آخر الأخبار

الشوفار.. هكذا يهدد بوق الاحتلال المقدس واقع ومستقبل الأقصى

99-3

بعد أن كان طَقسا محظورا مستنكرا، كُرر النفخ في البوق 11 مرة داخل المسجد الأقصى منذ احتلاله عام 1967، أحدثها صباح اليوم، وسط توقعات بتكرار ذلك في الأيام المقبلة ورأس السنة العبرية (23 أيلول المقبل).

وخلال أقل من شهر، نفخ مستوطنان في البوق (الشوفار) مرتين داخل المسجد الأقصى، أحدثهما صباح اليوم بواسطة مستوطِنة قرب باب الرحمة. وأولاهما في 25 آب/أغسطس الماضي، بواسطة حاخامٍ مستوطن قرب الرواق الغربي؛ احتفالا ببداية الشهر العبري.

يأتي ذلك التصعيد وسط تحذيرات من تكرار النفخ في البوق داخل المسجد خلال الأيام القادمة، احتفالا برأس السنة العبرية، ليبلغ العدوان ذروته في 23 الشهر الجاري.

وفي هذا السياق، قال أستاذ دراسات بيت المقدس الدكتور عبدالله معروف في تدوينة له على منصة إكس، رصدها المركز الفلسطيني للإعلام: يبدو أن نفخ البوق (الشوفار) في المسجد الأقصى المبارك أصبح عادةً لدى هؤلاء المجانين وصار يقتضي احتفاءهم به كل مرةً وكأنه بطولة..!

وفي مقطع فيديو أرفقه بالتدوينة، نوه معروف إلى أنّ هذه المرأة المتطرفة نفخت البوق داخل المنطقة الشرقية في المسجد الأقصى اليوم الأحد وجماعة “بيدينو” المتطرفة تحتفي بها باعتبارها “بطلة”..!

وحذر من أنّ “الأقصى يضيع أمام أعيننا.. فماذا ننتظر؟؟!”.

من جهته رأى الباحث في مؤسسة “القدس الدولية”، عمر حمّاد، أن ما حدث اليوم في المسجد الأقصى يتجاوز البعد الديني، ليأخذ طابعًا سياسيًا، حيث يتم توظيف الطقوس التوراتية لخدمة مخططات تهويد الأقصى.

وقال حمّاد في تصريحاتٍ صحفية: إن ممارسة هذا الطقس بشكل مبكر “تؤكد أنّ ارتباط المستوطنين بالمكان لم يعد محصورًا بالزمن الديني، بل بالمكان ذاته، الذي يُراد تكريسه كمعبد مقام بالفعل مكان الأقصى، وأنّ لهم الحق في أداء كافة الطقوس اليهودية فيه”.

وأضاف: “هكذا يتحول النفخ بالبوق من فعل شعائري زماني إلى فعل ذي بعد سيادي مكاني، يستهدف فرض الوجود اليهودي في المسجد الأقصى. ويشكّل هذا السلوك اختبارًا استباقيًا لردود الفعل الفلسطينية والعربية والإسلامية قبل حلول العيد، ليكون خطوة”، بحسب قدس برس.

منذ أسابيع، تحشد جماعات الهيكل المزعوم أنصارها، لاقتحام المسجد الأقصى، الثلاثاء 23 أيلول/سبتمبر الجاري؛ إحياءً لرأس السنة العبرية، حيث من المتوقع أن يحاول المستوطنون النفخ في البوق داخل المسجد.

وانطلاقا من ذلك العدوان، سيبدأ موسم اقتحامات هو الأشد والأعتى في العام كله، وسيستمر حتى أكتوبر/تشرين أول، لإحياء مناسبات دينية يهودية أبرزها: صلاة سليخوت، يوم الغفران، وعيد العُرش.

وخلال الأسبوع الماضي، أصدر الاحتلال قرارات إبعادٍ عن المسجد الأقصى بحق أكثر من 50 مقدسي، لحرمانهم من الرباط في المسجد خلال الاقتحامات.

بدورها حذّرت محافظة القدس من خطورة النفخ ببوق “الشوفار” الذي جرى اليوم الإثنين داخل المسجد الأقصى المبارك، مؤكدة أن هذا الفعل لم يعد طقسًا دينيًا عابرًا، بل أصبح أخطر أدوات الاحتلال لفرض سيادته المزعومة وتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في الأقصى، وأشارت المحافظة إلى أن هذه الممارسة، التي قادتها جماعات الهيكل المتطرفة تحت حماية قوات الاحتلال، تمثل اعتداءً مباشرًا على الهوية الإسلامية للمسجد الأقصى وتحديًا صارخًا للقانون الدولي، محمّلة حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تداعياتها.

وأوضحت المحافظة أن طقس النفخ “بالشوفار” يحمل رمزية سياسية عميقة في العقيدة اليهودية، إذ ارتبط تاريخيًا بإعلان الانتصار والسيطرة؛ فقد نفخ فيه حاخام جيش الاحتلال شلومو غورين عام 1967 في تلة المغاربة بعد احتلال القدس الشرقية، وقبله في سيناء عام 1956، ما يجعل ممارسته اليوم في الأقصى محاولة متعمدة لفرض واقع جديد على حساب الهوية الإسلامية للمكان.

وأكدت محافظة القدس أن استمرار هذه الانتهاكات، تحت غطاء رسمي وحماية أمنية من قبل حكومة اسرائيل القوة القائمة بالاحتلال، يعكس إصرارًا ممنهجًا على تكريس مشروع التقسيم الزماني والمكاني وصولًا إلى هدف تهويد المسجد الأقصى والسيطرة الكاملة عليه وتحويله إلى مركز للطقوس التلمودية، واعتبرت المحافظة أن نفخ هذه الجماعات بالشوفار داخل الأقصى يشكّل خطوة خطيرة في مسار تنفيذ مخطط بناء الهيكل المزعوم.

وطالبت المحافظة المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظماتها المختصة، وفي مقدمتها “اليونسكو”، بالتحرك العاجل لوقف هذه الاعتداءات وتوفير الحماية الدولية للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة، داعية إلى اتخاذ إجراءات رادعة بحق الاحتلال الإسرائيلي ومحاسبته على جرائمه التي تنتهك القانون الدولي وتستهدف الوجود الفلسطيني في المدينة المقدسة.

 

شارك على :

واتس أب
فيسبوك
تويتر
تيليغرام
لينكد إن
بين تريست
الأيميل
طباعة