أكّد عضو كتلة التنمية والتحرير وعضو لجنة التربية النيابية النائب د. اشرف بيضون أننا نعيش أزمة تربوية بكل تجلياتها منذ العام 2019 ونحن أمام واقع تربوي صعب و كله مأزوم ولكن تجلياته تظهر أكثر في القطاع الرسمي، مشيراً الى أن التصليح والتغيير والتطوير يبدأ من توصيف الواقع التربوي كما هو، لافتاً الى أن فجوة الفاقد التعليمي كبيرة جداً لا سيما في التعليم الأساسي، وأسبابه متعددة وليس آخرها العدوان الصهيوني الغاشم على جنوبنا وعلى كل الأراضي اللبنانية.
كلامه جاء خلال مقابلة في “إذاعة صوت الفرح” ضمن برنامج “من الجنوب” مع الزميلة الدكتورة بثينة بيضون.
وتطرق بيضون الى واقع أفراد الهيئة التعليمية وحقوقهم المعنوية قبل المادية، مشدداً على ضرورة البدء بإنطلاقة سليمة تراعي حقوق الثالثوث التربوي للنهوض بالمدارس الرسمية.
وقال أن المقاربة السليمة للملف التربوي يجب أن تكون تشاركية منفتحة بنّاءة من كل أفراد الأسرة التربوية بدءًا من شخص الوزير وكل أفراد الوزارة واللجنة التربوية والعاملين في القطاعين الخاص والرسمي ودون هذه المقاربة لا يمكن أن نصل الى بر الأمان بالملف التربوي لصعوبة واستثنائية الظرف في هذه المرحلة التي تتطلب المشاركة والتعاضد والتعاون في سبيل مصلحة التربية، لأنه اذا كانت التربية بخير سيكون الوطن بخير.
وتحدث عن أهمية دور التفتيش التربوي الذي يعتبر محورياً من أجل تعزيز التعليم وتطويره ، لذلك نحن بحاجة الى كادر كافٍ وتعزيزه ليتشارك الى جانب المدارس مع الوزارة في تطوير العملية التعليمية.
كما أضاء على ملف التفرّغ، لافتاً الى أن مشكلة تفرغ الأساتذة لا يوجد لها مقاربة تنصف الأساتذة حتى الآن رغم كل المحاولات، وهو متوقف أمام عدم التوازن الطائفي وهذا يخدم عدونا المشترك “اسرائيل” الذي أراد أن يجعل من المناطق الحدودية مناطق معزولة. فيما تم إنجاز الملف الثاني عبر إقرار قانون مباراة محصورة للعاملين والمستخدمين والمدربين في الجامعة اللبنانية، وجاء القانون منصفاً لكل الأفراد العاملين في الجامعة اللبنانية بعد سنوات طويلة، شاكراً الرئيس نبيه بري الذي حمل هذا الملف على أكتافه، آملاً كما تم التوفيق بهذا الملف، كذلك الوصول الى حل في ملف التفرغ ليصل الى بر الأمان، مؤكداً ضرورة استعادة صلاحيات مجلس الجامعة اللبنانية ليكون للجامعة استقلالية إدارية ومالية قولاً وفعلاً.
و حول تأثير الواقع السياسي على الواقع التربوي، رأى بيضون أن التدخل السياسي بالشكل السلبي يعتبر من المؤثرات السلبية على الواقع التربوي، قائلاً: “علينا كسياسيين أن نقارب الملف من بوابة المواطن اللبناني بغض النظر عن الإنتماء المناطقي أو السياسي أو الحزبي وإلا نقوم بعملية انتحار جماعي للملف التربوي.
ووجّه التحية الى مجلس الجنوب الذي عملوا بكل قدراتهم وطاقاتهم رغم الإمكانيات الضعيفة من أجل إعادة تأهيل المدارس على مستوى الجنوب عدا عن ترميم المؤسسات الرسمية والمستشفيات الحكومية وهذا ما يعيد الحياة الى طبيعتها.
وفيما يتعلق بملف التعليم المهني والتقني أكّد أنه لا بد من تعزيز التعليم المهني والتقني وتطويره وإلا لن يكون هناك معبر اقتصادي للوطن، وللأسف لم يأخذ العاملين في هذا القطاع حق التثبيت، لافتاً الى أن هذا الملف يتم العمل عليه على نار حامية مع المديرية العامة للتعليم المهني والتقني، موجهاً التحية للدكتورة هنادي بري التي هي بصدد إعداد المستندات اللازمة للتقدم بإقتراح قانون لحفظ حق الأساتذة اسوة بالتعليم الثانوي والأساسي.
وتطرق الى ملف الفائض من الأساتذة لعام 2008 و 2016 في مختلف الإختصاصات، قائلاً: “يجب البدء بهذا الملف ومن ثم الانتهاء من بدعة التعاقد كلياً عبر استيعاب الفائض وفقاً للحاجة، ومن ثم الانتقال الى مباراة محصورة”.
وتحدث عن ملف الإمتحانات الرسمية حيث يطالب الطلاب بتقليص المنهاج وتقليص المواد وغيرها، قائلاً أن المرحلة حساسة والوضع مأزوم والطلاب بحالة تخبط والمعيار لا يقاس بالأرقام بل بمدى استفادة الطلاب خلال الفترة التي تعلم فيها، وقد أمِل من وزيرة التربية قبل اتخاذ القرار النهائي أن تقوم بزيارة الجنوب، ولتبدأ جولتها من عكار والضاحية وصولاً الى الجنوب الذي يأنّ ألماً، لينسجم القرار الذي يُتّخذ حول الإمتحانات مع هواجس والواقع التربوي للأساتذة والأهالي والطلاب .
و بالحديث عن الملف الإنتخابي أكّد بيضون أن الانتخابات ستجري في موعدها، وسنذهب الى بلداتنا الأمامية حتى لو افترشنا الطرقات كما قال الرئيس بري، وهذه رسالة مدوية الى العدو أن إرادة الجنوبيين أقوى من عزيمة القتل الموجودة لدى العدو، ولنكون على مستوى طموحات الرئيس بري وتضحيات الجنوب بل كل لبنان يجب مقاربة الملف وإدارته من زاوية بناءة إيجابية منفتحة واختيار الأشخاص القادرين على بلسمة جراح الناس الأوفياء، وإعطاء دور للشباب ليقدموا الأفضل لبلداتهم في هذ المرحلة الحساسة، وللذهاب الى التزكية بالتوافق والحوار البناء للنجاح بالإنتخابات البلدية.
وأضاف: “نحن ذاهبون بقلب منفتح ورؤية شفافة لنعيد الانتظام الى العمل البلدي الذي هو وجه من أوجه المقاومة، لتكون سداً منيعاً أمام أطماع العدو من خلال العمل الإنمائي وقادرة على تجسيد أبرز صورة للمقاومة الإنمائية وتواكب الأهالي في العودة الميمونة الى البلدات.
وختم بتقديم التعازي لأهالي الشهداء والشفاء العاجل للجرحى والعودة للأهالي الصابرين لا سيما في القرى الأمامية، كما هنأ كل العاملين في هذا الوطن الجريح بمناسبة عيد العمال لا سيما في المجال التربوي، قائلاً: “فلنتداعى جميعاً ولنتكاتف لتعزيز القطاع التربوي بجناحية الرسمي والخاص والتوجّه نحو الإصلاح لا الترقيع ووضع رؤية تربوية قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى”.