عبد معروف
في عام 1889، قرر عمال العالم اختيار الأول من أيار مايو، من كل عام عيدا لهم، وذلك إثر مؤتمر الاشتراكيين لجميع البلدان في باريس، كما قرروا بأنه يجب تحقيق العمل للجميع، والحرية للجميع، والمساواة والعدل الاجتماعي للجميع.
ومنذ ذلك الحين، اتخذ الصراع الطبقي بين قوى العمل وقوى رأس المال، وبين قوى التحرر والتقدم وقوى التخلف والهيمنة أشكالا ومستويات متفاوتة الحدة في كل دول العالم، وما يزال الصراع محتدما رغم كل محاولات القوى الامبريالية في العالم وفي مقدمتها الإمبريالية الأمريكية وأيضا الرجعية العربية تمييعه وتحويل مساره لمصلحتهم.
أما الطبقة العاملة العربية، فما تزال تعاني من أزمة التبعية الاقتصادية التي تعصف بالأنظمة العربية الحاكمة، ومن سياسة النهب والافقار والفساد التي تتبعها هذه الانظمة، كما تعاني من الاستغلال الرأسمالي الجشع ومن البطالة والقمع، والحرمان من حثها في التنظيم النقابي والسياسي. هذا اضافة إلى ما تعانيه الطبقات العربية الكادحة بمختلف قطاعاتها من أشكالات الوطن العربي المتفاقمة كاستمرار الاحتلال والسيطرة والأخطار الخارجية والطائفية التي تشعل نيران الفتنة والاقتتال الداخلي، وتفتح الأبواب على مصاريعها لتدخلات الخارج وتعميق خط التسوية والتطبيع مع الاعداء.
وليس أمام الطبقة العاملة العربية وحلفائها الموضوعيين الفلاحين والفقراء والبرجوازيين الصغار الثوريين والديمقراطيين، إلا خوض ميادين النضال والثورة، خوض معركة التحرير في الوطن العربي بشقيها القومي والطبقي والتصدي للإمبريالية العالمية وفي مقدمتها اليوم الإمبريالية الأمريكية والكيان العنصري الصهيوني ومواجهة قوى التخلف والجهل، للوصول إلى تحقيق السلطة الديمقراطية وتعزيز دور الانتاج الزراعي والصناعي وتحويل المجتمع من مجتمع كسول خامل إلى مجتمع منتج بالمصانع والمعامل والمزارع.
في الأول من أيار تحية للطبقة العاملة العربية، ولكل الكادحين العرب.