العهد- يوسف جابر
منذ أن دخل اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ في 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، لم يفّوت العدو الصهيوني يومًا إلا ونفّذ مجموعة اعتداءات على الأراضي اللبنانية، وصولًا إلى تنصلها من الانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية في 18 شباط/فبراير الماضي، واحتلالها لـ5 نقاط لبنانية، في تعدٍ واضح على السيادة اللبنانية وعدم اكتراثٍ بالمواثيق والقرارات الدولية.
العدو الصهيوني ارتكب أكثر من 1450 خرقًا للاتفاق، ما خلّف نحو 130 شهيدًا و371 جريحًا على الأقل، وفقًا لبيانات لبنانية رسمية.
وبين اليوم والأمس، استشهد 4 مواطنين لبنانيين جراء غارات “إسرائيلية”، وقصف العدو مركز كشافة الرسالة الإسلامية ومنزليْن جاهزيْن في طير حرفا، كما استهدف عددًا من البيوت الجاهزة داخل بلدة شيحين.
يأتي استهداف المدنيين العُزّل، والمراكز الطبية والمنازل الجاهزة، في القرى الحدودية والقريبة منها، في محاولة واضحةٍ من العدو الصهيوني لكسر مقومات الحياة وإرادة أهل الصمود الذين عادوا إلى قُراهم ودفعهم لترك أرضهم والابتعاد عنها، إلا أنَّه بات واضحًا لديه أنَّ جميع تلك المحاولات لا يمكن إلا أن تبوء بالفشل، ولكن ذلك لا يعني أن تتنصل الجهات المعنية من التصدي لهذا العدو عبر الوقوف بمسؤولية في وجه إجرامه.
وحول ما تقدّم، يقول عضو كتلة التنمية والتحرير النائب علي خريس لموقع “العهد” الإخباري إنَّ “هذا العدو يُعرف بهمجيته. وليست المرة الأولى التي يستهدف بها العدو “الإسرائيلي” البيوت والمراكز وحتى المدنيين، ما يجعلنا نكرر سؤالًا باستمرار، وهو أنَّ ما يحصل برسم من؟ وهو بلا شك برسم الدولة اللبنانية والمجتمع الدولي، ولكن أين مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة، وأين الدول التي رعت الاتفاق 1701 الذي يدعو لوقف إطلاق النار وانسحاب الاحتلال “الإسرائيلي” من أرضنا؟”.
ويشير إلى أنَّ “”إسرائيل” ما زالت تحتل جزءًا من أرضنا، وما زالت تعتدي بشكل يومي على أرضنا وعلى شعبنا وعلى ممتلكاتنا ومخطط للعدو “الإسرائيلي” أصبح واضحًا وهو قتل كل المقومات الحياة خاصة بالقرى المحاذية والمناطق الأمامية طبعًا هذا الأمر برسم الدولة اللبنانية”.
ويؤكَّد خريس لـ”العهد” أنَّ “لبنان ملتزم بالقرار 1701 ولكن العدو “الإسرائيلي” هو الذي لم يلتزم حتى ولو للحظة واحدة، وإذا اعتقد هذا العدو أنه بهذا السلوك يستطيع أن يجعلنا نتراجع عن مواقفنا وعن حقنا بأرضنا وبترابنا، ويمنع تنفيذ القرارات الدولية، فهو واهم”.
ويضيف: “”إسرائيل” حاولت أكثر من مرة ولم تُفلح، وهذا برسم جميع المعنيين فالعدو هو الذي يعتدي علينا، وهو الذي لا يلتزم بتنفيذ القرارات الدولية، ونحن لنا حقٌ بأرضنا وأن نعود إلى أرضنا وأن نبني بيوتنا وخاصة في المناطق الأمامية”.
خريس يلفت إلى أنَّ “إسرائيل” بالإضافة إلى هدم البيوت وعمليات التجريف التي تنفذها حاولت أن تهدم كل ما يتعلق بمقومات الحياة من آبار ارتوازية للقرى والطرقات حتى أشجار الزيتون اقتلعتها، ويوضح أنَّ المطلوب أن يتقدم الجيش اللبناني بقرار من الدولة باتجاه هذه المناطق وأن يبسط سلطته وسيطرته على كامل التراب اللبناني.
ويضيف عضو كتلة التنمية والتحرير: “من حقنا أن ندافع عن أرضنا وعن وجودنا من خلال جيشنا وشعبنا وأيضاً من خلال مقاومتنا، فهذا الأمر طبيعي”، ويختم بالقول: “للصبر حدود”.