آخر الأخبار

في ذكرى الغياب الحاضر: ياسر عرفات… القائد الذي لم يرحل

471221343_983427437144266_1929728255585096150_n

بقلم: عصام الحلبي

في مثل هذه الأيام من كل عام، تعود فلسطين لتقف إجلالاً لروح قائدها الخالد، ياسر عرفات – أبو عمار – الذي ما غاب يومًا عن الوجدان، ولا فارق ذاكرة الوطن. تمرّ الذكرى وعبق الثورة ما زال في الأفق، وصوتك يا أبا عمار ما زال يدوّي في قلوب أبناء شعبك:
“يريدونني أسيرًا أو طريدًا أو قتيلًا، وأنا أقول شهيدا.. شهيدا .. إشهيدا.”

رحلتَ جسدًا، لكنك تركت فينا فكراً لا يموت، وإرثًا نضاليًا لا يُنسى، كنتَ الحلم الفلسطيني المتجسّد، والرجل الذي جمع البندقية وغصن الزيتون، فكنت عنوان الشجاعة والحكمة معًا. علّمتنا أن الوطن ليس شعارًا يُرفع، بل مسؤولية تُحمل، وأن فلسطين لا تُحرّر إلا بوحدة أبنائها وثباتهم على ثوابتهم الوطنية.
واليوم، تمرّ قضيتنا في واحدة من أحلك مراحلها، حيث يواجه شعبنا أبشع صور العدوان والقتل والحصار والتهجير، لكنّ روحك باقية فينا، تُلهمنا الصبر وتزرع فينا الأمل، فكما قلتَ يومًا: “هذا الشعب سيبقى عظيماً رغم الجراح.”
وها هو كذلك، ما زال يقاوم، وما زال على العهد.

وفي هذه الذكرى، نستحضر رفاق دربك الأوفياء، أولئك الذين واصلوا المسيرة بعدك، وحملوا الراية التي لم تسقط، وفي مقدمتهم القائد المؤسس، الرئيس محمود عباس (أبو مازن)، الذي ما زال ثابتًا على ذات الطريق، متمسكًا بالثوابت الوطنية التي استشهدت من أجلها: القدس، والعودة، والاستقلال، والدولة الفلسطينية المستقلة على ترابنا الوطني.
لقد بقي رفيق دربك مؤتمنًا على الحلم، يواجه التحديات بكل شجاعة وحكمة، محافظًا على القرار الوطني الفلسطيني المستقل، مدافعًا عن حقوق شعبنا في كل المحافل، متمسكًا بالثوابت رغم كل الضغوط والعواصف.

رفاقك، يا أبا عمار، ما زالوا يسيرون على ذات النهج الذي رسمته، يحمون المشروع الوطني الفلسطيني، ويؤمنون بأن النضال لا يُقاس بالسنوات، بل بالثبات على المبادئ.
هم من حفظوا الذاكرة، وصانوا الوحدة، وجعلوا من إرثك منارةً للأجيال القادمة، كي تواصل الطريق حتى يتحقق الحلم الذي عشت واستشهدت من أجله.
نم قرير العين، يا أبا عمار، ففلسطين ما زالت تنبض باسمك، والراية التي رفعتها ما زالت عالية في سماء الوطن.
ستبقى الحاضر الذي لا يغيب، والرمز الذي لا يُنسى، والقائد الذي علّم العالم أن الثورة فكرة لا تموت، وأن من يموت ويستشهد من أجل وطنه لا يُفارق الحياة، بل يصبح حياةً للوطن كلّه.

شارك على :

واتس أب
فيسبوك
تويتر
تيليغرام
لينكد إن
بين تريست
الأيميل
طباعة