وطنية – بعلبك – أقامت العشائر العربية والتركمانية في دارة عضو مجلس بلدية بعلبك المنتخب إبراهيم أحمد عجم في محلة عدوس، حفل تكريم لمسؤول منطقة البقاع في”حزب الله” الدكتور حسين النمر، والأمين العام لحزب “البعث” علي يوسف حجازي، بحضور النائب ينال صلح وفاعليات دينية وحزبية وبلدية واختيارية واجتماعية.
النمر
واستهل النمر، كلمته بتوجيه الشكر إلى عشائر التركمان وعشائر العرب “على هذه الاستضافة والاستقبال الحاشد، ولوفائهم وحضورهم، فقد أثبتوا خلال الاستحقاق الانتخابي في بعلبك أنهم الأوفياء”.
وقال: “الموضوع الأساس هو قضيتنا الكبرى فلسطين وقضية القدس، ولا يمكن في أي حمأة من الاستحقاقات أن ننسى هذه القضية. اليوم تخلى العالم عن القدس وعن فلسطين، وما زالت غزة تحت النار، أبناؤها يجوعون ويقتلون، نساؤها يسبون، ورجالها يستشهدون، غزة جريحة ومتألمة وهي تستغيث، لا يمكن ان ننسى غزة وننسى أهلها، نحن نقف إلى جانبكم يا أهل غزة وفلسطين، قدمنا معكم الكثير من التضحيات وأغلى ما لدينا في هذا الوجود، وما زالت مشاعرنا وقلبنا ووجداننا معكم، وما زلنا معكم في المعركة، الفارق أنتم في معركة مباشرة أمام غطرسة هذا العدو، ونحن ما زلنا في معركة في لبنان، العدو يعتدي يوميا على مدننا وقرانا، يضرب ويقتل، ولا من أحد يحاسب في هذا العالم”.
وتابع: “هنالك من في هذا العالم يقول أن تحرير الأرض والمواجهة مع العدو تكون بالدبلوماسية، نقول لهم هل الدبلوماسية استطاعت أن تنقذ غزة وتحفظ نساءها وأطفالها من القتل والتجويع؟! هل استطاعت الدبلوماسية ان تنصر هذا الشعب وأن توقف غطرسة العدوان الصهيوني عن كل البلدات اللبنانية من جنوبه إلى بقاعه؟ هل تعولون على أن الدبلوماسية يمكن ان تنجز انجازا او تحق حقا؟ نحن برأينا، لا يمكن أن يحق حق بدون قوة. اليوم هذا العالم كله لا يفهم إلا بالقوة، هو ينجز إنجازا دبلوماسيا تحت القوة وفي وقت آخر يتعامل مباشرة بالقوة، لذلك لا خيار نهائي أمام الشعوب المظلومة والمستضعفة التي تقف إلى جانب الحق، ولا خيار أمام شعب فلسطين وأهل غزة إلا المقاومة. شاهدنا ما حصل في الأيام الأخيرة بالدبلوماسية، جاء ترامب إلى الشرق الأوسط وإلى منطقة الخليج، جمع الكثير من التريليونات وأخذها، بالله عليكم لو أعطيت هذه الأموال لبناء غزة وسوريا وإعادة إعمار لبنان، لو انفقنا تلك الأموال على الجائعين من هذا الوطن العربي، لكانت الكلفة أقل بكثير من الأموال التي أعطيت إلى ترامب، ولكن مع كل أسف لا حياة لمن تنادي”.
وأضاف: “لو تخلى العالم كله عن فلسطين والقدس نحن لا يمكن أن نتخلى عنها، لأنه مبدأ الحق، ولو قتلنا جميعا لا مشكلة في ذلك، المهم أن نكون مع الحق. وأنتم يا أهل مدينة بعلبك، أثبتم من جديد أنكم مقاومة، أنتم لم تساندوا المقاومة في موقفكم، بل أنتم عبرتم عن روحكم ومشاعركم. الموقف الذي حصل في 18 ايار من كل العائلات البعلبكية كان تعبيرا عن خيار المقاومة”.
ورأى النمر أن “الموقف الذي أخذه أهل مدينة بعلبك، هو تعبير عن موقف المقاومة، بأنهم مع القضية الأساس، مع فلسطين ومع غزة ومع هذا الشعب المستضعف. والعشائر التركمانية والعربية كانت شريكة أساس في هذا الانجاز المقاوم، إذا لم يستطيعوا أن يقفوا اليوم في الجبهة، هم عبروا عن موقفهم بصوتهم بأنهم مع المقاومة، فجاءت النتائج في صناديق الاقتراع لتثبت بأن خيار مدينة بعلبك خيار مقاوم”.
