آخر الأخبار

فلسطينيو الداخل والإنتخابات الإسرائيلية .. المقاومة أحد الخيارات

WhatsApp-Image-2025-11-14-at-8.16.23-AM

حمزة البشتاوي

مع إقتراب الإنتخابات الإسرائيلية المقررة في موعد أقصاه 27 تشرين الأول عام 2026، ما لم تحصل إنتخابات مبكرة، يعيد الفلسطينيون في الداخل قبل ذلك الموعد ترتيب أوضاعهم وسط توجهين أساسيين، الأول مع خيار المقاطعة إستناداً إلى التمسك بالهوية الوطنية ورفض منابر الإحتلال الذي يسعى من خلالها إلى إظهار ديمقراطيته أمام العالم، ويعتبر أصحاب هذا الخيار أن المقاطعة تساهم في كشف الوجه الحقيقي للإحتلال، وتشكل رداً شعبياً على حرب الإبادة والتهجير، أما أصحاب الخيار الثاني يعتبرون أن المشاركة يمكن أن تقطع الطريق أمام نتنياهو للعودة إلى السلطة وتشكيل حكومة من تيار اليمين الفاشي وغلاة المستوطنين أمثال سموتريتش وبن غفير، وأيضاً لرفع الصوت ضد التمييز العنصري الممارس بقسوة على الفلسطينيين في الداخل.

لكن الإحتلال جعل من الإنتخابات أداة لأرهاب الفلسطينيين والتحريض ضدهم، والكنيست منذ نشأته يعمل على سن قوانين لضرب الوجود والهوية الفلسطينية ومصادرة الأراضي والممتلكات وتهويد وأسرلة المدن والقرى الفلسطينية، ولم تحقق المشاركة في الإنتخابات أي إنجاز على المستوى المدني والحقوقي والوطني.

ويطرح أصحاب الخيار الثاني أزمة غياب شخصيات أمثال ونموذج توفيق زياد الذي بدء عمله السياسي بالمظاهرات واعتقل وعذب في المعتقلات الإسرائيلية، ولم تبعده عضوية الكنيست ورئاسة بلدية الناصرة عن العمل في الميدان كقائد ثوري شعبي وشاعر وأديب مقاوم حقيقي يناضل من أجل حرية البلاد وإسقاط الإحتلال وسياسة التهجير والإبعاد، وكان يضع  دمه على كفه من أجل حرية البلاد وإسقاط الإحتلال وسياسة التهجير والإبعاد، خاصة خلال دوره النضالي في مواجهات يوم الأرض عام 1976، وهو الذي قال:

كأننا عشرون مستحيل

في اللد والرملة والجليل

إنا هنا باقون

فلتشربوا البحر

نحرس ظل التين والزيتون

ونزرع الأفكار، كالخمير في العجين.

وهذا النموذج الثوري يفتقده الآن الفلسطينيون في الداخل الذين يشعرون بعدم جدوى المشاركة في ظل غياب مشروع وطني جامع يؤكد على التلاحم والترابط بين الضفة وقطاع غزة والداخل والشتات، في إطار وحدة الشعب الفلسطيني جغرافياً وديمغرافياً، ووحدة هويته الوطنية الجامعة في مواجهة سياسة التجزئة والإستقرار التي يمارسها الإحتلال.

واستناداً إلى التجربة والممارسة، وبعد ما جرى ويجري في قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان، اصبح خيار المقاومة يشكل بالنسبة للفلسطينيين بالداخل أحد أهم الخيارات.

 

شارك على :

واتس أب
فيسبوك
تويتر
تيليغرام
لينكد إن
بين تريست
الأيميل
طباعة