آخر الأخبار

والله لو بنموت كلنا ما بنطلع من غزة.. صرخة مدوية يطلقها البروفيسور العطار

9f52601

لم يكن أستاذ القانون الدستوري الدولي غانم العطار الذي اشتهر بالمقطع المصور أثناء ركضه بحثا عن قطرات ماءٍ له ولمن تبقى من أبنائه وأحفاده الذين فقد غالبيتهم، ليقبل بأن يهجر عن غزة ويطرد منها وهي التي تعادل الروح بالنسبة له، ليطلقها صرخة مدوية من خيام التهجير: “والله لو بنموت كلنا ما بنطلع من هذا المكان، مهما كانت الظروف، رغم القتل والحصار والجوع إلا أننا صامدون ونتحلى بالصبر والمعنويات التي هي أقوى من كل شيء وأمرنا إلى الله سبحانه وتعالى”.

بعزيمة الأسود التي وصفها العطار، والإرادة التي لا تقهر، ومن خيمة صغيرة بمعسكر النزوح جنوب قطاع غزة، يعيش البروفسور غانم العطار، أستاذ القانون الدستوري الدولي، بين عشرات العائلات التي أنهكتها المجاعة وشح المياه.

ويقول الرجل الذي فقد ابنته وأحفاده في الحرب الأخيرة، إن ما يعيشه اليوم يفوق كل محطات الألم السابقة في حياته، بحسب “الجزيرة”.

ويروي العطار أن رحلة النزوح من منزله إلى مسقط رأسه لم تكن سوى البداية، قبل أن تصل إليه أنباء استشهاد ابنته وأبنائها في مايو/أيار الماضي، ثم جاءت المرحلة الأشد قسوة مع اندلاع “حرب التجويع” التي قطعت سبل الحياة الأساسية من غذاء وماء.

ووفق ما يؤكده الأكاديمي الفلسطيني، فإن المخيمات تواجه أزمة غير مسبوقة في المياه بعد استهداف إسرائيل لخط الإمداد القادم من مصر، إلى جانب محطات التحلية وآبار المياه داخل القطاع. ويضيف أن الأطفال وكبار السن هم الأكثر عرضة للموت جوعا وعطشا في ظل غياب أي ممرات إنسانية فعلية.

ويصف العطار المشهد في المخيم بأنه “حياة على حافة الفناء”، حيث يلهث النازحون وراء جرعة ماء أو كسرة خبز، بينما يزداد عدد الضحايا يوما بعد يوم.

وقد انتشر على منصات التواصل الاجتماعي مقطع مصوَّر للعطار وهو يبحث عن المياه وسط ركام الحصار، في مشهد اختزل المأساة الإنسانية التي يعيشها النازحون في غزة، وأعاد تسليط الضوء على أزمة العطش المتفاقمة.

ورغم الفقدان والمأساة، يصر العطار على أن البقاء في مسقط الرأس هو خيار لا رجعة عنه، وأن أهالي غزة لن يغادروا أرضهم مهما اشتدت الظروف.

وفي رسالة يوجهها إلى العالم، يدعو العطار المجتمع الدولي، ولا سيما الدول العربية والإسلامية، إلى التدخل العاجل لوقف المجاعة وإنقاذ أرواح المدنيين، محذرا من أن صمت العالم يشرعن سياسة التجويع ويجعل من الأطفال والشيوخ وقودا لجريمة بطيئة الإيقاع.

و تتحول كلمات العطار من خيمة النزوح، إلى شهادة حية تختصر مسار النكبة المستمرة: نزوح، فقدان، ثم مجاعة محاصرة بالصمت الدولي.

وأفادت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، اليوم الأحد، بأنّ 1.9 مليون شخص نزحوا قسراً في قطاع غزة.

وأشارت “أونروا” في منشور عبر صفحتها على “فيسبوك” إلى أنه “منذ عامين طويلين جداً، تدعو الوكالة إلى وقف إطلاق النار في غزة، حيث إنّه لا يمكن تصوّر حجم المعاناة والدمار. لقد قُتل وجُرح عشرات الآلاف، بمَن فيهم نساء وأطفال”، مضيفةً: “في يوم السلام ندعو مرة أخرى إلى وقف إطلاق النار فوراً”.

وفصّلت وكالة أونروا تكلفة النزوح من مدينة غزة في ظلّ “العمليات العسكرية الإسرائيلية المكثفة”، شارحةً أنّ أجرة النقل تكلّف ألف دولار، والخيمة العائلية ألفَي دولار، فيما بدل تأجير قطعة أرض لنصب الخيمة يكلّف 180 دولاراً.

وأضافت أنّ ذلك يأتي وسط “شحّ في الوقود”، و”منع إمدادات أونروا الخاصة بالملاجئ منذ نحو سبعة أشهر”، جرّاء الحصار المشدّد الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة.

وتشن قوات الاحتلال منذ الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر 2023 بدعم أمريكي غربي حرب إبادة جماعية على قطاع غزة، مما أسفر حتى الآن عن استشهاد وإصابة أكثر من 231 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح مئات الآلاف، في وقت أودت فيه المجاعة بحياة 432 فلسطينيين، بينهم 146 طفلا.

 

شارك على :

واتس أب
فيسبوك
تويتر
تيليغرام
لينكد إن
بين تريست
الأيميل
طباعة