وكالة القدس للأنباء
مازالت الحملة الأمنية مستمرة لليوم الثالث على التوالي، في مخيم شاتيلا بالعاصمة اللبنانية بيروت، في مداهمة أوكار تجار المخدرات، وسط ارتياح شعبي واسع، آملين أن تؤدي هذه الحملة إلى القضاء على أخطر آفة تهدد مصير الأجيال، واقتلاع كافة الأوكار من جذورها وفروعها، بخاصة بعد أن شهد المخيم جريمتي قتل، إحداها لامرأة قتلت في إحدى مراكز التعاطي، وتم الكشف عن هوية القاتل، وكان المخيم قد تحول إلى بؤرة مقصودة من مدمنين قادمين من مختلف مناطق بيروت وضواحيها .
ترافقت الحملة الأمنية مع انتفاضة شعبية، مؤيدة لإجراءات القضاء على المخدرات، والتجار، واستعادة المخيم لوجهه النقي، والذي عرف باسم مخيم الشهداء.
وأكد الأهالي لـ “وكالة القدس للأنباء “، أن الوضع في المخيم كان كارثياً، لجهة انتشار المخدرات، بخاصة في صفوف الشباب، ما سبب الكثير من المشاكل، والأحداث المؤسفة، ونحن اليوم نطالب الجهات الأمنية، الضرب بيد من حديد على كل من روّج وشجع هذه الظاهرة الغريبة عن مجتمعنا، وطي هذه الصفحة السوداء .
ذقت مرارة ونتائج التعاطي بإبني..
وفي هذا السياق، قال أحد أبناء المخيم، (فضل عدم ذكر اسمه)، إن “إبني تورط في التعاطي، بعد أن رافق أحد المدمنين، وأنا سعيد جداً بما يحصل الآن، لأني ذقت مرارة ونتائج تجارة المخدرات والتعاطي”، مشيراً إلى أن “إبني أصبح شخصاً آخر، فالمخدرات تسيطر على الإنسان وعلى عقله ومبادئه، فنحن نربي أولادنا ونتعب عليهم لكن رفاق السوء يسرقونهم منا”… مضيفا في حديثه لوكالتنا، “أنا اليوم استطعت أن أنقذ فلذة كبدي بعد أن عالجته، وبعد سنة سيصبح مهندساً أفتخر به. لذلك على جميع الأهالي إنقاذ أولادهم ومعالجتهم لأنهم يستحقون الأفضل، خاصة بعد تنظيف المخيم”.
أنقذوا أولادكم قبل فوات الأوان!
من جانبها، لفتت السيدة جمانة، إلى أن “الوضع في المخيم يتحسن، ونتمنى أن تقوم القوة الأمنية بدورها على أكمل وجه. آن الأوان لنا أن نرتاح، وأن نكون في أمان”… قالت جمانة لوكالة القدس للأنباء: “كنا نعيش في رعب، نخاف على أولادنا وبناتنا من أن يتم جرهم إلى أوكار المخدرات. فهذه الظاهرة كارثة وتشكل خطراً حقيقياً على أبنائنا”.. لذلك فإننا نطالب “المعنيين القضاء بشكل كامل على هذه الظاهرة، واعتقال كافة التجار وملاحقتهم، كي لا يعودوا إلى المخيم، بالإضافة إلى معالجة كل المدمنين من أبناء المخيم وإنقاذ مستقبلهم قبل فوات الأوان”.
على “الأمنية” متابعة عملها حتى النهاية..
بدوره، قال أبو أيمن، لوكالتنا: “نحن انتفضنا لأننا تعبنا، ولم يكن باليد حيلة، وعشنا أياماً صعبة من خوف وتوتر، بعد مقتل الشاب إيليو أبو حنا. لكن اليوم نحن أقوياء ونكافح من أجل العيش بمجتمع نظيف، بما يليق بنا وبأولادنا. آن الأوان أن نواجه وأن نقول لا للمخدرات في مخيمنا”… مضيفاً، “نحن نثمن ما تقوم به الأمنية ولو أن هذه الخطوة جاءت متأخرة، فنحن منذ سنوات نعيش بين المدمنين ونرى وجوهاً غريبة تأتي إلى المخيم من أجل الحصول على المخدرات، فالحمدلله أننا تخلصنا منهم، وعلى الأمنية أن تكمل عملها حتى النهاية، والقضاء على جميع التجار والمتورطين وأوكارهم”.