فلسطين وكسر الحصار الجائر عن غزة، ووقف حرب الإبادة التي تستهدف كل فلسطين”.