وكالة القدس للأنباء
كعك العيد.. ليس مجرد حلوى، بل هو جزء أصيل من التراث والتقاليد الفلسطينية، ومن أهم مظاهر الاحتفال بعيد الأضحى، حيث يجتمع الأقارب والجيران ويتقاسمون الأدوار لصناعة وتجهيز الكعك، بأجواء من الفرح والسعادة، متحدين الظروف الصعبة، والأسعار الخيالية للمواد الأولية من سميد وطحين وتمر وسكر وغيره.. مؤكدين أنه مهما كانت الظروف لن يتخلوا عن عاداتهم وتقاليدهم التي ورثوها عن أجدادهم.
اللاجئة الفلسطينية، أم أيمن التي تعود أصولها إلى قرية الزيب، شمال عكا، وتقيم اليوم في مخيم عين الحلوة، قالت لوكالة القدس للأنباء، إن “البهجة لا تكتمل دون إعداد كعك العيد”، مبينة أنها “بدأت بالتجهيز لصناعة الكعك، منذ أسبوع، قمت بشراء المواد المطلوبة، وكنت قد جمعت كمية من التمر، الذي وصلنا عبر مساعدات غذائية قبل أشهر، وقمت بطحنه يدوياً، واليوم قمت ببث السميد، وغداً ان شاء الله سنبدأ بإعداده”.
الصناعة المنزلية لها مذاق خاص
وأشارت إلى أن “أجمل ما نقوم به هو صناعة الكعك، خاصة أن عمله يلم الأهل والجيران، ونتبادل الأحاديث الطريفة”، مضيفة أن “هناك العديد من المحلات التي تبيع الكعك، لكن عمله بالمنزل له مذاق خاص، وبعد الانتهاء من إعداده نقوم بتوزيع حصص صغيرة على الجيران، بعد أن تكون رائحته الزكية قد عمت المكان، وانتشرت في الأزقة”.
أشكال التمسك بالهوية الوطنية..
بدورها أكدت أم يونس، وهي غزاوية، لاجئة في لبنان، أن “عادة صنع كعك العيد تكاد تندثر، لكن نحن الفلسطينيين نحاول المحافظة عليها، لأنها مرتبطة بتراثنا، وصناعته من أهم أشكال التمسك بالهوية الوطنية”، قالت لوكالتنا “ما زلت أذكر حتى الآن كيف كانت أمي رحمها الله، تعد الكعك، وتعلمته من جدتي، وهكذا نتوارثه، بنفس الطريقة”، مبينة أنه “من الآن بدأت رائحة الكعك تفوح في أحياء وأزقة المخيم، ما يؤكد أننا ما زلنا محافظين على هذه العادة، وأننا بدأنا بتحضير ما يلزم، وبعد يومين سوف نجتمع ككل عام أنا وبناتي وزوجات أولادي والجيران لصناعته”.
لن نتخلى عن تراثنا..
بدورها، قالت نجوى محمد، بوكالة القدس للأنباء: “ما زلت أحتفظ حتى اليوم بـ”فرنية أمي”، التي ورثتها عن جدتي، وقمت أمس بصناعة العديد من أنواع الكعك، بالتمر والجوز والفستق، بمساعدة جيراني، ورغم التعب الذي حل علينا، إلا أننا كنا مسرورين”، مشيرة إلى أن “صناعته بحاجة إلى العمل قبل يوم، لأنه بحاجة إلى بث السميد، وفي اليوم التالي نبدأ بالعجن والتشكيل والخبز، وكل واحد فينا يقوم بدوره كالمعتاد، مؤكدة أنه “مهما تعددت أنواع الحلويات في المحلات يبقى كعك العيد المنزلي، هو الأساس، ومهما كانت الظروف صعبة، والأسعار غالية، لن نتخلى عن هذه العادات التي تشكل تراثنا وتراث أجدادنا”.