الناقورة، جنوب لبنان
تزامناً مع اجتماع لجنة “الميكانيزم” الدولية، نظمت منطقة صور في الحزب الشيوعي اللبناني اعتصاماً وطنياً حاشداً عند مفرق الناقورة – قانا. وجاء التحرك ليطلق صرخة سياسية ووطنية ترفض “المفاوضات غير المتوازنة” وتطالب بالانسحاب الصهيوني الكامل وغير المشروط حتى خط الهدنة.
في كلمة مركزية، حذر عضو اللجنة المركزية للحزب، الدكتور جمال بدران، من خطورة الكواليس التي تدار فيها المفاوضات الحالية، مؤكداً على النقاط التالية:
-
رفض الانحياز: وصف الوسيط الأمريكي بالمنحاز بالمطلق للعدو، معتبراً أن المفاوضات تفتقر للتوازن ومقومات النجاح الحقيقية.
-
دروس الماضي: ذكّر بدران بأن التنازلات السابقة (كاريش، النقطة B، وخط الطفافات) لم تمنع الحرب، بل فرطت في ثروة قومية هي ملك للشعب.
-
ثوابت الانسحاب: أكد أن الحزب مع وقف العدوان والانسحاب الكامل إلى خط الهدنة، وعودة الأسرى والمهجرين دون أي “ابتزاز داخلي أو خارجي”.
رسم بدران ملامح الدولة التي يطمح إليها الحزب الشيوعي، بعيداً عن “النظام الطائفي المفلس”:
-
دولة المواطنة: المطالبة بدولة علمانية ديمقراطية غير تابعة، تمارس المقاومة في الاقتصاد والسياسة والعسكر.
-
حصرية السلاح: أعلن بوضوح وقوف الحزب مع “حصرية السلاح” بيد الدولة، شرط تسليح الجيش وحمايته من محاولات العدو لإيقاعه في صدام مع ناسه في الجنوب.
-
الإصلاح السياسي: اعتبر أن المدخل الحقيقي هو قانون انتخابات لا طائفي على قاعدة النسبية ودائرة واحدة، وفاءً لروح انتفاضة 17 تشرين.
وجه الدكتور بدران رسائل مباشرة للقوى السياسية اللبنانية:
-
إلى حزب الله: دعوة للمبادرة نحو “وطنية المقاومة” والتعاطي بواقعية ونقد التجربة السابقة لتعزيز الوحدة الوطنية.
-
إلى “السياديين”: انتقد تبني البعض لمطالب أمريكا وإسرائيل ضمناً، معتبراً أن السيادة لا تستقيم بالتخلي عن الجنوب أو التبعية للخارج.
-
التحذير من الفتنة: رفض أي محاولات لجر البلاد نحو الحرب الأهلية أو الصفقات المذهبية لتقاسم المغانم.
ختم بدران كلمته بالإعلان عن بدء سلسلة تحركات ستشمل كافة المناطق اللبنانية (البقاع، الشمال، وبيروت)، داعياً كل الوطنيين إلى:
-
عقد مؤتمر وطني: لإنتاج برنامج عمل ينقذ البلاد ويحقق السيادة والازدهار.
-
تأسيس جبهة وطنية: تحمي لبنان من “اتفاقات التطبيع” أو “الأحلاف الإبراهيميّة” والوصايات الخارجية.
-
رفض التقسيم: التحذير من المخطط الصهيوني الساعي لتحويل المنطقة إلى دويلات وإثنيات متناحرة.