وأردف: “نتوجه إلى كل الذين كانوا معنا، والذين لم يكونوا معنا، لأن الذين لم يكونوا معنا إن شاء الله في الغد سيكونوا معنا، بالشكر والتقدير والاحترام على نبلهم في هذه المشاركة الطيبة في مدينه بعلبك، وعلى نبل هذه العائلات البعلبكية التي شاركت في 18 أيار، وأخص بالتقدير والاحترام العشائر العربية والتركمانية التي عبرت عن وفائها وموقفها في صناديق الاقتراع، وكان وفاء طيبا ومحترما ومقدرا، واقول لكم أيها السادة إن ما قمتم به يمكن الرهان عليه، وان هذا الصدق والوفاء يمكن أن نراهن عليه في كل الاستحقاقات القادمة، لذلك نحن أيدينا ممدودة إليكم، ولكل العائلات البعلبكية، يدنا ممدودة للذين انتخبوا لائحة التنمية والوفاء والذين لم ينتخبوها، ما يجمعنا هو أكثر بكثير مما يفرقنا، يجمعنا دين واحد، وعلاقة جيران ومودة وبيوتات أصيلة، وبالتالي لا يمكن أن تفرقنا انتخابات، فالانتخابات انتهت، واليوم جاء وقت العمل”.
وتوجه إلى مجلس بلدية بعلبك المنتخب، فقال: “يجب ان تستعجلوا الانتخابات الرسمية للرئس ونائبه، ويجب أن يحل مجلس بديل طوارئ لمدينة بعلبك، ويجب العمل على ملفات بشكل سريع، ومنها: نظافة المدينة، الورود وحدائق المدينة، جمال المدينة، قلعة بعلبك، سوق بعلبك، طرقات مدينة بعلبك، وأوصيكم كما أوصيتكم في لقاء سابق بأن تكون العدالة في كل أحياء المدينة، فكل أحياء مدينة بعلبك يجب أن نكون في خدمتها، وحتى لا تعتبروا بأن هذا المطلب فيه عبء عليكم، اعتبرونا شركاء معكم للقيام بهذه المهمة، لأنه لدينا واجب معكم يجب أن نقوم به من أجل خدمة الناس”.
وختم النمر مشيرا إلى أن “مراجعة نتائج صناديق الاقتراع، أثبتت ان لائحة التنمية والوفاء نالت في صناديق أهل السنة والجماعة ثلاثة أضعاف ما كانت تناله في كل الإنتخابات الماضية. وأقول للبعيد والقريب راجعوا نتائج الانتخابات صندوقا صندوقا، وستجدون أن أهل السنة والجماعة في بعلبك، جددوا خيارهم للمقاومة ولغزة وللقدس وفلسطين، ولا يمكن أن يكون لهم خيارا آخر بعد اليوم”.
حجازي
وبدوره قال حجازي: “في 16 أيار جئت إلى هنا وكانت المرة الأولى التي أتحدث فيها بشكل علني عن الانتخابات البلدية في بعلبك، وقلت لأهلنا من العشائر العربية والتركمانية، نحن قمنا بما يتوجب علينا، ويبقى أن تقوموا أنتم بما يتوجب عليكم في 18 أيار، وفعلا اثبتت صناديق الاقتراع أننا، نحن وأنتم قمنا بما هو مطلوب منا، فشكرا لكم على وفائكم والتزامكم وصدقكم وثباتكم”.
