لا يكف الشعب الفلسطينيّ الصامد في غزة وكامل التراب الفلسطيني عن إعلان انحيازه الكامل للمقاومة بوجه العدوّ الصهيوني، ورفض كل المساعي والمؤامرات التي تسعى لانتزاع “سلاح المقاومة”، مع كامل التأكيد على أنّ ما لم يحصل عليه الاحتلال في ميدان الحرب، لن يحوزه بألاعيب السياسة والمفاوضات، لا سيما وأنّ سلاح المقاومة ليس كرامة الشعب الفلسطيني؛ بل هو حياته وروحه التي يسعى للحفاظ عليها مهما كانت الظروف ومهما عظمت التضحيات.
وخرجت جموع الشعب الفلسطيني الصامد في شمال غزة اليوم، وتحديدًا في بيت لاهيا، لتعبّر عن انحيازها للمقاومة والدفاع عنها وعن سلاحها الذي يحفظ كرامة الشعب الفلسطيني بوجه العدوان الصهيوني المتواصل، والتأكيد على أنّ كل محاولات بث الفرقة ودق الأسافين بين الحاضنة الشعبية والمقاومة سيكون مآلها للفشل، ولن تستطيع مؤامرات الاحتلال إسقاط سلاح الشعب الفلسطيني ومقاومته مهما بلغت المؤامرات.
وليس وحدهم أهل غزة في رفع لواء المقاومة والدعوة للحفاظ على سلاحها، فقد هب النشطاء بمواقع التواصل الاجتماعي عبر عدد من الهاشتاقات والوسوم بالتعبير عن اعتزازهم بالمقاومة وسلاحها، ورفض نزعه تحت أيّ ظرف، باعتبار أنّ #سلاحناـكرامتنا، وأنّ #سلاح-المقاومة لا يمكن التخلي عنه والمساومة عليه لأنّه عديل الروح.
وأعاد النشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي نشر كلماتٍ قالها شهيد الأمة القائد المجاهد الشهيد إسماعيل هنية، حول سلاح المقاومة، حيث يقول: “يريدون أن يطفئوا نور السلاح والمقاومة وصواريخ القسام… فاطمئنوا، هذا كلام وسراب”.
سلاح المقاومة حياة الشعب
بدوره أكد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية “حماس” محمود مرداوي، مساء اليوم الأربعاء، أن سلاح المقاومة هو حياة الشعب الفلسطيني، مشددًا أن الحركة لن تفاوض على السلاح ولا على من يحمله في أي مرحلة من المراحل.
وأضاف “مرداوي”، في تصريحات إعلامية، تابعها المركز الفلسطيني للإعلام، أن حماس تُحضّر ردًا على المقترح الإسرائيلي الأخير، بالتنسيق الكامل مع بقية الفصائل الفلسطينية، مشيرًا إلى أن الموقف سيكون موحدًا ويعكس إرادة المقاومة.
وأكد “مرداوي”، أن “الحقوق لا تُنتزع بالتنازلات، وأن قوة المقاومة تبقى الضمان الحقيقي للدفاع عن القضية الفلسطينية”.
ويوم الاثنين، كشف مصدر قيادي في حركة حماس أن مصر أبلغت الحركة بأنه لا اتفاق على إنهاء الحرب دون التفاوض حول مسألة نزع سلاح المقاومة، موضحًا أن الحركة أكدت لمصر رفضها التام لمناقشة قضية سلاح المقاومة.
وتسعى كل من القاهرة والدوحة، بصفتهما وسيطتان في مفاوضات الهدنة، إلى تقريب وجهات النظر بين حركة حماس وإسرائيل بهدف إنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة الفلسطيني، وتثبيت وقف إطلاق النار.
تفاصيل المقترح الإسرائيلي
تسلمت حركة “حماس” مؤخرًا مقترحًا إسرائيليًا جديدًا لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، يتضمن هدنة مؤقتة لمدة 45 يومًا، بهدف التفاوض على وقف دائم لإطلاق النار خلال هذه الفترة، إلى جانب إطلاق سراح رهائن مقابل أسرى فلسطينيين.
ويشترط المقترح الإسرائيلي نزع سلاح المقاومة، وهو شرط أساسي في المقترح الإسرائيلي الذي يختلف تمامًا عن المبادرة المصرية.
وينص المقترح على إطلاق سراح 10 أسرى إسرائيليين على مراحل، بدءًا بالإفراج عن الأسير الإسرائيلي الأمريكي عيدان ألكسندر في اليوم الأول من الهدنة، “كبادرة خاصة تجاه الولايات المتحدة”.
وتشمل المراحل اللاحقة إطلاق سراح 9 أسرى إسرائيليين آخرين مقابل الإفراج عن 120 معتقلًا فلسطينيًا يقضون أحكامًا بالسجن المؤبد، وأكثر من 1100 معتقل لم تُوجه إليهم تهم منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ويتضمن المقترح أيضًا تبادل معلومات بين الطرفين حول مصير أسرى الاحتلال والمعتقلين الفلسطينيين، وتسليم جثث 16 رهينة إسرائيليًا مقابل رفات 160 فلسطينيًا تحتجزهم إسرائيل، كما ينص على انسحاب الجيش الإسرائيلي من مناطق في قطاع غزة لمدة سبعة أيام، بما في ذلك رفح، وبعض المناطق في غزة وشمالها وشرقها.
ويشدد المقترح على إدخال مساعدات إنسانية إلى القطاع، وإنشاء آلية لضمان وصولها إلى المدنيين، إلى جانب السماح بإدخال معدات لإيواء النازحين.
إلا أن المقترح يتضمن بندًا تطالب فيه إسرائيل بـ”نزع سلاح غزة”، وهو ما تعتبره “حماس” خطًا أحمر، إلى جانب غياب ضمانات لإنهاء الحرب بشكل دائم، وهو ما تصر عليه الحركة كجزء من أي اتفاق شامل.
اقرأ المزيد عبر المركز الفلسطيني للإعلام:
https://palinfo.com/news/2025/04/17/947979/