بحضور نائب مسؤول الأقاليم الخارجية والمشرف على المؤتمرات الحركية في الساحة اللبنانية رائد اللوزي، افتتحت قيادة منطقة بيروت أعمال مؤتمرها الحركي السابع، دورة الشهيدين خيري أبو الحاج وعبد الوهاب منصورة، وذلك اليوم السبت في سفارة دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية – قاعة الرئيس الشهيد ياسر عرفات.
وحضر الافتتاح إلى جانب نائب أمين سر التعبئة والتنظيم للأقاليم الخارجية رائد اللوزي، كل من عضوي المجلس الثوري لحركة “فتح” وفاء زكارنة وآمنة جبريل، وأعضاء الإقليم وقيادة منطقة بيروت، وسفير دولة فلسطين في مملكة البحرين خالد عارف، وقادة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، وممثلين عن جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، والمتقاعدين العسكريين، وأعضاء المؤتمر السابع، وممثلي اللجان الشعبية.
واستُهل المؤتمر بالوقوف دقيقة صمت وقراءة سورة الفاتحة على أرواح الشهداء، تلاها النشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني، ثم نشيد حركة “فتح”.
وألقى كلمة الافتتاح عضو إقليم حركة “فتح” في لبنان أبو إياد الشعلان، الذي استهل كلمته بتوجيه التحية إلى الحضور والمشاركين في أعمال المؤتمر السابع لمنطقة بيروت، مؤكدًا أهمية المشروع الوطني الفلسطيني المتمثل في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية والشرعية الوطنية ممثلةً بسيادة الرئيس محمود عباس.
واعتبر الشعلان أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة الغربية لن ينتهي بتوقف الحرب على غزة، بل يشكل مشروعًا تدميريًا ممنهجًا يستهدف حياة الشعب الفلسطيني وزعزعة دولته المنشودة والحؤول دون قيامها، مؤكدًا أن ميزان الشرعية يتقدم اليوم على ما سواه من مشاريع التدمير والتخريب، مشيدًا بالقرارات الدولية التي تدين الاحتلال، وفي مقدمتها قرارات المحكمة الجنائية الدولية التي أصدرت مذكرات توقيف بحق قادة العدو.
وأشار الشعلان إلى أن الاعترافات الدولية المتزايدة بدولة فلسطين على هامش الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة لم تكن نتيجة مغامرات حزبية، بل هي ثمرة سنوات طويلة من الدبلوماسية الفلسطينية والعمل الدؤوب الذي قادته الشرعية الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس، وعززته القيادة الفلسطينية وحمته منظمة التحرير الفلسطينية.
وفي حديثه عن السلاح غير الشرعي، شدّد الشعلان على أن هذا السلاح مزق الوحدة الوطنية والجبهة الداخلية للشعب الفلسطيني، ونسف ما راكمته السلطة الوطنية الفلسطينية على مدار سنوات، مطالبًا بإنهاء منطق الميليشيات والالتزام بمنطق الدولة ومؤسساتها، ومؤكدًا ضرورة عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، وفي طليعتها دولة لبنان الشقيق، التي يكنّ لها الفلسطينيون كل الاحترام، ويلتزمون بقراراتها ومؤسساتها، كما ورد في البيان المشترك الصادر عن الرئاستين اللبنانية والفلسطينية.
وأكد الشعلان أن حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” تدرك تمامًا أن طريقها ليس مفروشًا بالورود، وأنها ستتعرض لحملات التشكيك، غير أن ذلك لم يمنعها من مواصلة مسار التجديد، وها هي اليوم تجدد نفسها عبر انتخابات داخلية تمهد لمواصلة طريق النضال من أجل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، تحت مظلة الشرعية الفلسطينية لا السلاح غير الشرعي.
واختتم الشعلان كلمته بالتأكيد على أن الشعب الفلسطيني ليس أسير الماضي، بل هو صانع المستقبل، ولن تضيع بوصلته طالما أنه يسير تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية ونهج القيادة الشرعية التي يمثلها الرئيس محمود عباس.
عقب ذلك بدأت العملية الانتخابية، وهي المرحلة الثانية من أعمال المؤتمر، وجرت وفق الأصول المتبعة في النظام الداخلي للحركة، وشملت التأكد من عضوية المشاركين، وانتخاب رئيس المؤتمر ونائبه والمقرر، وقراءة التقرير التنظيمي ومناقشة التوصيات، ثم فتح باب الترشح، وإجراء عملية التصويت السري، وفرز الأصوات وإعلان النتائج.
واختُتم المؤتمر بانتخاب لجنة جديدة لمنطقة بيروت، تألفت من:
أحمد قاسم، أحمد رابح، أحمد عامر، بديع الهابط، محمد دبدوب، خالد عبادي، صبحي عفيفي، أيمن حسين، نانسي الحجة.
كما جرى خلال أعمال المؤتمر تكريم الشهيدين خيري أبو الحاج وعبد الوهاب منصورة، حيث قدمت قيادة منطقة بيروت دروعًا تكريمية لذويهما تقديرًا لتضحياتهما ومسيرتهما النضالية.