وتوجه بالتحية إلى مسؤول منطقة البقاع، معتبرا “ان نتائج الانتخابات في مدينة بعلبك، أثبتت أنك كنت تدير هذه الانتخابات بحنكة وإدارة حكيمة وخيارات صحيحة، وبأن كل ما قيل ويقال، سقط بأصوات الناس بصناديق الاقتراع. وأتوجه إلى أهلنا من العشائر العربية والتركمانية لأقول لهم لقد أسقطتم كل الرهانات، وأكسبتمونا الرهان، حتى فتح صناديق الاقتراع كان هناك ماكينة تعمل على بث الشائعات، وإثارة القلاقل، وعلى التشكيك بالإلتزامات، إلى أن أتت نتائج صناديق الاقتراع لتثبت أن العشائر العربية والتركمانية التزمت بنسبة 99 % هذا الخيار. وبالطبع نحن نعرف جيدا أنكم تعرضتم لضغوطات ولترهيب وترغيب، وحاول كثر التهويل عليكم واختلاق القضايا التي تثير خشية هنا أو خوف هناك، ولكن نسوا أن هذه العشائر أهل رجولة وثبات، وأهل قول وفعل، وبالتالي هي لا تخضع أبدا لا لتهويل ولا لترهيب ولا لترغيب، انتهت الانتخابات ولم ينته الهجوم عليكم بسبب حسن وصدق خيارنا بتمثيلكم في المجلس البلدي، وخياركم بالوفاء للنهج المقاوم. نحن قلنا منذ بادئ الأمر لستم ورقة إنتخابية، ونتائج الانتخابات أثبتت ذلك، إذا افترضنا أن الذين انتخبوا من هذا المكون الذي نعتز به حوالي 600 صوت، فيبقى الفارق بين لائحتنا واللائحة المنافسة حوالي 5500 صوت، أي أننا لم نأت بمرشح للعشائر العربية والتركمانية الكريمة لأننا نخشى من نتائج صناديق الاقتراع، وإنما نحن أتينا بمرشح من هذه العشائر لأن هذا حق له، وقد نكون تأخرنا في إحقاق هذا الحق، ولكنه سيصبح قاعدة ثابتة في كل الاستحقاقات القادمة بإذن الله”.
وأضاف: “نحن معكم لأنكم تستحقون ذلك، نحن معكم لا لتثبيت زعامة ولا لتثبيت مرجعية، نحن معكم لنكون بخدمتكم، وعضو المجلس البلدي الحاج إبراهيم عجم سيكون صلة الوصل لمتابعة الكثير من القضايا التي كنتم تعانون منها. بعد هذه الانتخابات كثيرون سوف يستفيقون عليكم، والكثير سيستدعونكم، ويحاولون كسب رضاكم، والكثير سيحاولون تحريضكم، والكثير سيحاولون تفسير الذي جرى في غير معناه. نحن نقول لهؤلاء إذا كان تواصلكم لخدمتهم أهلا وسهلا بكم الساحة مفتوحة لمن يخدم هؤلاء الناس، أما إذا كان الهدف لاحتجاز ومصادرة قرارهم، فقرار هذه العشائر ليس للمصادرة ولا للبيع ولا للشراء”.
وتابع: “أقول لأعضاء المجلس البلدي في بعلبك أمامكم مسؤولية كبيرة جدا، وأهل المدينة عبروا عن وفاء والتزام كبير، هذه المرة الأولى التي يحصل فيها فارق في الأصوات يصل إلى حدود الضعفين، ولكن الإنتصار هو بالحفاظ على هذه الأصوات. عبرت الناس عن وفائها للمقاومة ولدماء سيد شهداء الأمة السيد حسن نصرالله، ولكن هذا دين برقبتنا جميعا كقوى سياسية ممثلة في المجلس البلدي، وأنا أقول لكم، إبدؤوا من أحياء غفرة والقلعة والصلح وعدوس، قبل العسيرة والشيخ حبيب وحي الجبلية وسائر أحياء بعلبك. نحن بحاجة إلى مجلس بلدي يضع خطة وبرنامج عمل، مع تفهمنا الكامل لظروف وإمكانيات هذا المجلس”.
وأردف: “فلسطين هي بدايتنا ونهايتنا، وفلسطين ستبقى قضيتنا، فلسطين ستبقى المظلة التي تجمعنا، فلسطين ستبقى كل طموحاتنا وكل آمالنا حتى تحقيق النصر والتحرير الكامل، ولن نتخلى عن فلسطين، وهناك من يعيب علينا أننا لا زلنا نقول في كل كلمة فلسطين، ونحن نقول لهم حتى نموت ستبقى قضيتنا فلسطين”.
وخاطب حجازي العشائر العربية والتركمانية، فقال: “المسيرة معكم لم تبدأ في 18 أيار، أنا على المستوى الشخصي أقله على تواصل معكم منذ عام 2019 وبنينا معا علاقة وثيقة ومميزة، وهذا شرف لي أعتز به، وسنتشارك وإياكم في كل المحطات القادمة، ليس في الانتخابات فقط، فالإنتخابات تفصيل، بل في مجمل الحياة السياسية والاجتماعية وفي يومياتنا، وكما أنتم كنتم سندا لنا سنكون سندا لكم، وسيجمعنا وحدة المسار والمصير، والشراكة بيننا وبينكم غير مشروطة، بل هي على صفحة بيضاء علنية وشفافة”.